هذه الأسباب ستبعدك عن المشروبات الغازية إلى الأبد

مشروبات غازية (رويترز)
مشروبات غازية (رويترز)
TT

هذه الأسباب ستبعدك عن المشروبات الغازية إلى الأبد

مشروبات غازية (رويترز)
مشروبات غازية (رويترز)

لو كان يعلم مخترع المشروبات الغازية بهول الكارثة التي فجرتها يداه، لما كان فكر بالموضوع بتاتاً. فمن منا لا يتمنى زجاجة «بيبسي» أو «كوكاكولا» في يوم صيفي حار؟ ومع أننا ندرك جوانبها السلبية، إلا أن طعمها لا يقاوم، باعتراف معظم الناس!
تتسبب المشروبات الغازية في إصابة الجسم بالكثير من الأضرار والمشاكل الصحية وكثيراً ما يحذر الأطباء وخبراء التغذية من ذلك.
ومن أبرز الأسباب للابتعاد عنها هي الأضرار التالية:
*ذكرت إحدى الدراسات التي أجريت في مستشفى جامعة كوبنهاغن أن تناول المشروبات الغازية بعد تناول الطعام مباشرة أو أثنائه يتسبب في قلة عمل الإنزيمات الهاضمة، لأنه يخفض من درجة حرارة الجسم. فالإنزيمات تعمل بكفاءة في حرارة الجسم الطبيعية، وإن تغيرت، فلن تعمل على النحو الأكمل. كما أن الغازات وأنواعا من السموم تنتقل بسبب تناولها في خلايا الجسم مع الدم، ما يسبب الكثير من الأمراض.
* أمراض القلب
من المعروف أن تناول المشروبات الغازية يسهم في زيادة نسبة السمنة، بسبب محتواها العالي من السكريات البسيطة والسعرات الحرارية، فهذه قد تكون علاقة لتربط بين تناول المشروبات الغازية الغنية بالسكريات والسعرات والتي تؤدي إلى الإصابة بالسمنة وأمراض القلب، كنتيجة طبيعية لرفع نسبة الدهنيات الثلاثية والكولسترول في الجسم، مما يرفع بدوره من خطر التعرض لأمراض القلب والشرايين والسكتات الدماغية.
* تسوس الأسنان
يؤدي تناول المشروبات الغازية إلى إذابة الطبقة الخارجية من الأسنان التي تُعرف باسم طبقة المينا؛ ويعود السبب في ذلك إلى احتوائها على كثير من الأحماض في تركيبها، الأمر الذي يسبب تسوس الأسنان بمرتين وحتى ثلاث مرات مقارنة مع ما تحدثه السكريات الموجودة في الحلويات.
*الإصابة بالارتجاع المريئي
وهو عبارة عن مشكلة صحيّة تحدث نتيجة خروج العصارة المعدية شديدة الحموضة من المعدة وحتى المريء، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تخريش قوي للمريء، وبالتالي شعور مزعج بالحموضة وكذلك الحرقة الذي يمتد إلى آخر الفم.
*حصى الكلى
أثبتت دراسة فرنسية أن شرب أكثر من أربع عبوات أسبوعياً من المشروبات الغازية بحجم (250) مللتر، يزيد من احتمال حدوث حصوات الكلى بـ(15) في المائة، وذلك بسبب احتوائها على حمض الفسفور (فوسفوريك أسيد) الذي يغير من تركيب البول في الجسم.
* ترقق العظام
من المعلوم أن هناك نسبة عكسية بين نسبة الكالسيوم، والفسفور بالدم، فإذا ما زاد أحدهما نقص الآخر، والعكس بالعكس، لذلك فإن زيادة الفسفور بالدم تعني نقص الكالسيوم فيه، وبما أن المشروبات الغازية تحتوي على حمض الفسفور، الذي يزيد نسبة الفسفور بالدم، فإنها سوف تؤدي إلى نقص الكالسيوم بالدم، الذي يعكس بدوره على قوة العظام.
* ارتفاع ضغط الدم
نود الإشارة إلى أن الأضرار المذكورة أعلاه هي جزء بسيط من الأذى التي تسببه هذه المشروبات، فهل ستكون هذه المعلومات كفيلة بإبعادك عنها يا ترى؟



معرض «المجهول» للتشكيلي المصري أحمد مناويشي يُسقط الأقنعة

الرسام أحمد مناويشي أمام لوحات معرضه «المجهول» (الشرق الأوسط)
الرسام أحمد مناويشي أمام لوحات معرضه «المجهول» (الشرق الأوسط)
TT

معرض «المجهول» للتشكيلي المصري أحمد مناويشي يُسقط الأقنعة

الرسام أحمد مناويشي أمام لوحات معرضه «المجهول» (الشرق الأوسط)
الرسام أحمد مناويشي أمام لوحات معرضه «المجهول» (الشرق الأوسط)

ما إنْ تدخُل معرض «المجهول» للفنان التشكيلي المصري أحمد مناويشي، حتى تستوقفك وجوه لوحاته، بريشة حرّة تستكشف ملامحَ وأحداثاً غامضة. أعماله تبحث عن مشاعر عميقة وعلامات استفهام تحضّك على التحليل وفكّ الألغاز.

ينقسم معرض مناويشي في غاليري «آرت ديستريكت» بمنطقة الجميزة البيروتية إلى قسمين، من بينها ما يروي حكايات أشخاص اختبأت مشاعرهم تحت الأقنعة الواقية من جائحة «كورونا»، وأخرى رسمها حديثاً لمَن عاشوا الحرب الأخيرة في لبنان.

يركُن مناويشي إلى نقل مشاعر أشخاص يعيشون المجهول (الشرق الأوسط)

مع هذا المعرض، يستعيد غاليري «آرت ديستريكت» عافيته. فالحرب منعته قسرياً من إقامة نشاطات ثقافية. ومن خلال «المجهول»، يعلن صاحبه المصوّر الشهير ماهر عطّار انطلاق الموسم الفنّي في الغاليري.

في الجزء الأول من مجموعة أحمد منشاوي، تصطفُّ سلسلة لوحات صغيرة، تصوِّر جميعها وجوهاً يعتريها القلق. فالفنان المصري لفتته ملامح الإنسانية في زمن «كورونا». كان يرى الإنسان يمشي مرتدياً القناع خوفاً من الإصابة بالعدوى. وهو ما حضَّه، خلال إقامته في بروكسل، على تخيّل ملامحه الأصلية. وفي 30 لوحة يئنُّ أصحابها تحت وطأة أحاسيسهم، يُترجم أفكاره. مجموعة من النساء والرجال تصرخ بصمت، فتُخرج غضبها وقلقها وحزنها عابسةً في معظم الوقت.

تقنيته المرتكزة على الأكليريك تتدخَّل فيها أحياناً أنامل الفنان بعيداً عن ريشته (الشرق الأوسط)

يوضح مناويشي لـ«الشرق الأوسط»: «بدأتِ التجربة عندما كنتُ في بروكسل عام 2021. كانت مفاعيل الجائحة لا تزال تسيطر على حياتنا. جميعنا اعتقدنا بأنّ هذه الحقبة أبدية، كأنَّ سوادها لا حدود له. فرحتُ أتخيّل الناس الذين أراهم كأنهم خلعوا أقنعة الوقاية ورسموها. جميعهم كانوا مجهولين بالنسبة إليّ، ولا تربطني بهم أي علاقة. عندما عدتُ إلى لبنان، انتابتني الأحاسيس عينها. كانت الحرب محتدمة، وكان الناس قلقين، لا يعرفون مصيرهم. فرأيتُ بوضوح المجهول الذين يتخبَّطون فيه. حالة الترقب هذه حرّضت ريشتي على التحرُّك من جديد. ومن خلال تلك الحالتين، تناولتُ موضوع (المجهول)، إنْ من ناحية المشاعر أو المصير».

الإحساس بالتأرجُح في طريق لا رؤية واضحة لنهايتها، يُترجمه أحمد مناويشي. ويعترف من خلال ريشته بأنّ الانتظار مخيف، فكيف إذا كانت الأجواء التي يعيشها الناس غامضة؟

تحمل وجوه لوحات مناويشي أسئلة مختلفة تتعلّق بقلق المصير (الشرق الأوسط)

في واحدة من لوحاته، يشير إلى شخصيات مجموعة «أنونيموس» العاملة في مجال «النضال» عبر الاختراق البرمجي. راجت أعمالها المثيرة للجدل عام 2003، فمثَّلت مفهوماً لمستخدمي الإنترنت المجهولين. حينها، عَبَروا من العالم الواقعي إلى الوهمي في أعمال تتعارض مع الرقابة. اخترقوا مواقع حكومية عدّة، وأنظمة كومبيوتر أهم شركات الحماية. وولَّدوا «بلبلة» على أصعدة مختلفة، وهم يرتدون أقنعة تُعرَف بـ«جاي فوكس».

يتابع الرسام المصري: «قناع (الأنونيموس) كان الأشهر في القرن الحالي، فرغبتُ بالربط بينه وبين عنوان معرضي، لتُولد هذه اللوحة الوحيدة عن تلك المجموعة. مبدأ هؤلاء يرتكز على الثورة ورفض حُكم الدولة العميقة والسلطات العليا».

لم يعنون مناويشي لوحاته بأسماء معيّنة، فتركها مجهولةً. يقول: «رغبتُ في أن يسمّيها ناظرها كما يشتهي. أرنو إلى هذا التفاعل المباشر بين المُشاهد واللوحة». وهو يميل إلى المدرسة التعبيرية في الفنّ التشكيلي: «أحبُّ حالة الحركة في لمسات اللوحة وموضوعها، وأرغب في التواصل معها القائم على الشعور بأنها حيّة، فلا تكون باهتة تمرّ من دون تَرْك أثرها على ناظرها. لذلك، تسير ريشتي بشكل غير مُنتظم باحثةً عن نَفَس لا ينقطع؛ ومرات تتدخَّل أناملي مباشرة، فأبتعدُ عن ريشتي لتخرُج أعمالي من رتابتها، وتكسر تلك القدرة على التحكُّم التقليدي بمشاعر مُشاهدها».

تؤلّف الألوان التي يستعملها مناويشي حالةً بذاتها. فهو جريء باختيارها زاهيةً مرّات؛ ودافئة أخرى. يُحدِث زوبعة بألوان تبدو ثائرة، فتُعبّر عن الظلم والقلق والعنف: «مشاعر الإنسانية لا يمكن حصرها في بوتقة واحدة. وهذه الألوان تعبّر عن المشهدية المدفونة في أعماقنا، فتُبرز التنوّع في أحاسيس تنتابنا وفيها كلّ الاحتمالات. وهنا يأتي دور المتلقّي الذي يرى اللوحة من وُجهة نظره، ويُلاقي ما يمثّل تفكيره ومشاعره في أحد هذه الألوان».

ينقسم «المجهول» إلى قسمين من الأعمال التعبيرية (الشرق الأوسط)

في قسم لوحات الحرب، تأخُذ أعمال الرسام أحمد مناويشي منحى آخر، فيكبُر حجمها بشكل ملحوظ لتضع تفاصيل الوجه تحت المجهر. يعلّق: «هذه المساحات الكبيرة تزوّدنا بفرصة للتوضيح بشكل أفضل. فالعبور من زمن (كورونا) إلى زمن الحرب، كان لا بدَّ أن يحمل التطوّر. واعتمدتُ هذا التغيير؛ لئلا أقع في التكرار والتشابُه».

وأنت تتجوَّل بين أقسام معرض «المجهول»، تستوقفك ملامح وجه رجل حائر، ووجه امرأة تنظر إلى الغد بعتب. وأحياناً تلمس صلابة وجه آخر على شفير هاوية. وفي أخرى، تحملك ملامح رجل تلقّى صفعات الحياة بعينين حزينتين. لكنَّ جميع الشخصيات لا تبدو مستسلمة لقدرها، كأنها تقول: «وماذا بعد؟» على طريقتها.

يبرُز العنصر الأنثوي بوضوح في مجموعة «المجهول». وهنا كان لا بدَّ للرسام التشكيلي أن يعترف: «النساء لا يعرفن إخفاء أحاسيسهن ببراعة. مشاعرهن تخرج بقوة. لذلك نكتشفها بصورة أسهل من تلك الموجودة عند الرجل. فالأخير يحاول أن يُظهر صموداً تجاه مشاعره. ويفضّل ألا تُقرأ بسهولة».

يؤكد أحمد مناويشي أنه لا يحبّ تقييد نفسه بأسلوب رسم واحد. ويختم: «أفضّل التنويع دائماً، وعدم طَبْع لوحاتي بهوية واحدة كما يحبّ بعضهم. أُشبّه نفسي بروائي يؤلّف القصص ليستمتع بها القارئ، فلا يكرّر نفسه أو يقدّم ما يتشابه. ما أنجزه اليوم في عالم فنّ (البورتريه)، لم أقاربه مِن قبل. هو نافذة للتعبير. وهذا الاختلاف في الأسلوب يُحفزّني على دخول مدارس فنّية مختلفة. ما يهمّني هو تقديمي للناس أعمالاً يستمتعون بها فتولّد عندهم حبَّ الاكتشاف».