واشنطن تتبرأ من أي كيان يمني لا يعترف بالحكومة الشرعية

وزير يمني لـ «الشرق الأوسط» : لدينا دليل على دعم قطر للحوثي بالسلاح والمال

استراحة محارب لجندي يقاتل بالصفوف الأمامية لقوات الحكومة الشرعية ضد الحوثيين وصالح في مخدرة التابعة لمحافظة مأرب (رويترز)
استراحة محارب لجندي يقاتل بالصفوف الأمامية لقوات الحكومة الشرعية ضد الحوثيين وصالح في مخدرة التابعة لمحافظة مأرب (رويترز)
TT

واشنطن تتبرأ من أي كيان يمني لا يعترف بالحكومة الشرعية

استراحة محارب لجندي يقاتل بالصفوف الأمامية لقوات الحكومة الشرعية ضد الحوثيين وصالح في مخدرة التابعة لمحافظة مأرب (رويترز)
استراحة محارب لجندي يقاتل بالصفوف الأمامية لقوات الحكومة الشرعية ضد الحوثيين وصالح في مخدرة التابعة لمحافظة مأرب (رويترز)

قال السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر: «لا تعترف واشنطن بأي كيان سياسي يمني لا يعترف بالحكومة الشرعية المعترف بها دولياً»، وأضاف: «سوف تستمر الولايات المتحدة في دعمها لليمن وحكومته الشرعية حتى يحل الأمن والاستقرار والسلام ومراحل البناء والتنمية وإعادة الأعمار في المراحل القادمة»، وفق بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وجاء حديث السفير لدى لقائه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني الدكتور عبد الملك المخلافي في الرياض أمس، حيث تسلم المخلافي مذكرة من الحكومة الأميركية بشأن الإجراءات المطلوبة للتعاون بين البلدين لمراجعة قرار منع سفر حاملي الجوازات اليمنية من دخول الولايات المتحدة.
وأكد تولر ضرورة التنسيق مع الحكومة اليمنية لتيسير سفر اليمنيين إلى الولايات المتحدة وخاصة رجال الأعمال والطلاب وأقارب المواطنين الأميركيين من أصول يمنية، لافتا إلى حرص بلاده على مساعدة اليمنيين وتعزيز العلاقة الثنائية والتعاون في هذا المجال لإنجاز مهمة المراجعة بالتواصل الثنائي خلال أقصر وقت في إطار المدة التي تسبق تجديد القرار.
وأورد البيان أن اللقاء «استعرض مساعي المبعوث الأممي إلى إسماعيل ولد الشيخ ومقترحاته التي رحبت بها الحكومة اليمنية فيما يتعلق بميناء الحديدة واستكمال سداد مرتبات موظفي الدولة وتوريد الموارد، التي لا يزال الانقلابيون يرفضون توريدها ويستخدمونها لتمويل حربهم وفسادهم وهو الأمر الذي يؤدي إلى استمرار تردي الأوضاع الإنسانية».
وبالانتقال إلى الخطة الأممية الجديدة، قال وزير الإعلام اليمنى معمر الأريانى لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة اليمينة لم تتسلم بعد، الخطة التي كشف عنها المبعوث الأممي، لافتا إلى عدم رفض الحكومة «من حيث المبدأ أي حل يؤدى إلى إنهاء الأزمة اليمنية»، واتهم إيران وقطر بالاستمرار في دعم جماعة الحوثي بالمال والسلاح، وقال: «كل هذه التدخلات موثقة».
وفي ختام جولته الأخيرة في القاهرة، أصدر المبعوث الأممي أمس، بيانا، قال فيه: «إن ما يتم تناقله عن مقترح الحديدة غير دقيق إذ إن مبادرة الحديدة ما هي إلا جزء أول من خريطة عمل متماسكة تهدف إلى التوصل إلى حل سلمي كامل وشامل ينهي الحرب ويسمح بتحسين الوضع الإنساني والاقتصادي والصحي كما يفسح المجال لمرحلة جديدة تضمن تمثيل مختلف المكونات السياسية في البلاد، كما أن الجهود الحالية تسعى إلى إيجاد حلول سريعة لدفع الرواتب وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي للرحلات المدنية».
وتخلل الزيارة لقاء تشاوري مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والمندوبين الدائمين في الجامعة. وقال البيان: «أثنى المبعوث الخاص على جهود الجامعة العربية خاصة أن العالم العربي يواجه تحديات خطيرة تقود لضرورة تعزيز العمل المشترك ومضاعفة الجهود للتوصل إلى حلول عملية». كما زار ولد الشيخ وزير الخارجية المصري سامح حسن شكري، وعلق على اللقاء قائلا: «نشكر جمهورية مصر العربية على كل التسهيلات التي تقدمها للمواطنين اليمنيين خاصة أنها تؤمن لهم ملجأ آمنا في ظل هذه الظروف الصعبة. إن مصر تلعب دورا محوريا في عملية السلام لكونها تستقبل حاليا عددا كبيرا من شخصيات سياسية يمنية بارزة من مختلف التوجهات».
وتزامنت زيارة المبعوث الأممي إلى القاهرة مع زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الكويت الشيخ صباح الأحمد: «وكانت فرصة للتباحث بآخر مستجدات الملف اليمني. وأشار المبعوث الخاص إلى أن دولة الكويت تواكب تطورات الملف اليمني عن قرب ومساعيها الحميدة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف مستمرة، ونعول على جهود سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والدور الريادي الذي يلعبه في هذه المرحلة الحرجة، ونشدد على أهمية وحدة الصف العربي لمواجهة الأزمة اليمنية والتحديات الإقليمية ومشكلة الإرهاب التي تهدد العالم بأسره».
كما عقد المبعوث الخاص لقاءات متعددة مع سياسيين يمنيين مقيمين في القاهرة وتطرق معهم إلى التحديات التي تواجه مسار السلام وما يتم التباحث به مع الأطراف من مقترحات لتجنب أي تصعيد عسكري حول ميناء الحديدة.
ميدانيا، قتل ستة من ميليشيات الحوثي وصالح، وجرح العشرات في عملية عسكرية للجيش الوطني اليمني في ميدي بمحافظة حجة فجر أمس، طبقا لما ذكره المركز الإعلامي التابع للمنطقة العسكرية الخامسة. وأضاف المصدر أن الميليشيات الانقلابية فرت من مواقعها، وسط عمليات نوعية لأبطال الجيش الوطني.
وفي شبوة، قتل وجرح عدد من مسلحي الميليشيات بغارتين لمقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس.
واستهدفت الغارات تجمعات عسكرية انقلابية في جبل جندلة غرب مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، بحسب مصدر عسكري أكد أيضا إحباط «اللواء 26 مشاة» و«كتيبة الحزم» محاولة تسلل لعناصر الميليشيات في جبهة الساق غرب عسيلان عقب اشتباكات عنيفة، وكبدوا الانقلابين خسائر في الأرواح والمعدات.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.