تركيا تتوسع في توفير فرص التعليم للأجانب... والسوريون في المقدمة

إطلاق برنامج تعليم الأطفال اللاجئين بتمويل من الاتحاد الأوروبي

المدارس الحكومية التركية تفتح أبوابها للسوريين - تركيا في طريقها لإغلاق مراكز التعليم المؤقتة ودمج جميع السوريين في مدارسها
المدارس الحكومية التركية تفتح أبوابها للسوريين - تركيا في طريقها لإغلاق مراكز التعليم المؤقتة ودمج جميع السوريين في مدارسها
TT

تركيا تتوسع في توفير فرص التعليم للأجانب... والسوريون في المقدمة

المدارس الحكومية التركية تفتح أبوابها للسوريين - تركيا في طريقها لإغلاق مراكز التعليم المؤقتة ودمج جميع السوريين في مدارسها
المدارس الحكومية التركية تفتح أبوابها للسوريين - تركيا في طريقها لإغلاق مراكز التعليم المؤقتة ودمج جميع السوريين في مدارسها

تواصل الحكومة التركية سياستها للتوسع في جذب الطلاب الأجانب للدراسة في جامعاتها في الوقت الذي تعمل فيه عبر جهودها الخاصة أو بدعم من الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونيسيف على إدماج اللاجئين السوريين في سن التعليم بالمدارس وتوفير فرص الدراسة لهم بالجامعات.
وأظهر تقرير الهجرة في تركيا للعام 2016 الذي الشهر المنصرم أن العام الماضي شهد إصدار 61 ألفا و116 تأشيرة للطلاب الدوليين القادمين إلى تركيا للدراسة بمراحل التعليم العالي كما حصل ما يقرب من 795 ألفا و962 طالباً على تأشيرات دخول، ممن كانوا يقيمون في تركيا.
وبحسب التقرير، الذي أعدته المديرية العامة لإدارة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية استنادا إلى البيانات الواردة من وزارة التربية الوطنية ووزارة الشباب والرياضة ومجلس التعليم العالي وإدارة الأتراك المقيمين في الخارج والمجتمعات ذات الصلة، جاءت أعلى نسبة من الطلاب الأجانب القادمين إلى تركيا للدراسة من سوريا وأذربيجان وتركمانستان.
وإجمالا، بلغ عدد الطلاب الأجانب المسجلين في الجامعات التركية للعام الدراسي 2016 - 2017 نحو 103 آلاف و727 طالبا وطالبة، منهم قرابة 15 ألفا و36 طالبا وطالبة من أفغانستان، ونحو14 ألفا و765 من سوريا، ثم تركمانستان في المرتبة الثالثة بـ10 آلاف و642 طالبا وطالبة.
ووفقا للتقرير، فإن العدد الإجمالي للأجانب الذين يتلقون التعليم في المؤسسات التركية أعلى من ذلك بالنسبة للمؤسسات التعليمية غير التقليدية، إذ تستضيف المؤسسات التابعة لوزارة التعليم الوطني التركية 232 ألفا و714 طالبا أجنبيا إضافيا، كما يوجد في المراكز التعليمية المؤقتة 459 ألفا و521 طالبا إضافيا، وبذلك يصل مجموع الطلاب الأجانب الذين يدرسون في تركيا إلى 795 ألفا و962 طالبا وطالبة.
وبالنسبة للجهود المبذولة لاستيعاب السوريين في مراحل التعليم قال وزير التعليم التركي عصمت يلماظ، في إجابته على أسئلة مقدمة من نواب البرلمان، إن هناك نحو 470 ألف طالب سوري، قسم منهم كان يدرس في المدارس التركية والآخر في مراكز التعليم المؤقتة في العام الدراسي 2016 - 2017.
وأضاف يلماظ أن نحو 169 ألف طالب سوري يدرسون في المدارس التركية مع أقرانهم الأتراك في إطار نظام الحماية المؤقتة في حين يوجد نحو 294 ألف طالب سوري يدرسون في مراكز التعليم المؤقتة، والتي خصصتها الحكومة التركية لهم العام الماضي، بهدف تسهيل عملية اندماجهم مع الأنظمة التركية ومرحلة انتقالهم إلى مدارسهم المحلية لاحقا.
وبالنسبة لطلاب الجامعات من السوريين، والذين بدأ عددهم يزداد مع الحرب في سوريا تدريجيا حيث كانت أعداد منهم تلتحق بالجامعات التركية أيضا قبل الحرب، فبلغ عددهم نحو 13 ألف طالب في العام الدراسي 2016 - 2017. بزيادة نحو 4 آلاف طالب مقارنة مع السنة السابقة. ولفت يلماظ إلى أن رئاسة المجتمعات التركية والأقارب خارج الوطن، منحت للطلاب السوريين نحو 1400 منحة دراسية، 777 منهم دخلوا الجامعة في العام 2016 - 2017 مع العلم بأن منح رئاسة المجتمعات التركية لا تشمل السوريين عادة، بل تخصص لمن لهم أصل تركي.
وتخطط تركيا لبناء 105 مدارس مخصصة للسوريين في أماكن استقرارهم في تركيا حتى العام 2019 تم الانتهاء من إنشاء منها 30 مدرسة منها حتى الآن. وفي إطار عملية إدماج السوريين في المدارس التركية، أصدرت مديرية التعليم في محافظة مرسين (جنوب تركيا) قرارا بإغلاق جميع مراكز التعليم المؤقتة للسوريين مع نهاية العام الدراسي 2016 - 2017 في 9 يونيو (حزيران) الحالي على أن يتم توزيع المعلمين في تلك المدارس على المدارس الحكومية التركية. وبالنسبة لبرنامج الدوام الصيفي، فأكدت وزارة التعليم التركية على استمرار دوام الطلاب والمعلمين في المدارس التركية للاستفادة من تعلم اللغة التركية لزيادة فرصة التعيين بالنسبة للمعلمين في حال كانت شرطاً لاستمرار عملهم، وللتقوية والاستعداد للالتحاق بالمنهاج التركي مستقبلاً بالنسبة للطلاب.
في الوقت نفسه، أطلقت تركيا بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ومنظمتي غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) والتربية والعلوم والثقافة (يونيسف) التابعتين للأمم المتحدة، برنامجاً يهدف لضمان تمكين الأطفال السوريين اللاجئين في تركيا من العودة إلى المدارس ومواصلة تعليمهم. وأطلق البرنامج الشهر الماضي رسميا في أنقرة ويموله الاتحاد الأوروبي ويتضمن دعما ماليا لأسر اللاجئين مقابل التزام أطفالهم بمقاعد الدراسة.
وسيشمل البرنامج 56 ألف طالب في المرحلة الأولى، بحسب البيانات التي تم تسجيلها منذ الإعلان عن نية البدء فيه في مارس (آذار) الماضي في بروكسل. ويهدف البرنامج إلى رفع أعداد المستفيدين إلى 230 ألف طفل، حتى نهاية العام الحالي ويدار من خلال التعاون بين وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية، والهلال الأحمر وإدارة الكوارث والطوارئ التابعة لمجلس الوزراء التركي.
ويوجد في تركيا حاليا أكثر من مليون طفل سوري لاجئ في أعمار التعليم المدرسي، منهم قرابة 500 ألف على مقاعد الدراسة بشكل فعلي في مدارس وزارة التربية والتعليم التركية، بحسب ما أفادت وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية، فاطمة بتول صايان كايا.
ويتوقع أن يسهم في عودة آلاف اللاجئين إلى مقاعد الدراسة، والحيلولة دون انقطاعهم عنها وتجهيلهم لأسباب مادية، كما من المتوقع أن يقلل من عمالة الأطفال.



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.