تباينت مواقف وآراء خبراء مكافحة الإرهاب الغربيين حول مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي، فعدّ بعضهم أن غيابه، إذا ما تأكد، سيؤثر كثيراً على التنظيم ونشاطاته الإرهابية، في حين قال آخرون إن «داعش» سيحاول الانتقام والرد على مقتل زعيمه.
ورجّح بعض المصادر أن «داعش» لن يتردد في إعلان وفاة زعيمه عبر أذرعه الإعلامية المتشعبة، كما فعل من قبل بعد مقتل عدد من قادته البارزين، مثل أبو محمد العدناني الناطق باسمه، وأبو عمر الشيشاني قائده العسكري. وقالت هذه المصادر إن «داعش» لا يخفي أنباء موت قيادييه التزاماً بالأحكام التي تحتم ذلك لأمور متعلقة بالإرث والأسرة ومستقبل الزوجات.
ويعد البغدادي «واجهة» لقيادة جماعية تعيش في الخفاء، وتدير شؤون التنظيم العسكرية والإدارية من خلال هرم قيادي.
ويقول السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف إن موت البغدادي سيكون ضربة موجعة لـ«داعش» وسيسرع من هزيمة الإرهابيين. فيما أشار الخبير العسكري فيكتور موراخوفسكي إلى أن مقتله لن يؤثر على التنظيم ونشاطاته الإرهابية. وأضاف: «من الخطأ الظن أن مقتل رأس التنظيم سيضعف التنظيم وينهيه، فلكل تنظيم ترتيب، ولا شك في أن تنظيماً مثل (داعش) سيكون له عدة رؤوس نافذة، لهذا البغدادي مجرد عقل مدبر. هناك آخرون يعملون في مختلف المجالات».
إلى ذلك، يتخوف خبراء في مكافحة الإرهاب من استمرار الغموض حول مصير البغدادي مثلما حصل في قضية الملا محمد عمر زعيم «طالبان»؛ فقد نجحت هذه الحركة الأفغانية خلال عامين ونصف تقريباً في خداع العالم بإخفاء خبر وفاة زعيمها الملا محمد عمر الذي ظل متوارياً عن أعين العالم وأجهزة مخابراته 12 عاماً. وأقرت «طالبان» في سبتمبر (أيلول) 2015 بأنها أخفت خبر وفاته منذ عام 2013 حفاظاً على قوتها على الأرض أمام حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي كان يستعد لسحب جنوده.
زعيم «داعش» الغامض... على خطى الملا عمر
زعيم «داعش» الغامض... على خطى الملا عمر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة