هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في شكل غير مسبوق، قادة الاتحاد الأوروبي، بسبب سياستهم تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإصرارهم على ربط تطوير العلاقات مع إسرائيل بضرورة تغيير سياستها إزاء هذا الصراع وتسويته.
وكان نتنياهو يتحدث في اجتماع مغلق عقده في بودابست، أمس، مع رؤساء حكومات مجموعة «فيزيغراد»، التي تضم كلا من هنغاريا (فيكتور أوروبان)، وتشخيا (بوهوسلاف سوبوتكا) وبولندا (بياتا سيدلو) وسلوفاكيا (روبرت فيتسو). وتبين لاحقا، أن ما يقوله نتنياهو يسمع في قاعة انتظار الصحافيين. وقد لاحظ أحد مساعدي نتنياهو ذلك، فسارع ليخبر المنظمين المجريين فأغلقوا السماعات فورا.
ومما سمع من كلمة نتنياهو قوله: «الاتحاد الأوروبي هو الجسم السياسي الوحيد في العالم الذي يضع شروطا على إسرائيل في التعامل الثنائي معها، ويربط بين هذه العلاقات وبين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. نحن نعطيهم تكنولوجيا وهم يعطوننا قيودا ومعايير سياسية. لا يفعل هذا معنا أي جسم آخر. توجد لنا علاقات ممتازة مع الصين، ولكنها لا تشترط علينا شيئا ولا تكترث للمواضيع السياسية. توجد لنا علاقات ممتازة مع الهند. رئيس الوزراء مودي قال لي إنه يرى واجبه في الاهتمام بمصالح الهند. فأين يجد هذه المصالح؟ في رام الله؟ روسيا أيضا لا تفرض علينا شروطا. ولا أفريقيا. فقط الاتحاد الأوروبي يفعل ذلك. وهذا جنون من طرفهم. بل إن هذا الموقف الأوروبي يتعارض مع مصالح أوروبا نفسها».
وتوجه نتنياهو إلى رؤساء الحكومات المذكورين في مجموعة «فيزيغراد» قائلا: «انقلوا هذه الرسالة إلى نظرائكم في أوروبا. قولوا لهم إن عليهم ألا يتآمروا ضد إسرائيل، فنحن الدولة الوحيدة الحريصة على مصالح أوروبا في المنطقة، وهم يعرفون ماذا أقصد. قولوا لهم أن يدعموا إسرائيل. اطلبوا منهم. الفتوا نظرهم إلى أن سياستهم تجعلهم منسلخين عن العصر. فأي منطق يرشدهم؟ إن التآمر على إسرائيل يفضي في النهاية إلى المساس بأمن أوروبا».
وراح نتنياهو أبعد من ذلك حين قال بلهجة تعليمية لا تخلو من غرور: «على أوروبا أن تقرر، فإما أن تعيش وتزدهر وإما أن تذوب وتندثر. أنا أعرف أنكم مصدومون من كلامي، فماذا أفعل. أنا لست سياسيا محضا، بل قائدا للشعب اليهودي وجزءا من العالم الحديث المتحضر. لكن اعلموا: إن فعلتم ما أطلبه منكم اليوم فسوف يفيدكم أنتم أولا ثم يفيد أوروبا برمتها. نحن وإياكم نعتبر جزءا من الثقافة الأوروبية. أوروبا تنتهي عند إسرائيل. لا يوجد أوروبا من شرقنا. شعوبها المسيحية تقيم علاقات ممتازة معنا، بل تدعمنا في العالم. لكن لدينا علاقات أقوى مع المسيحيين في العالم. لو توجهت إلى البرازيل اليوم لاستقبلوني أفضل مما يستقبلني أعضاء مركز حزبي الليكود».
وردا على أقوال نتنياهو، قال رئيس حكومة هنغاريا، فيكتور أوروبان، إن الاتحاد الأوروبي يفرض شروطا حتى على دول الاتحاد، ولكن نتنياهو قاطعه قائلا: «هنا توجد مسألة ثقافة. لا يجوز لهم عمل ذلك. نحن في إسرائيل نقيم علاقات مع دول عربية. حتى العرب يتحدثون مع إسرائيل. يتحدثون عن التكنولوجيا، وعن كل ما نتحدث به هنا».
وتابع نتنياهو هجومه الجارف فتكلم بروح عدائية عن سياسة الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط، في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما، وقال إنه «كانت لإسرائيل مشكلة كبيرة مع الولايات المتحدة في عهده. أما الآن فالأمر مختلف، فهناك موقف متصلب تجاه إيران، ووجود أميركي متجدد في المنطقة، وقصف أميركي أكثر، وهذا أمر إيجابي».
نتنياهو يشن هجوماً غير مسبوق على الاتحاد الأوروبي
نتنياهو يشن هجوماً غير مسبوق على الاتحاد الأوروبي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة