الفلسطينيون يرفضون الإجراءات الإسرائيلية في الأقصى ويصلون خارجه

مستوطنون يهود يقتحمون المسجد من باب جهة المغاربة

الفلسطينيون يرفضون دخول المسجد الأقصى عبر البوابات الإلكترونية لليوم الثاني على التوالي (أ.ف.ب)
الفلسطينيون يرفضون دخول المسجد الأقصى عبر البوابات الإلكترونية لليوم الثاني على التوالي (أ.ف.ب)
TT

الفلسطينيون يرفضون الإجراءات الإسرائيلية في الأقصى ويصلون خارجه

الفلسطينيون يرفضون دخول المسجد الأقصى عبر البوابات الإلكترونية لليوم الثاني على التوالي (أ.ف.ب)
الفلسطينيون يرفضون دخول المسجد الأقصى عبر البوابات الإلكترونية لليوم الثاني على التوالي (أ.ف.ب)

أدى أبناء مدينة القدس المحتلة صلاة الفجر اليوم (الاثنين) في الشوارع والطرقات القريبة من المسجد الأقصى رافضين الدخول إليه عبر البوابات الإلكترونية التي نصبها الاحتلال الإسرائيلي على مداخله وبواباته، في حين شرعت مجموعات من عصابات المستوطنين اليهودية باقتحامات استفزازية للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وتنفيذ جولات بحرية كاملة فيه، حسبما ذكرت وكالة المعلومات والأنباء الفلسطينية (وفا).
ونشرت مواقع تواصل اجتماعية تابعة لما يسمى «منظمات الهيكل» المزعوم، صوراً للاقتحامات، وكتابات أبرزها «لحظة تاريخية في جبل الهيكل، لأول مرة منذ تحريره اليهود يدخلونه بحرية».
وأكد مسؤول الإعلام في أوقاف القدس فراس الدبس، أن موظفي الأوقاف بجميع أقسامها، بمن فيهم حراس المسجد الأقصى المبارك، يرفضون الدخول إليه عبر البوابات الإلكترونية لليوم الثاني على التوالي.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أبلغت مجموعة جديدة من حراس المسجد الأقصى المبارك، بعدم السماح لهم بدخول المسجد ومزاولة أعمالهم حتى إشعار آخر، موضحاً أن القرار الجديد شمل الحراس: مهند الزعل، ولؤي أبو السعد، وعامر السلفيتي.
وكان فلسطينيو القدس، والأوقاف الإسلامية، وهيئة القضاة الشرعيين، وأئمة وخطباء المساجد في المسجد الأقصى والقدس المحتلة، أكدوا رفضهم لإجراءات الاحتلال، وشددوا على أنها تمس حرية العبادة بشكل خطير، وتحول دون دخولهم إلى الأقصى لأداء الصلوات، وتنسف الوضع القائم والسائد (ستاتسكو) منذ عام 1967 وتُعتبر استنساخاً للإجراءات المفروضة في الحرم الإبراهيمي في الخليل.
وحذر القائم بأعمال قاضي القضاة رئيس محكمة الاستئناف الشرعية في القدس المحتلة الشيخ واصف البكري، في تصريحات صحافية، من إجراءات الاحتلال والإخلال الكبير في الوضع القائم، مؤكداً رفض الهيئات الدينية الشرعية تسلم المسجد الأقصى قبل إزالة كل القيود الجديدة التي فرضت على بواباته.
وقال: «نحن دعاة سلام وعبادة، وللمسلم حق دخول مسجده لأداء صلواته بحرية دون أي عائق، ولن نقبل مطلقاً هذا التقييد على بوابات المسجد الأقصى، فاليوم دخلنا مجموعة من المشايخ، لكن عند محاولة الجمهور الدخول أيضاً أمرهم الاحتلال بالدخول عبر البوابات الإلكترونية وهو ما رفضناه ونرفضه، فلنا الحق بالدخول إلى مسجدنا وأداء الصلوات بأمن وأمان».
وبحسب «وفا» كشفت أمس (الأحد) مزيد من مخططات الاحتلال التي تستهدف المسجد الأقصى، ومنها تسليم مسؤولية إدارة ساحات المسجد الأقصى لبلدية الاحتلال في القدس، تجسيداً لمخطط احتلالي قديم اعتبر أن المُصلى القبلي هو المسجد الأقصى، وأن مسجد قبة الصخرة بُني على أنقاض «الهيكل» المزعوم، في حين أن ساحات المسجد هي ساحات عامة تابعة لبلدية الاحتلال في المدينة المقدسة، فضلاً عن مخطط آخر لإنشاء مركز لبلدية الاحتلال في المسجد المبارك على غرار المركز التابع لشرطة الاحتلال، وبالتالي وضع اليد بالكامل على المسجد الأقصى وسحب الوصاية والإدارة الأردنية.
وكانت منطقة باب الأسباط شهدت ليل أمس مواجهات عنيفة خلال أداء المواطنين صلاتي المغرب والعشاء في الشارع الرئيسي، في حين اندلعت مواجهات في حارتي باب حطة والسعدية الملاصقتين للمسجد الأقصى، وفي الكثير من أحياء وبلدات القدس المحتلة رفضا لإجراءات الاحتلال في المسجد الأقصى.
إلى ذلك، أصيب صيادان برصاص بحرية الاحتلال الإسرائيلي قبالة بحر مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة فجر اليوم.
وأفادت «وفا» بأن بحرية الاحتلال استهدفت عدداً من مراكب الصيادين في تلك المنطقة، وهي على بعد نحو 4 أميال بحرية، بإطلاق الرصاص الحي عليها، ما أدى إلى إصابة صيادين في قدميهما، وألحقت أضرارا بمركب صيد على الأقل.
وأكد أنه تم نقل الصيادين الجريحين إلى مستشفى ناصر في خان يونس لتلقي العلاج، وحالتهما وصفت بالمتوسطة.
وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم المواطنين محمود بشير الحوامدة، وعرفات صبح السلامين واقتادتهما إلى جهة غير معلومة.
وفي السياق ذاته، داهمت قوات الاحتلال عدة أحياء في مدينة الخليل وبلدات السموع ويطا وإذنا، ونصبت حواجزها العسكرية على مداخل بلدات سعير وحلحول، ومدخل مدينة الخليل الشمالي والجنوبي، وعملت على إيقاف المركبات وتفتيشها والتدقيق في بطاقات المواطنين، ما تسبب في إعاقة مرورهم.
وكذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشاب سامي صبحي الحج (27 عاما) من بلدة بيت ريما، شمال غربي رام الله، في حين اعتقلت الفتى علاء نهاد أبو عصب (17 عاما)، بعد دهم منزل ذويه في قلقيلية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».