ديفيد نوت يدرب أطباء غزيين على التعامل مع إصابات الحرب

الجراح البريطاني الشهير يعود إلى غزة بعد 3 سنوات لتقديم الخبرة والمساعدة

غزاوي يعد الخبز بينما تغسل زوجته الملابس خلال ساعات توزيع التيار الكهربائي (أ.ف.ب)
غزاوي يعد الخبز بينما تغسل زوجته الملابس خلال ساعات توزيع التيار الكهربائي (أ.ف.ب)
TT

ديفيد نوت يدرب أطباء غزيين على التعامل مع إصابات الحرب

غزاوي يعد الخبز بينما تغسل زوجته الملابس خلال ساعات توزيع التيار الكهربائي (أ.ف.ب)
غزاوي يعد الخبز بينما تغسل زوجته الملابس خلال ساعات توزيع التيار الكهربائي (أ.ف.ب)

بدأ جراح الحرب البريطاني ديفيد نوت في تدريب عدد كبير من الأطباء الفلسطينيين في قطاع غزة على التعامل مع الإصابات في مناطق الحرب.
ويجتهد نوت، الذي عاد إلى القطاع خلال الأسبوع، في نقل خبراته المتخصصة، التي تراكمت خلال عمله في مناطق الصراع والكوارث على مدى ربع قرن، إلى الأطباء الغزيين الذين يعانون من مشكلات جمة، بسبب المنشآت الطبية البسيطة، ونقص المواد الطبية نتيجة حصار طويل خانق.
وهذه ثاني زيارة لنوت إلى القطاع بعد 3 سنوات من زيارته السابقة خلال حرب 2014.
وفي قاعة بمطعم يطل على شاطئ غزة، كما نقل تلفزيون «رويترز»، يعلم نوت 36 جراحاً فلسطينياً أساليب خاصة للتعامل مع الإصابات في مناطق الحرب. وتمتد خبرة نوت إلى 25 عاماً، اكتسبها من عمله في مناطق صراعات وكوارث، مثل البلقان وأفغانستان ودارفور والعراق وسوريا.
وقال نوت، المتخصص في جراحة الأوعية الدموية: «إنهم (أطباء غزة) يعانون، حالياً، بسبب نقص العلاج والعقاقير ومعدات الجراحة والأدوات الجراحية، لكننا نُعَرِفهم كيف يتعاملون مع حالتهم في بيئات صعبة للغاية كالتي لديهم هنا. إنها بيئة صعبه جداً، لا شك في ذلك، ونحاول أن نُعَرفهم سبل إجراء الجراحة الأفضل في حدود الممكن».
وأضاف: «الجراحون في غزة لديهم صعوبة بالغة في مغادرة القطاع. وبالتالي، قررنا أن ننظم لهم الدورة التدريبية هنا، وأتعشم أن تكون لدينا مناقشات جيدة على مدى الأيام الثلاثة المقبلة، مع جراحين من غزة يمكنهم مناقشة حالاتهم معنا، ويمكننا تدريبهم بشأن التعامل مع حالاتهم الفردية أيضاً».
ونوت هو أحد المشاركين في تأسيس مؤسسة ديفيد نوت، التي تكرس نشاطها لتعزيز مبادئ ممارسة الجراحة، وتحسين معاييرها.
وخبر نوت الجراحين الفلسطينيين في حرب 2014 الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث عمل 3 أسابيع في مستشفيات القطاع. وأُعجب الجراح البريطاني المعروف، آنذاك، بقدرة الجراحين المحليين على التعامل مع الإصابات الجماعية.
ومن بين من يتلقون تدريبات نوت الطبيب وائل وشاح، رئيس قسم ‏جراحة الثدي في مستشفى الشفاء، الذي قال: «يعني أية خبرات خارجية ممكن تيجي على البلد بتكسبنا خبرة أخرى، لأنه خبرتنا نحنا في غزة محدودة (...) وتواصلنا مع العالم الخارجي - بصراحة - محدود. فهذه هي عبارة عن تواصل مع العالم الخارجي. إن العالم الخارجي أو جزء منه بييجي هنا، بيدي خبرته، وهذه تزيد أهل قطاع غزة وأطباء قطاع غزة خبرة».
وتأتي زيارة نوت في وقت خلصت فيه تقارير دولية، بشأن الأوضاع الصحية الإنسانية في قطاع غزة، إلى أن القطاع يتدهور «أكثر وأسرع» من توقعات سابقة.
ويعاني قطاع الصحة في غزة بشكل كبير بسبب الحصار المفروض على القطاع، ونقص الكهرباء والمواد الطبية.
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من الأوضاع المعيشية والصحية السيئة في قطاع غزة. وقال رئيس المنظمة في فلسطين، جيرالد روكينشاوب، خلال اجتماعه بفصائل القوى الوطنية والإسلامية بغزة، إن «الوضع الصحي والمعيشي في غزة سيء، جراء تدهور المحددات الاجتماعية للصحة، ونقص الكهرباء، والنقص الحاد في الأدوية، والتعقيدات في التحويلات العلاجية للمرضى، وتلوث مياه البحر، وشح موارد المياه». وأضاف أن «تدهور حالة الصحة في غزة، والنقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية، سيؤديان إلى مزيد من الصعوبات، إن لم يتم حله».
واعتبر روكينشاوب أن «عدم قدرة المرضى على الخروج من القطاع، ووصولهم إلى الخدمات الصحية، هو أمر غير مقبول لأنه يهدد حياة المرضى، ويعرضهم للموت». وتحاول مستشفيات القطاع التكيف مع الواقع الصعب، المتمثل في انقطاع الكهرباء، ونقص الأدوية، بفعل التوترات بين حركة حماس الإسلامية، التي تحكم القطاع، والسلطة الفلسطينية. وتتهم وزارة الصحة، التابعة لحماس في غزة، إسرائيل والسلطة الفلسطينية بحرمان مرضى غزة من حقهم في العلاج والتحويلات العلاجية، وهي اتهامات ترفضها الحكومة الفلسطينية التي تتهم حماس باستغلال المرضى، والزج بهم في أتون خلاف سياسي.
يذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي التي تستضيف الجراح البريطاني في هذه الزيارة التي تأتي في إطار جهود اللجنة لدعم الخدمات الطبية الطارئة في غزة.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.