الليبيون يحتفلون بإعادة افتتاح مطار بنغازي بعد دحر التنظيمات الإرهابية

قائد قوات الصاعقة يتهم قطر مجددا بدعم تنظيمات إرهابية

مسافرون في طريقهم إلى مطار بنينة بعد الإعلان عن استئناف الخطوط الجوية الليبية رحلاتها عبر المطار أمس (رويترز)
مسافرون في طريقهم إلى مطار بنينة بعد الإعلان عن استئناف الخطوط الجوية الليبية رحلاتها عبر المطار أمس (رويترز)
TT

الليبيون يحتفلون بإعادة افتتاح مطار بنغازي بعد دحر التنظيمات الإرهابية

مسافرون في طريقهم إلى مطار بنينة بعد الإعلان عن استئناف الخطوط الجوية الليبية رحلاتها عبر المطار أمس (رويترز)
مسافرون في طريقهم إلى مطار بنينة بعد الإعلان عن استئناف الخطوط الجوية الليبية رحلاتها عبر المطار أمس (رويترز)

احتفل الليبيون والسلطات، التي تدير منطقة شرق ليبيا، رسميا بإعادة افتتاح مطار بنغازي الدولي (بنينة) أمام الرحلات التجارية وسط تواجد أمني مكثف بعد أن ظل مغلقا لثلاث سنوات بسبب القتال في المدينة.
وجرى الافتتاح الرسمي للمطار يوم الخميس الماضي بعد أيام من الإعلان عن طرد الجماعات الإرهابية من المدينة. لكن أمس أقلعت أولى الرحلات الجوية المتجهة إلى خارج المدينة من مطار بنينة في اتجاه العاصمة طرابلس، والعاصمة الأردنية عمان ومدينة الكفرة الواقعة في جنوب شرقي ليبيا.
ومن المقرر أيضا إقلاع واستقبال رحلات إلى ومن تونس وإسطنبول، والإسكندرية ومدينة الزنتان بغرب ليبيا، حيث تدير هذه الرحلات الجوية شركتان مملوكتان للدولة، هما الخطوط الجوية الليبية والخطوط الجوية الأفريقية.
وغاب المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، الذي أعلن عن تحرير بنغازي الأسبوع الماضي من قبضة الجماعات الإرهابية، عن حضور حفل الافتتاح الذي شارك فيه رئيس الأركان العامة للجيش اللواء عبد الرازق الناظوري، وعميد بلدية بنغازي عبد الرحمن العبار.
واعتبر عميد بلدية بنغازي أن عودة المطار مجددا للخدمة لم تكن لتتم بنجاح لولا تضحيات قوات الجيش الوطني، مشيرا إلى أن الكثير من المؤسسات الخدمية، وعلى رأسها ميناء بنغازي البحري ستستأنف عملها قريبا عقب تحرير المدينة من قبضة الإرهاب.
وتعهد العبار بأنه لن يدخر جهدا في سبيل إعادة إعمار المدينة، و«إظهارها بالصورة التي تضاهي حجم صمودها وصبر أهلها، ومساندتهم لجيشهم الباسل في حربه المقدسة على الإرهاب».
والتزمت حكومة الوفاق الوطني، المدعومة من بعثة الأمم المتحدة في العاصمة الليبية طرابلس، الصمت حيال هذه الخطوة التي تكرس انقسام ليبيا ما بين ثلاث حكومات تتصارع فيما بينها على النفوذ والسلطة.
فإلى جانب الحكومة التي يقودها فائز السراج في العاصمة طرابلس، توجد حكومة موازية غير معترف بها دوليا يقودها خليفة الغويل، ومحسوبة على المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته. بينما تظل الحكومة الانتقالية، التي يترأسها عبد الله الثني وتحظى بدعم مجلس النواب في شرق ليبيا هي المسؤولة عن إدارة هذه المنطقة، لكنها ترفض، كما هو حال البرلمان، الاعتراف بشرعية حكومة السراج.
وتقع بنينة إلى الشرق مباشرة من بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا، حيث تصاعد القتال في صيف 2014 عندما شنت قوات الجيش الوطني حملة عسكرية ضد متطرفين وخصوم آخرين.
وأبدى مسافرون وموظفون بالمطار ارتياحهم لعدم اضطرارهم للسفر إلى مطار الأبرق، الذي يقع شرقي بنغازي على بعد أربع ساعات بالسيارة، والذي أصبح المطار الرئيسي للجزء الشرقي من ليبيا بدلا من مطار بنينة.
وكانت بعض الرحلات الرسمية ورحلات الشحن تقلع بالفعل من بنينة في الأشهر الأخيرة. ويوجد أيضا مطار عسكري في بنينة استمر في العمل خلال الصراع مع استهداف قوات حفتر خصومها بغارات جوية.
ولحقت أضرار جسيمة بمطار طرابلس الدولي بسبب القتال في 2014. وكانت الطائرات تقلع منذ ذلك الوقت من مطار معيتيقة الدولي قرب وسط العاصمة. في غضون ذلك، اتهم العميد ونيس بوخمادة قائد القوات الخاصة (الصاعقة)، التابعة للجيش الوطني الليبي، كلا من قطر وتركيا والسودان بدعم تنظيمات إرهابية، وعلى رأسها ما يسمى تنظيم مجلس شورى بنغازي المتطرف.
وأكد بوخمادة في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الليبية، الموالية للسلطات في الشرق، أن بعض الدول التي وصفها بالمارقة تسعى لدمار وخراب ليبيا، موضحاً أن قطر وتركيا ترسل الأسلحة لخلايا إرهابية متواجدة في الغرب الليبي، وتدعم المجموعات المتطرفة هناك.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.