مقتل قياديين تابعين للحوثي وصالح في الجوف وتعز

TT

مقتل قياديين تابعين للحوثي وصالح في الجوف وتعز

قتل قياديان عسكريان انقلابيان ضمن سقوط عناصر أخرى في جبهات القتال بمحافظتي الجوف وتعز خلال اليومين الماضيين، في الوقت الذي احتدمت فيه المعارك بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في موقع القيزان، بمديرية المصلوب، إلى جانب جبهة حام إذ سقط على أثر المواجهات فيها سبعة من عناصر الميليشيات الانقلابية قتلى وجُرِح 12 آخرون.
وقالت مصادر عسكرية إن من بين القتلى «القيادي المدعو سعيد بن جابر الضابط ذو رتبة رفيعة من الموالين لصالح، حيث شوهد وصول عدد من القتلى والجرحى إلى سوق الاثنين، الأمر الذي جعل الميليشيات الانقلابية تشدد حراستها على المنطقة المحيطة بمركز الإسعاف التابع للميليشيات الانقلابية ومنع المرور منهم». وأوضحت المصادر أن «الجيش لاحق الميلشيات الانقلابية بضربات المدفعية في جميع مواقعها وما تبقى لها من جيوب في جبهة مزوية، شمال مديرية المتون، ما أجبرتهم على الفرار».
وفي السياق ذاته، قالت مصادر مطلعة إن جبهة الساحل الغربي شهدت مواجهات في وقت متأخر من مساء أول من أمس (الخميس)، سقط فيها عدد من عناصر الميليشيات الانقلابية بين قتيل وجريح بينهم قائد عسكري انقلابي ومرافقيه، وذلك في منطقة كهبوب القريبة من مدينة المخا الساحلية، غرب تعز.
وتتواصل المواجهات في مختلف جبهات القتال الغربية والشرقية بتعز، في ظل تصعيد الجيش الوطني من قصفه على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، التي صعدت هي الأخرى من جانبها من قصفها المستمر على الأحياء السكنية بمدينة تعز وريف المحافظة. وبحسب مصدر في محور تعز العسكري، فإن الجيش الوطني ما زال يواصل هجماته المباغتة على ما تبقى من الميليشيات الانقلابية في الجبهة الشرقية خصوصاً مدرسة محمد علي عثمان ومعسكر القوات الخاصة، والكدحة بمديرية المعافر غرب المدينة.
وأكد المصدر أن القيادي عبد الأحد الجابري، قتل بغارة جوية حيث استهدفته قبل أيام طائرات التحالف. ويعد الجابر القائد الميداني والمسؤول الأول للميليشيات الانقلابية في جبهة المسراخ (جنوب تعز)، قبل أن تدحرهم قوات الجيش الوطني منها.
وأضاف المصدر: «إن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية ما زالت تواصل جرائمها بحق أهالي تعز من حصار مطبق وقنص للمواطنين من مناطق تمركزها في أطراف المدينة، وكذلك زراعة الألغام في الأحياء السكنية والطرقات، خصوصاً من المناطق التي تقترب قوات الجيش الوطني من السيطرة عليها، حيث تواصل هذه الألغام تحصد أرواح المدنيين بينهم النساء والأطفال، وآخرها انفجار لغم أرضي، أمس، في منطقة الشقب بمديرية صبر الموادم، جنوب تعز، أصيب على أثرها امرأتان، وصفت إصابتهما بالخطيرة حيث بترت أقدامهما بسبب الإصابة. كما أُصيبَت الطفلة هديل محمود، بقذيفة أطلقتها الميليشيات الانقلابية على قرية العرارة بمديرية جبل حبشي.
وكانت المنطقة العسكرية الخامسة، أعلنت، أول من أمس (الخميس)، في بيان مقتضب لها على صفحة التواصل الاجتماعي الخاص بها «فيسبوك» أن المواجهات تجددت في جبهة حرض قطاع اللواء «105 مشاة» بين عناصر الميليشيات الانقلابية والجيش الوطني، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات الانقلابية، كما تمكن أفراد الجيش الوطني من أسر اثنين من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش الوطني.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.