اعتبر مسؤول في حكومة كردستان العراق أن الاستفتاء على استقلال الإقليم، المقرر إجراؤه في 25 سبتمبر (أيلول) المقبل، يعد تكتيكا تفاوضيا للضغط على بغداد للوفاء بوعودها حول ملفات الطاقة وتقاسم السلطة.
وعبر ناظم الدباغ، الذي يمثل حكومة الإقليم في طهران، عن مخاوفه من مهاجمة القوات العراقية المواقع الكردية بعد انتهائها من تحرير الموصل من تنظيم داعش.
وشدد الدباغ على أن أكراد العراق يفضلون البقاء جزءا من العراق، رغم الدعوة إلى استفتاء على الاستقلال.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية في مكتبه في العاصمة الإيرانية: «نحن نقوم بذلك (إجراء الاستفتاء) لحل مشكلاتنا في العراق. حتى الآن، ليس لدينا نية الانفصال». وأضاف: «نحن لا نشعر بأن العراق يقبلنا. ولهذا السبب، نسعى لانتهاز الفرص المناسبة، عبر الدبلوماسية، والبرلمان، والشعب، من أجل المطالبة بحقوقنا. وإذا لم يريدوا (السلطات العراقية) حل مشكلاتنا، فشعبنا مستعد للتضحية».
واتهم الدباغ بغداد بعدم الوفاء بوعودها الرئيسية المدرجة في الدستور العراقي في عام 2005، بما فيها حل وضع كركوك، المدينة الواقعة على الحدود بين إقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي وبقية العراق. وأوضح أن بغداد لم تصادق على قوانين حول عائدات النفط وتمويل قوات الأمن الكردية المعروفة بالبيشمركة، رغم دورها الحاسم في المعركة ضد تنظيم داعش. وقال الدباغ: «أعتقد أن بعض القادة العراقيين لا يزالون يفكرون بعقلية بعثية»، في إشارة لحزب الرئيس الأسبق صدام حسين. وتابع: «لا يقبلون الآخر ويلجأون دوما للجيش لحل المشكلات».
وسُئل عما إذا كان يشعر بالقلق من احتمال مهاجمة الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي لإقليم كردستان، فأجاب «مائة في المائة. هذا ما أخشاه».
إلى ذلك، كشف الدباغ عن أنه من المقرر أن يصل وفد رفيع من الاتحاد الوطني الكردستاني اليوم إلى طهران، تلبية لدعوة رسمية. وقال لشبكة «رووداو» الإعلامية، إن الوفد سيصل إلى طهران يوم الأحد، برئاسة النائب الأول للأمين العام للاتحاد، كوسرت رسول علي، وعضوية كل من مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد، ملا بختيار، وعضو المكتب السياسي، محمود سنكاوي، وعدد من المسؤولين في الحزب.
وأشار ممثل حكومة إقليم كوردستان في إيران، إلى أن الزيارة ستتضمن بحث العلاقات الثنائية والأوضاع السياسية في المنطقة، مرجحاً التطرق لعملية «إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان». وتابع أن «الوفد سيعود إلى إقليم كردستان يوم الثلاثاء المقبل». ويأتي الإعلان عن هذه الزيارة بعد يومين من عودة الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، جلال الطالباني، من طهران، في زيارة استغرقت عدة أيام.
ويعي أكراد العراق البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة وضعهم المحفوف بالمخاطر، إذ تحيط بهم دول تعارض بشدة أي خطوة نحو استقلالهم ما قد يشجع خطوات انفصالية مماثلة في أقاليمها الكردية. وقال الدباغ: «نعيش في منطقة جغرافية مغلقة محاطة بالعراق، وإيران، وتركيا، وسوريا. إذا أرادت، هذه الدول يمكن أن تحاصرنا».
وتقيم إيران، التي تضم نحو ستة ملايين كردي، علاقات قوية مع أكراد العراق، لكنها عارضت سياسة حافة الهاوية بإعلان الاستفتاء. وقال المرشد الإيراني الأعلى علي خامئني إن «إيران ترفض الهمسات حول إجراء استفتاء يرمي إلى انفصال جزء من العراق».
بدوره، اعتبر السفير العراقي في طهران أول من أمس استقلال كردستان «مستحيلا» وانتهاكا للدستور العراقي. وقال السفير راجح صابر الموسوي لوكالة «مهر نيوز»: «إذا نشأت دولة كردية فستولد ميتة. آمل في أن يتصرف أشقائي الأكراد بمزيد من الحكمة وألا يختاروا هذا المسار الخطير».
مسؤول كردي: تكتيك تفاوضي استفتاء استقلال كردستان
ممثل حكومة الإقليم في طهران أكد أن الهدف إلزام بغداد بالوفاء بوعودها
مسؤول كردي: تكتيك تفاوضي استفتاء استقلال كردستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة