تعرض مسجدان في قرية المغار، في الجليل، إلى عمليتي تفجير بإلقاء قنبلتين، في أعقاب العملية المسلحة الأخيرة أمام باب الأسباط في الحرم القدسي الشريف، التي قتل فيها أحد سكان القرية الدروز، الذي يخدم في الشرطة الإسرائيلية. واعتبر أهالي القرية هذا الاعتداء «محاولة خطيرة لإحداث فتنة بين الدروز والمسلمين في القرية». وقد اجتمعت القيادات السياسية والدينية، من الدروز والمسلمين والمسيحيين، وأدانوا الجريمة، وحذروا من يلعب بنار الفتنة.
وكانت علامات تشنج قد سرت بين المتعصبين العرب، مسلمين ودروزاً، إثر عملية الأقصى، صبيحة يوم الجمعة الماضي. إذ كان هناك من استغل حقيقة أن المهاجمين الثلاثة هم مسلمون من أم الفحم، وأنهم قتلوا جنديين في الشرطة الإسرائيلية ينتميان إلى الطائفة العربية الدرزية، وكون بقية رجال الشرطة هم يهود وعرب قاموا بقتل الشبان الثلاثة. وراح البعض يفتن بين المسلمين والدروز. وقيل في مدينة أم الفحم: «الدروز قتلوا أبناءكم الثلاثة».
وفي المغار وحرفيش، قيل: «المسلمون قتلوا الشرطيين الدرزيين وهما يحافظان على النظام والأمن في الأقصى». وجاء إلقاء قنبلتين باتجاه المسجدين في المغار، وإطلاق نيران على مسجد ثالث، كتحذير صارخ من خطر نجاح الفتنة. ففي الوقت الذي كان فيه كل أهل المغار من جميع الطوائف يجتمعون في بيت العزاء للشرطي هايل سيتاوي، ابن القرية الذي قتل في العملية في الحرم القدسي، يوم الجمعة، جرى قبل منتصف ليلة السبت إلقاء القنبلة الأولى على أحد المساجد، ثم ألقيت القنبلة الثانية، وأطلقت النيران على مسجدين آخرين، فجر أول من أمس. وسبب إطلاق النيران أضراراً في شبابيك المسجد الشرقي في القرية. وسارعت إلى المكان قوات الشرطة التي وجدت في المنطقة، فيما وصلت قوات أخرى إلى القرية من أجل منع التصعيد. وينادى قادة الطوائف الثلاث الدينية والاجتماعية والسياسية بإزالة التوتر.
وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية - الشق الجنوبي في إسرائيل، د. منصور عباس، وهو من سكان المغار، إن «المقصود عملية فاشلة من قبل أناس جبناء وأشرار لا يمثلون إلا أنفسهم، وفي هذا العمل يمسون بكل سكان المغار على مختلف طوائفهم، وبكل الأماكن المقدسة في القرية، فنحن لن ننجر إلى فتنة، وسنعرف كيف نجمع أهل بلدنا على كلمة الحق والتآخي».
كانت قرية المغار قد تعرضت سنة 2005 للفتنة، ودفعت ثمنها باهظاً. ويتخوف سكان القرية من عودة الاضطرابات. ففي حينه، اندلعت المشكلة على خلفية قيام أحد الفتية في القرية بنشر صور فاضحة على الإنترنت، جرى تزييفها لتظهر وكأنها لفتيات درزيات من القرية. ولكون الفتى مسيحياً، قام عشرات الشبان الدروز بحرق نحو 20 منزلاً مسيحياً، وأوقعوا عدداً كبيراً من الإصابات. ولذلك سارع رئيس المجلس المحلي، زياد دغش، إلى مسجد السلام الذي تعرض للاعتداء، وطلب التحلي بالصبر، وقال إن سكان الحي يريدون مواصلة التعايش، ويأملون في أن تقبض الشرطة على منفذي الاعتداء. وحسب رأيه، فإن هؤلاء هم أعشاب ضارة.
وقد وجه عدد من قادة الطائفة المعروفية انتقادات شديدة للقيادات العربية لفلسطينيي 48، لأنهم «تأخروا في إدانة عملية القدس»، فيما توجه قادة 48 إلى أبناء الطائفة المعروفية، وطالبوهم بالتوقف عن الخدمة في أجهزة الأمن الإسرائيلية. وفي ظل هذه التطورات، اجتمع شيوخ الطائفتين الإسلامية والدرزية، وكذلك الرهبان المسيحيون، وأصدروا نداء مشتركاً إلى الجميع، يطلبون منهم عدم الانجرار وراء الفتنة التي لا تخدم أي واحد منهم على الإطلاق.
قنبلتان على مسجدين وإطلاق نار على ثالث في قرية عربية بإسرائيل
قنبلتان على مسجدين وإطلاق نار على ثالث في قرية عربية بإسرائيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة