الهند تدعم الجهود الأممية لتحقيق السلام

TT

الهند تدعم الجهود الأممية لتحقيق السلام

أكدت نيودلهي وقوفها إلى جانب الحكومة اليمنية الشرعية، ودعمها لجهودها في إحلال السلام، ودعمها المشاورات التي تتم تحت مظلة الأمم المتحدة بهدف تحقيق السلام.
وقالت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سوراج: «إن الحلول تحت مظلة الأمم المتحدة ستوفر استقراراً شاملاً ودائماً لليمن»، مؤكدة موقف الهند الداعم لأمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيه.
جاء ذلك، في أعقاب لقائها مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني الدكتور عبد الملك المخلافي، في نيودلهي، الذي أجرى زيارة رسمية للهند شملت مباحثات ونقاشات مع المسؤولين، ولقاءات مع الجالية اليمنية، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أمس.
وبحث الطرفان، خلال الاجتماع، «كيفية استئناف عمل الشركة الهندية (بي إتش إل)، المعنية بإنشاء (محطة مأرب الغازية 2)، في أقرب وقت ممكن، حيث تم الاتفاق على عدد من الخطوات التي تؤدي إلى ذلك، في إطار الظروف الحالية». كما اتفق الجانبان على «زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة في إطار برنامج المجلس الثقافي للعلاقات الثقافية من 35 إلى 55 منحة دراسية بمناسبة الزيارة، وتفعيل برنامج التبادل الثقافي، بما في ذلك المنح الدراسية البالغة 47 منحة، وتفعيل المنح التدريبية القصيرة في إطار برنامج (آيتك)».
كما نوقشت أوضاع الرعايا اليمنيين في الهند، والمشكلات التي تواجههم، وكذا مسائل تسهيل تأشيرات الدخول لليمنيين إلى الهند، جرحي ومرضى وطلاب ورجال أعمال. واتفق الطرفان على تصحيح أوضاع الذين انتهت مدة تأشيراتهم، خصوصاً جرحى الجيش والمقاومة اليمنية، إضافة إلى تسهيل منح تأشيرات اليمنيين، خصوصاً الطلاب والجرحى والمرضى. وتم الاتفاق على عدد من الآليات التنفيذية في إطار الظروف الحالية في اليمن.
كما تم الاتفاق على تفعيل اللجنة الهندية - اليمنية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي، على أن تقوم الحكومة الهندية بإرسال مساعدات علاجية عاجلة لمكافحة وباء الكوليرا، بحسب القائمة التي تقدم من الجانب اليمني.
واستعرض المخلافي جملة قضايا في العلاقة الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في اليمن منذ ثورة 2011، وانقلاب الحوثي وصالح، إلى جانب مواقف الحكومة اليمنية من أجل السلام وإعادة الاستقرار إلى اليمن.
وعبرت الوزيرة سوشما سوراج عن تقديرها للشعب اليمني، مستعرضة العلاقات التاريخية القديمة بين الشعبين، والعلاقات الثقافية المشتركة، مؤكدة أن العلاقات اليمنية الهندية من أقدم العلاقات العربية الهندية، وأبدت رغبتها بزيارة اليمن، في الوقت الذي رحب فيه المخلافي بالزيارة، واتفق على أن تتم في أقرب وقت مع استقرار الأوضاع في اليمن.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.