تورط جنرالات إسرائيليين في فضيحة فساد ضخمة

TT

تورط جنرالات إسرائيليين في فضيحة فساد ضخمة

في تطور جديد في ملف الفساد المرتبط بصفقات شراء سفن وغواصات ألمانية للجيش الإسرائيلي، اعتقل عدد من كبار الجنرالات والموظفين، بينهم ابن عم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحافظ أسراره.
وقد قررت محكمة الصلح في ريشون لتسيون، تمديد اعتقال ثلاثة من المشبوهين في الملف المعروف باسم «ملف 3000»، وهم ميكي غانور، الوسيط في الصفقة، وأبرئيل بار يوسيف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي سابقا، الذي شارك بشكل رئيسي في إعداد وجهة نظر حول شراء الغواصات، ورونين شومر، المحامي في مكتب غانور. وجرى تمديد اعتقال غانور لأربعة أيام، بشبهة غسل أموال والتآمر لارتكاب جريمة والخداع. وحددت رئيسة محكمة الصلح، القاضية عينات رون، بأن «ثمة تخوفا من تشويش إجراءات التحقيق من قبل المشبوه». وأشارت إلى أنه تم جمع كثير من المواد، لكن طريق الشرطة لا تزال طويلة. كما قالت إن مواد الأدلة تشير إلى شبهات محتملة ضد غانور، وإن الشرطة تنوي القيام بعشرات التحقيقات «المطلوبة كلها» بشأنه. وقال المحامي ناتي شمحوني، الذي يمثل غانور، إن «التحقيق كان متوقعا، وإن غانور تعاون مع سلطات التحقيق وينوي تسليم كل ما يملك من معلومات. إنه يؤمن بأن ذلك سيزيل الغيمة وينهي القضية، وهو مقتنع بأنه لم يرتكب أي مخالفة».
وفي قرار تمديد اعتقال بار يوسيف، كتبت القاضية، أن الشبهات المنسوبة إليه هي العلاقة بجريمة وخرق الثقة وغسل أموال. وقالت إنه «تم جمع كمية كبيرة من المواد التي لا يمكن كشف غالبيتها للجمهور». وقال المحامي جاك حين، الذي يمثل بار يوسيف: «يحزنني أننا وصلنا إلى وضع يتم فيه اعتقال شخص بشبهة تشويش التحقيق، وهو يسمع منذ 8 أشهر بأنه يجري تحقيق ضده. أنا متأكد من أن الشرطة ستواصل العمل والتحقيق لكي تستمع إلى أجوبته وروايته».
أما المحامي رونين شومر فتم تمديد اعتقاله لثلاثة أيام بشبهة ارتكاب مخالفات غسل الأموال والخداع، وخشية قيامه بتشويش التحقيق. وقالت محاميته إنه عمل بالأجرة لدى غانور، ويقوم بأعمال تقنية فقط وليس شريكا في أسرار غانور أو ضالعا في أعماله. وتكهنت بأنه تم اعتقاله في محاولة للحصول على معلومات منه، رغم أنه صرح بأنه لا توجد لديه أي معلومات يمكنها أن تخدم المحققين.
كما جرى احتجاز محام مقرب جدا من نتنياهو، لكن القاضي منع نشر اسمه. وفرض الإقامة المنزلية عليه لثلاثة أيام. وجرى أيضا التحقيق مع مقربين من بار يوسيف وغانور. وكما يبدو، فإن الشرطة ستطلب من نتنياهو تقديم إفادة في هذا الملف.
وكانت قوات من الشرطة قد وصلت إلى بيوت المشبوهين، واقتادتهم للتحقيق. وقالت الشرطة في بيان لها، إن المخالفات تمت في إطار «شراء معدات أمنية في إطار القضية 3000». يشار إلى أن النائب العام للدولة شاي نيتسان، أمر في شهر فبراير (شباط) الماضي، بموافقة المستشار القانوني للحكومة، أبيحاي مندلبليت، بالانتقال من الفحص إلى التحقيق الجنائي في قضية الغواصات والسفن الحربية، والتي يجري في إطارها التحقيق في إجراءات شراء 3 غواصات و4 سفن دفاعية من الشركة الألمانية «تيسنكروب».
وتفحص الشرطة صفقتين لشراء الآليات البحرية: الغواصات الثلاث، التي لم يجر، حتى الآن، توقيع تعاقد لشرائها مع الشركة الألمانية، و4 سفن «ساعر 6» التي يفترض أن تصل إلى إسرائيل في 2019، وتم شراؤها من «تيسنكروب» من دون مناقصة رسمية. وبشأن شراء الغواصات الثلاث، تم توقيع مذكرة تفاهم مع ممثل «تيسنكروب» في إسرائيل ميكي غانور، الذي مثله المحامي دان شمرون، قريب نتنياهو، في الصفقة. وكان رئيس الحكومة نتنياهو أحد الداعمين للصفقة، وطلب في حينه، إضافة سفينتين مضادتين للغواصات، لكن وزير الدفاع في حينه، موشيه يعلون والجهاز الأمني، عارضا توسيع أسطول الغواصات وشراء السفن.
وعلى الرغم من أن نتنياهو شخصيا، ليس في دائرة الشبهات حتى الآن، فإن زعماء المعارضة في إسرائيل، يرون أنه خلق بيئة فساد، وأن التحقيقات الجادة ستوصله، هو أيضا، إلى قفص الاتهام.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.