الصومال: إحباط عملية إرهابية في العاصمة مقديشو وحركة الشباب تحرق بضائع لرجال أعمال

TT

الصومال: إحباط عملية إرهابية في العاصمة مقديشو وحركة الشباب تحرق بضائع لرجال أعمال

أعنت أمس السلطات الصومالية أن ميليشيات حركة الشباب المتطرفة أحرقت بضائع محملة لرجال أعمال محليين كانت في طريقها إلى مدينة «واجد» التابعة لإقليم بكول، وقامت بتعذيب أحد الحراس قبل أن يتمكن الآخرون من الفرار. وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، إن البضائع التي تم إضرام النار فيها كانت قادمة من مدينة بيدوا حاضرة إقليم باي، في طريقها إلى مناطق تابعة لإقليم بكول، مشيرة إلى أن الواقعة جرت مساء أول من أمس في منطقة دون فولو الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب مدينة واجد بالإقليم. من جهة أخرى، قال وزير الأمن الداخلي محمد أبوكر دعالي، إن أجهزة الأمن أحبطت عملية إرهابية مساء أول من أمس باستخدام سيارة ملغومة في منطقة سينك طير وسط العاصمة الصومالية مقديشو، موضحا أن أجهزة الأمن اعتقلت أشخاصا كانوا يرافقون السيارة الملغومة. وأشار دعالي إلى أن ميليشيات الشباب التي تقف وراء هذه المواد المتفجرة كانت ترغب في إلحاق أضرار ضد الشعب. إلى ذلك، لقي 6 أشخاص مصرعهم وأصيب نحو 18 آخرين بجروح بسبب اندلاع اشتباكات عشائرية في مديرية عيل أفويني بإقليم سناغ.
وقال رئيس الإقليم أحمد فلاي، إن القتال اندلع نتيجة وقوع نزاع حول المراعي حيث شهدت المديرية في وقت سابق من العام الماضي صراعا عشائريا مماثلا.
وبدأ وفد من الإدارة المحلية والعلماء ومكونات المجتمع مفاوضات لوضع هدنة بين الأطراف المتصارعة، بعدما أثرت بشكل كبير على حياة السكان المحليين بالإضافة إلى نزوح عدد من سكان المنطقة.
من جانبه، طالب الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، بالوقف الفوري للقتال الدائر بين ميليشيات عشائرية في منطقة حيرالي بإقليم غلغذوذ.
واعتبر فرماجو في تصريحات له أمس، أن القتال والعنف الدائر حاليا هناك شيء مشين ولا يمكن استمراره، داعيا إلى ضرورة إيقافه بشكل عاجل ونهائي.
وهدد فرماجو باتخاذ خطوات صارمة لوقف القتال بشكل فوري، لافتا إلى أنه لا يمكن التغاضي عن إلحاق الضرر بالمواطنين، مشيرا إلى أن لجنة تقصى حقائق حكومية اتجهت إلى منطقة حيرالي لمعرفة أسباب اندلاع القتال.
وكان النائب الثاني لرئيس مجلس البرلمان مهد عود، قد حث الميليشيات المتصارعة في منطقة حيرالي بإقليم غلغذود على الوقف الفوري للقتال.
وطلب عود من جميع الأطراف المتحاربة العمل على وقف إطلاق النار دون شروط سابقة، معربا عن قلق الحكومة إزاء القتال الدائر في منطقة حيرالي، الذي أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.