صحافيون يمنيون يتقون شر الميليشيات بإخفاء مواقع عملهم

تقرير نقابي: 21 إعلامياً ضحايا الحوثي وصالح منذ بدء الانقلاب

TT

صحافيون يمنيون يتقون شر الميليشيات بإخفاء مواقع عملهم

خشية من ملاحقة الميليشيات، شرع صحافيون يمنيون يراسلون مواقع إخبارية ووسائل إعلام عربية ودولية في العمل على إعداد القصص والتقارير من مواقع لا يعرف حتى أهاليهم عنها شيئا، بعد أن بات التنقل من منطقة إلى منطقة، وتغيير مقر السكن، سلوكا طبيعيا للمراسلين.
يقول الصحافي مازن فارس: «نعمل في وضع لا نحسد عليه، وفي ظل ملاحقات وقتل واعتقالات وترويع لأسرنا، إضافة إلى تنقلاتنا من حي إلى حي ومن منطقة إلى منطقة. وصل الأمر بنا إلى العمل في أماكن لا يعرفها أهالينا، وكل ذلك خوفا من الميليشيات الانقلابية التي تريد إسكات الحق، ولا تريد أن نفضح جرائمهم في حق اليمنيين، وذلك منذ انقلابهم».
وأضاف فارس بالقول إن «صحافيين يعيشون رعبا من بعض ذويهم الذين يهددونهم أحيانا بالتبليغ بهدف الابتزاز، وعند الوقوع في أيدي الانقلابيين لن نعرف سوى الإخفاء القسري والتعذيب في أحسن الأحوال».
وجاء الحديث بعد التقرير الحديث الذي أطلقته نقابة الصحافيين اليمنيين، والذي أكدت فيه أن انتهاكات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في اليمن بحق الصحافيين وصلت إلى 130 حالة انتهاك للحريات الإعلامية خلال النصف الأول من عام 2017.
وذكر تقرير للحريات الإعلامية في اليمن أطلقته نقابة الصحافيين اليمنيين، أن «وضع الحريات الإعلامية في اليمن، لا يزال عند المستوى الحرج والخطر في ظل تواصل مسلسل الانتهاكات بحق الصحافة والصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي واستمرار التعامل العدائي معهم من قبل أطراف عدة».
وقالت النقابة إنها «رصدت انتهاكات طالت الحريات الصحافية والإعلامية في اليمن خلال النصف الأول من العام الجاري استهدفت 195 صحافيا ومؤسسة إعلامية كانوا ضحايا للانتهاكات المختلفة من قتل واعتداءات وتهديد ومصادرة وإيقاف عن العمل وتعذيب وشروع بالقتل وتهكير مواقع إخبارية ومصادرة مقتنيات الصحافيين وممتلكاتهم ومحاكمتهم وترويعهم. إن حجم الانتهاكات خلال النصف الأول من هذا العام 2017 بمقدار 30 حالة عن النصف الأول من العام الماضي 2016 الذي رصدت فيه النقابة 100 حالة انتهاك مقابل 130 حالة انتهاك خلال النصف الأول من العام الجاري».
وتابع التقرير أن «الانتهاكات تنوعت بين الاختطافات والاعتقالات بـ39 حالة بنسبة 30 في المائة، والاعتداءات بـ20 حالة بنسبة 16 في المائة، والشروع في القتل بـ18 حالة بنسبة 14 في المائة، والتهديدات بـ14 حالة بنسبة 11 في المائة، والمحاكمات بـ10 حالات بنسبة 8 في المائة، والتعذيب بـ8 حالات بنسبة 6 في المائة، ومصادرة مقتنيات الصحافيين والصحف بـ8 حالات بنسبة 6 في المائة، وإيقاف الرواتب بـ7 حالات بنسبة 5 في المائة، وقتل الصحافيين 3 حالات بنسبة اثنين في المائة، وقرصنة المواقع الإخبارية 3 حالات باثنين في المائة».
وذكرت أنها وثقت «39 حالة اختطاف واحتجاز وملاحقة بنسبة 30 في المائة من إجمالي الانتهاكات تنوعت بين الاختطاف بعدد 13 حالة والاحتجاز 9 حالات والاعتقال 6 حالات، والملاحقة 4 حالات، والإيقاف 7 حالات»، وأن الحوثيين ارتكبوا نحو «19 حالة انتهاك من إجمالي الـ37 حالة، فيما ارتكبت سلطات تتبع الحكومة 17 حالة، ومجهولون ارتكبوا حالتين، فيما ارتكبت جماعات متطرفة حالة واحدة».
ويأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال فيه نحو «18 صحافيا مختطفا منذ عامي 2015 و2016 في سجون الميليشيات الانقلابية، وكذلك 2017، منهم 17 صحافيا مختطفا لدى جماعة الحوثي، وصحافي واحد لدى تنظيم القاعدة بحضرموت».
ورصدت النقابة 20 حالة اعتداء بنسبة 16 في المائة من إجمالي الانتهاكات طالت صحافيين ومنازلهم ومقار إعلامية وممتلكات صحافيين، إضافة إلى تنوع «بين الاعتداء بالضرب بـ10 حالات، واقتحام مقار إعلامية ومنازل صحافيين بـ4 حالات، وتهشيم سيارات صحافيين بحالتين، وفض احتجاجات سلمية بحالتين، وقصف جوي بحالة واحدة، وحالة تهجم واحدة، وارتكب الحوثيون 6 حالات من هذه الجرائم، فيما ارتكب مجهولون 7 حالات».
كما رصدت النقابة 18 حالة شروع في القتل استهدفت صحافيين ومصورين بنسبة 14 في المائة من إجمالي الانتهاكات، حيث تسببت بعض هذه الحالات بالإعاقة لعدد من المصورين. وارتكب الحوثيون 10 حالات من إجمالي الـ18 حالة شروع في القتل وارتكب مجهولون 4 حالات.
وأكدت النقابة أنها «وثقت 3 حالات قتل خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة اثنين في المائة من إجمالي الانتهاكات، استهدفت ثلاثة مصورين في تعز بقذيفة من قبل مسلحي الحوثي، والمصورون هم وائل العبسي، وتقي الدين الحذيفي، وسعد النظاري، ليصل عدد الضحايا من الصحافيين خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى 21 صحافيا قدموا حياتهم من أجل نقل الحقيقة للناس».
وحول ما يخص التهديدات وحملات التحريض رصدت النقابة 14 حالة تهديد بنسبة 11 في المائة من إجمالي الانتهاكات، وتنوعت هذه الانتهاكات بين التهديد بالتصفية والأذى بـ7 حالات، والتهديد بالتصفية الجسدية بـ5 حالات وحالتي تحريض.
ورصدت النقابة 10 حالات محاكمات واستدعاءات واستجوابات بنسبة 8 في المائة من إجمالي الانتهاكات طالت ثلاثين صحافيا، ومن بين تلك المحاكمات صدر حكم تعسفي وجائر بإعدام الصحافي المخضرم يحيى عبد الرقيب الجبيحي من قبل جماعة الحوثي في محاكمة هزلية لا تتوفر فيها أدنى مستويات العدالة وفي جلسة واحدة.
وارتكبت الميليشيات الانقلابية خمس حالات تعذيب ومعاملة قاسية بحق الصحافيين المختطفين والمعتقلين في سجونها، وصادرت معدات صحافيين وممتلكات وسائل الإعلام والصحافيين وشملت كاميرات تصوير، وكومبيوترات، ومستلزمات مكتب إعلامي، وحالتي نهب سيارات تابعة لوسائل إعلام شملت أوتوبيس توزيع صحيفة أخبار اليوم من قبل نقطة أمنية بعدن، وسيارة بث تتبع قناة الجزيرة بتعز. إضافة إلى حالتي نهب ممتلكات لصحافيين.
كما ذكر بيان نقابة الصحافيين اليمنيين أنها رصدت «3 حالات قرصنة لمواقع إلكترونية إخبارية خلال النصف الأول من العام الحالي من قبل مجهولين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.