السيسي: الإرهاب والزيادة السكانية أكبر خطرين يواجهان مصر

الرئيس السيسي يلقي كلمته في المؤتمر الوطني للشباب في دورته الرابعة بمكتبة الإسكندرية أمس (الرئاسة المصرية)
الرئيس السيسي يلقي كلمته في المؤتمر الوطني للشباب في دورته الرابعة بمكتبة الإسكندرية أمس (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الإرهاب والزيادة السكانية أكبر خطرين يواجهان مصر

الرئيس السيسي يلقي كلمته في المؤتمر الوطني للشباب في دورته الرابعة بمكتبة الإسكندرية أمس (الرئاسة المصرية)
الرئيس السيسي يلقي كلمته في المؤتمر الوطني للشباب في دورته الرابعة بمكتبة الإسكندرية أمس (الرئاسة المصرية)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس إن «الإرهاب والزيادة السكانية، هما أكبر خطرين يواجهان مصر في تاريخها». وتعاني مصر، التي يبلغ تعداد سكانها نحو 100 مليون نسمة، من أزمات أمنية واقتصادية، سببتها الاضطرابات السياسية التي أعقبت ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011.
وافتتح الرئيس السيسي أمس المؤتمر الوطني للشباب في دورته الرابعة بمكتبة الإسكندرية (شمال البلاد). ويناقش المؤتمر على مدى يومين مجموعة من القضايا الحيوية الوطنية والجماهيرية، بمشاركة مجموعات متنوعة من الشباب والوزراء، وكبار المسؤولين وأعضاء من مجلس النواب وخبراء في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة، ورؤساء الأحزاب السياسية.
ويشارك في المؤتمر ما يقرب من 1300 شاب يمثلون محافظات إقليم غرب الدلتا، وهي الإسكندرية ومطروح والبحيرة وكفر الشيخ وجامعات محافظات إقليم غرب الدلتا.
وخلال الجلسة الخاصة بـ«رؤية مصر 2030»، علق السيسي قائلاً: «إنني لم أتحدث مطلقاً خلال عامين عن موضوع الزيادة السكانية والذي أعتبره تحدياً... فأكبر خطرين يواجهان مصر في تاريخها هما الإرهاب والزيادة السكانية»، مضيفاً أن «الزيادة السكانية تقلل فرص مصر في أن تتقدم للأمام».
واسترسل قائلاً: «لقد تحدثت في هذا الأمر على استحياء، لكن اليوم أتحدث بصوت أكبر، إذا كنا نرغب في توفير موارد للتعليم وتوفير وظائف مناسبة للشباب والصحة يجب أن يتم ضبط النمو السكاني».
وأضاف: «أقول للمصريين، إن التحديات التي نقابلها تحديات مشتركة بين الدولة وشعبها، ويجب أن يقوم كل شخص بدوره حتى نستطيع أن نسير ونتقدم إلى الأمام»، مشيراً إلى أن «عدد السكان كان يبلغ 20 مليون نسمة، والآن يتجاوز 93 مليوناً، والزيادة مستمرة بمعدلات كبيرة، وسوف يشكل ذلك عبئاً كبيراً على الدولة إذا استمرت هذه المعدلات الكبيرة للنمو السكاني».
وقال الرئيس المصري: «إذا لم نضبط هذه المعدلات المرتفعة، فلن نرى الآثار الإيجابية لكل ما ننجزه لافتاً». وتابع: «أتصور أن من لديه طفلين أو 3 يستطيع أن يقوم بدوره حتى في الرعاية الإنسانية والاجتماعية»، مؤكداً أن التحدي السكاني هو تحدٍ عظيم جداً ويتطلب تضافر كل الجهود بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني والأهالي لنحقق نتيجة جيدة.
وحول إصلاح التعليم، قال السيسي: «لن نقوم بأي إجراء أو تعديل لنظام التعليم لا نضمن نجاحه بنسب حاسمة مع ضرورة أن نضع في اعتبارنا ثقافة المجتمع إزاء التعليم التي ترسخت على مدى العقود الماضية حتى يكون أي تطوير للتعليم قابلاً للتنفيذ على أرض الواقع».
وأضاف: «على المجتمع أن يكون مستعداً لقبول التطوير لتخريج أبناء مستنيرين ومتعلمين تعليماً جيداً بالشكل الذي يليق بمصر ولا يكون أقل من الطلاب في مدارس الدول الأخرى».
ونوه بأن «العملية التعليمية هي مشتركة بين أطراف المجتمع كافة»، قائلاً إن «لدينا الآن نحو 18 مليون طالب وطالبة، وإن تكلفة الطالب في المتوسط لا تقل عن 10 آلاف جنيه في العام، أي نحو 180 مليار جنيه، في حين أن موازنة التعليم بلغت نحو من 60 إلى 70 مليار جنيه، مما يؤكد ضرورة المضي قدماً في مسيرة الإصلاح الاقتصادي حتى يمكننا تحقيق خفض عجز الموازنة والدين العام، ومن ثم إمكانية زيادة مخصصات التعليم والصحة وباقي الخدمات». وقال السيسي إنه «يدرك أن مرتبات المعلمين ليست جيدة ويجب أن تزيد، ولكن المشكلة تكمن في تدبير الموارد».
ويأتي المؤتمر في إطار تنفيذ الدعوة لعقد مؤتمر وطني للشباب لاستشراف طريق المستقبل لمصر، والتي أطلقها السيسي خلال احتفالية يوم الشباب المصري في يناير عام 2016. وكانت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الإداري في مصر، قد استعرضت في بداية الجلسة الإطار العام لاستراتيجية مصر 2030، وقالت إن كل دولة يجب أن تكون لها رؤية لتحقيق التنمية الحقيقة المطلوبة، مشيرة إلى أن استراتيجية 2030 تضم طرقاً ومحطات مختلفة.
وأضافت: «إن نظرنا لدول الجوار قريبة الشبه بوضع مصر مثل جنوب أفريقيا حين وضعت رؤية لها واستطاعت أن تصل وتحقق أهدافها في التنمية، وكذلك دولة كبولندا التي وضعت استراتيجية 2020 استطاعت أن تتقدم وأن تخفض معدلات التضخم من 16 في المائة إلى 6 في المائة».
وأشارت إلى النجاح الذي حققته دولة سنغافورة التي أصبح يطلق عليها اليوم «جنة آسيا»، مضيفة أنه منذ 3 سنوات تمت دعوتها من قبل وزير التخطيط السابق للمشاركة في رؤية مصر 2030، «وبمنتهى الأمانة لم يكن لدي الثقة بأنه سيكون هناك عمل جاد، ولكن ما لمسته بالفعل مشاركة واسعة من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والشباب والمفكرين، نموذج حقيقي ويطلق عليه في الاقتصاد (المثلث الذهبي في التنمية)».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.