أمين عام «الاستقلال» المغربي يجدد اتهاماته للداخلية

رفض قرار إفراغ مقر النقابة الموالية لحزبه

TT

أمين عام «الاستقلال» المغربي يجدد اتهاماته للداخلية

في فصل جديد من فصول المواجهة بينه وبين وزارة الداخلية المغربية، اتهم حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، أمس مسؤولي الأمن في مدينة الرباط بالتحريض ضده والانحياز لصالح طرف ضد آخر في النزاع القائم داخل نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابية لحزبه.
ويأتي هذا الاتهام بعدما حاصرت قوات الأمن أمس مقر النقابة بهدف تنفيذ حكم قضائي صادر عن المحكمة الابتدائية الرباط، يقضي بإفراغ المقر إثر دعوى تقدم بها النعمة ميارة بصفته كاتبا (أمينا) عاما للنقابة، والذي يقود تيارا مناوئا لشباط داخل الاتحاد العمالي. إلا أن شباط وأنصاره قاوموا قوات الأمن ومنعوها من اقتحام مقر النقابة، ما أدى إلى مواجهات واشتباكات بين الطرفين.
واعتصم شباط وأعضاء من النقابة منذ الصباح أمام مقرها، رافضين تسلم الأمر الاستعجالي بالإفراغ، ورددوا دعوات وشعارات من قبيل «بفضلك مولانا جود علينا، اللهم أهلك من طغى وتجبر علينا»، و«سننتصر ونحطم قيود الرجعية».
وقال شباط في تصريح لوسائل الإعلام أثناء اعتصامه أمام باب مقر نقابته، مخاطبا مسؤولي ولاية الأمن: «ابتعدوا عنا واتركونا نحل مشاكلنا بيننا».
وأضاف المسؤول الحزبي: «أخاف على هذا البلد عندما أرى مثل هذه التصرفات الصادرة عن الداخلية»، وتابع: «اتقوا الله في هذا البلد واتركوا الأحزاب الوطنية تشتغل لما فيه مصلحة هذا البلد»، موضحا أن مقر النقابة تعود ملكيته لجمعية التضامن والتعاون والمساندة الاجتماعية، وأن هناك قضايا مرفوعة لم يحسم فيها بعد القضاء، بخصوص المقر وانتخاب ميارة أمينا عاما للنقابة.
ويأتي هذا التصعيد بعد حدث مماثل جرى في 22 مايو (أيار) الماضي عندما اقتحمت قوات الأمن مكان انعقاد المؤتمر الاستثنائي للنقابة بالرباط، استجابة لدعوى استعجالية رفعها ميارة، قائد التيار الموالي للقيادي في الحزب ذاته حمدي ولد الرشيد، الذي تم انتخابه أمينا وطنيا للاتحاد في مؤتمر استثنائي عقد في 7 من مايو الماضي، غير أن التيار الموالي لشباط، بقيادة محمد كافي الشراط، عد الانتخاب «غير مشروع»، فعقد مؤتمرا استثنائيا جديدا للنقابة، وانتخب شباط كاتبا (أمينا) عاما للنقابة، والشراط نائبا له رغم قرار المنع.
وحمل شباط آنذاك وزارة الداخلية مسؤولية سلامته الشخصية، بعد اقتحام المؤتمر، وما أعقب ذلك من عراك ومشادات، كما اتهمها بـ«التحكم في الأحزاب السياسية والنقابات». إلا أن المديرية العامة للأمن الوطني المغربي نفت ذلك، وهددته باللجوء إلى القضاء، ردا على «الاتهامات الخطيرة» التي وجهت إلى أفرادها.
يذكر أنه سبق لشباط أن مثل أمام الضابطة (الشرطة) القضائية بالرباط، للتحقيق معه بشأن تلميحات عن إمكانية تعرضه للتصفية الجسدية، وذلك على إثر مقال نشره الموقع الإلكتروني للحزب في 8 من فبراير (شباط) الماضي لمح كاتبه إلى إمكانية تعرض شباط للتصفية الجسدية، أسوة بما حدث لقياديين سياسيين، متهما جهات في الدولة ضمنيا باغتيال أحمد الزايدي القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي، وعبد الله بها وزير الدولة المنتمي لحزب العدالة والتنمية. إلا أن المقال حذف بعد ساعات قليلة من نشره. غير أن هذا الحذف لم يمنع استدعاءه للتحقيق في سابقة عدت الأولى التي يتعرض لها زعيم سياسي مغربي. وبدوره لم يتردد شباط بعد خضوعه للتحقيق بمواصلة اتهاماته، وقال آنذاك إن وزارة الداخلية «أصبحت حزباً قائماً، ولم تعد حزبا سياسيا سريا»، وإن «كل القضايا المرفوعة ضد حزب الاستقلال كانت الداخلية وراءها».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.