«التعاون الإسلامي» تدعو لإجبار إسرائيل على التراجع... وتؤكد أن الأقصى {خط أحمر}

«التعاون الإسلامي» تدعو لإجبار إسرائيل على التراجع... وتؤكد أن الأقصى {خط أحمر}
TT

«التعاون الإسلامي» تدعو لإجبار إسرائيل على التراجع... وتؤكد أن الأقصى {خط أحمر}

«التعاون الإسلامي» تدعو لإجبار إسرائيل على التراجع... وتؤكد أن الأقصى {خط أحمر}

أكدت منظمة التعاون الإسلامي، أن قضية الحرم القدسي الشريف تشكل خطا أحمر لا يحتمل أي تساهل أو تهاون على الإطلاق، وأن المساس بالمسجد الأقصى سيكون له تداعيات خطيرة من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة. وأعلنت الأمانة العامة للمنظمة، أنها ستعقد اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية في إسطنبول، الأسبوع المقبل، لبحث التطورات الأخيرة في القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك.
ودعت منظمة التعاون الإسلامي، المجتمع الدولي، وتحديداً مجلس الأمن، إلى إجبار إسرائيل على التراجع عن الإجراءات غير القانونية في مدينة القدس والمسجد الأقصى.
وأدانت المنظمة في الاجتماع الطارئ للمندوبين الدائمين للدول الأعضاء، الذي عقد أمس، جميع الإجراءات العقابية التي بدأتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى منذ 14 يوليو (تموز) الماضي.
ونددت المنظمة في بيان ختامي صدر عقب الاجتماع، بإقدام إسرائيل على إغلاق المسجد الأقصى، ومنع إقامة الصلاة فيه، والاعتداء على المصلين وموظفي الأوقاف الإسلامية واعتقالهم، وصولاً إلى نصب بوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة. وقالت المنظمة إن هذه الإجراءات تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي القائم، وعرقلة دخول المصلين إلى الحرم، ومنعهم من حقهم بممارسة شعائرهم الدينية الذي تكفله المواثيق الدولية.
ودعت المنظمة، الدول الأعضاء كافة، إلى التدخل العاجل بالوقوف في وجه الإجراءات الإسرائيلية الاستعمارية بحق المكانة الدينية والتاريخية للمسجد الأقصى، وإلزام إسرائيل بالتراجع عنها.
وجددت المنظمة رفضها للقرارات والتشريعات الإسرائيلية كافة، التي تسعى إلى تغيير طابع ومركز مدينة القدس وتركيبتها الديموغرافية، مشددة على أنها قرارات باطلة ولاغية ولا تحمل أي صفة قانونية.
وأشادت المنظمة بصمود الشعب الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة ووقفته البطولية في وجه أي استهداف للمسجد الأقصى، باعتباره في مقدمة المدافعين عن حرمة المسجد الأقصى المبارك نيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء، في مواجهة المخططات الإسرائيلية الاستعمارية الهادفة لتهويد المدينة المقدسة، وإفراغها من أهلها، مؤكدة على ضرورة دعم صمود المقدسيين وثباتهم على أرضهم.
وشددت المنظمة على أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية صاحبة السيادة والولاية القانونية عليها. ودعت المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، وتحديداً مجلس الأمن واليونيسكو، إلى تحمل مسؤولياتهم المنوطة بهم وفق القانون الدولي، وتأكيد الشرعية الدولية والقانون الدولي بما يخص القدس الشريف، ورفض الممارسات الإسرائيلية غير القانونية.
وأكدت المنظمة دعمها لقرارات القيادة الفلسطينية إزاء هذه الإجراءات، ودعت القوى الفلسطينية كافة إلى رص الصفوف والتوحد تحت راية منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وأكد الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، على أن قضية الحرم القدسي الشريف، تشكل خطا أحمر لا يحتمل أي تساهل أو تهاون على الإطلاق، وأن المساس بالمسجد الأقصى المبارك بأي شكل من الأشكال، وتحت أي ظرف من الظروف، سيكون له تداعيات خطيرة جداً وسيؤدي لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وركز العثيمين في كلمته التي ألقاها نيابة عنه السفير سمير بكر ذياب، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والقدس، في افتتاح الاجتماع الطارئ للجنة المندوبين الدائمين لدى المنظمة، على أن ما يجرى في المسجد الأقصى، مُبيت ومخطط لتنفيذه من قبل إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال)، سعيا لوضع يدها بالكامل عليه، والبدء بتقسيمه مكانيا وزمانياً على غرار ما حدث في المسجد الإبراهيمي.
ونبه العثيمين إلى أن ثمة وضعا غير مسبوق في تسارع وتيرة المخططات الإسرائيلية الرامية لتهويد القدس، وخاصة بعد مصادقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثـقافة «اليونيسكو»، على قرار يؤكد أن الأقصى هو أحد المقدسات الإسلامية الخالصة.
وبدوره، دعا السفير تيسير جرادات، وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية، الذي شارك في افتتاح الاجتماع، إلى الإدانة التامة لكل الإجراءات الإسرائيلية التي تسعى إلى تغيير الوضع التاريخي القائم، ومنع المسلمين من الدخول إلى الحرم القدسي الشريف وممارسة شعائرهم الدينية بحرية، معربا عن تطلعه لخروج اجتماع المنظمة بقرارات تسهم في الضغط على إسرائيل لتتراجع.
وطالب بتشكيل لجنة خاصة من المنظمة لمتابعة هذه الإجراءات، ووضع تصور لتحرك شامل أمام المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والدول الفاعلة في المجتمع الدولي، لتلعب دورا بالضغط على إسرائيل. كما طالب جرادات كل دول العالم، بتحمل مسؤولياتها تجاه الانتهاك الخطير الذي يتطلب تحركا مشتركا، عربيا وإسلاميا وعلى المستويات كافة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.