تنطلق الجولة السابعة من مفاوضات جنيف غدا الاثنين، مدفوعة باتفاق روسي – أميركي على وقف لإطلاق النار في جنوب سوريا، وسط ترجيحات بأن يتسلم وفد المعارضة السورية الأحد جدول الأعمال الذي لا يبدو أنه يتضمن أي إشارة إلى مفاوضات مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة السوريين.
ويشارك وفد المعارضة في المفاوضات غدا، بالوفد نفسه الذي شارك في اللقاءين السابقين بلا تعديلات في الوجوه، بحسب مصادر الوفد المفاوض لـ«الشرق الأوسط»، خلافاً للتقديرات التي خرجت قبل أسابيع بأن وفدي منصتي موسكو والقاهرة قد يشاركان في المفاوضات، علما بأن منصتي القاهرة وموسكو تم إشراكهما باللقاءات الفنية عبر الهيئة العليا للمفاوضات التي عقدت في وقت سابق من الشهر الماضي.
ووصل نائب المبعوث الدولي إلى سوريا رمزي رمزي، إلى دمشق من طريق بيروت. وأكد رمزي أن اجتماع جنيف المرتقب الاثنين المقبل سيبحث السلال الأربع بالتوازي مع مواصلة المشاورات التقنية حول المسائل القانونية والدستورية المتعلقة بالعملية السياسية وهو ما «وجد استحسانا من الجانب السوري»، بحسب قوله.
وأجرى رمزي جلسة مشاورات مطولة مع نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، لافتاً إلى «التطور الذي حصل في أعقاب اجتماعات آستانة وهو الإعلان أمس عن إنشاء منطقة تخفيف التوتر في جنوب سوريا» معتبرا هذا التطور إيجابيا وخطوة في الاتجاه الصحيح ويأتي في إطار سعي الأمم المتحدة الدائم لتخفيف التوتر والتصعيد ويساعد على خلق المناخ المناسب للمحادثات. كما أعرب رمزي عن أمله في أن يتم التوصل لاتفاق في أقرب فرصة حول «المناطق الأخرى التي تم التباحث بشأنها ما سيؤدي إلى دعم العملية السياسية بشكل ملحوظ».
وقال عضو وفد المعارضة لمفاوضات جنيف جورج صبرا لـ«الشرق الأوسط» إنه من الناحية النظرية، «يفترض أن تسهل الهدن واتفاقات وقف إطلاق النار التفاوض على بعض البنود، ذلك أن أي هدنة ووقف لعمليات القتل يمكنها أن تساعد على انطلاق العملية السياسية بيسر وسهولة أكثر»، لكن «الميزان الحقيقي لهذا الملف، هو مجريات الأمور على الأرض وليس التصريحات السياسية والبيانات الصحافية»، موضحاً: «لدينا 6 سنوات من التجارب مع النظام، كانت في بعض الأوقات توضع اللقمة قريبة من الفم، ليتبين بعدها أنها وهم ومضيعة للوقت».
والرهان على التهدئة في الميدان لإنجاح مفاوضات الحل السياسي، يشترك به أعضاء الوفد، رغم تشكيكهم بنوايا النظام. ويقول عضو الوفد المفاوض المعارض إلى جنيف بشار الزعبي إن «الهدنة أعلنت لكن لم يتحقق أي شيء على الأرض بعد بانتظار البدء بتطبيقها (اليوم) الأحد»، مشدداً على أن «الاستقرار وعدم التصعيد، يخلق بيئة أفضل للحوار والانتقال السياسي»، كما يشير إلى أن «تدخل الأمم المتحدة يعطي دفعاً لتثبيت الهدنة بما يتخطى الهدن التي كان يعلنها النظام وروسيا من طرفهما، ويخرقانها».
على أن ظروف التفاوض هذه المرة، تأتي بعد يومين على اتفاق أميركي – روسي حول التهدئة في سوريا والعبور نحو مفاوضات الحل السياسي، مما يزيد القناعة بأن المفاوضات ستكون أسهل، وسيمنحها دفعاً إضافياً.
ولا ينفي صبرا أن هذا التقارب بين أبرز اللاعبين بالمشهد السوري «يفترض أن يسهل العملية السياسية، لأن الحل السياسي لقضايا المنطقة يقتضي توافقاً دولياً وإقليمياً، كما أن التوافق الإقليمي تابع ونتيجة للتوافق الدولي». وقال: «إذا كان الطرفان فعلاً توصلا لتوافقات حول قضايا كثيرة، سينعكس ذلك في المفاوضات المرتقبة غدا الأحد».
وعما إذا كانت هناك مفاوضات مباشرة مع وفد النظام في جنيف، قال صبرا: «نحن منذ زمن نطالب بمفاوضات مباشرة مع وفد النظام، لكن دي ميستورا لم يضع على جدول الأعمال شيئا من هذا القبيل»، مضيفاً: «الواضح أن النظام لا جهوزية له للتفاوض المباشر، وهو ما يعكس عدم جدية بالمفاوضات من قبله، ويشير إلى أنه يذهب إلى المفاوضات مساقاً من قبل روسيا»، مشيراً إلى أن «العزم الإيراني يشعل في رأسه وهم الحل العسكري».
وفيما لم يتسلم وفد المعارضة بعد جدول أعمال المؤتمر، تبدو المعارضة أكثر تمسكاً بأولوياتها. وقال معارض لـ«الشرق الأوسط» إن أولويات المعارضة لا تزال على حالها، وهي المشاركة بهدف التوصل إلى انتقال سياسي للسلطة في سوريا، مشيراً إلى «أننا سنتابع المباحثات بهدف تحقيق الانتقال السياسي والنقاش في بندي الانتخابات والدستور الجديد». وقال: «بند مكافحة الإرهاب وحوكمة الأمن، في الأساس يجري مناقشته ضمن المرحلة الانتقالية، لكن النظام حور المفاوضات في ذلك الوقت حتى سرى اعتقاد بأنها بنود منفصلة على جدول أعمال المفاوضات، لكن الأمر لم يكن كذلك».
المعارضة متمسكة بـ«الانتقال السياسي» عشية مفاوضات جنيف
المعارضة متمسكة بـ«الانتقال السياسي» عشية مفاوضات جنيف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة