اليابان والاتحاد الأوروبي يتوصلان إلى اتفاق أولي لتحرير التجارة

رئيس وزراء اليابان شينزو آبي ونظيره البولندي في بروكسل (أ.ف.ب)
رئيس وزراء اليابان شينزو آبي ونظيره البولندي في بروكسل (أ.ف.ب)
TT

اليابان والاتحاد الأوروبي يتوصلان إلى اتفاق أولي لتحرير التجارة

رئيس وزراء اليابان شينزو آبي ونظيره البولندي في بروكسل (أ.ف.ب)
رئيس وزراء اليابان شينزو آبي ونظيره البولندي في بروكسل (أ.ف.ب)

يعلن رئيس وزراء اليابان شينزو آبي ورئيسا المفوضية الأوروبية ومجلس الاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) التوصل إلى «اتفاق من حيث المبدأ» على اتفاقية للتجارة الحرة بين اليابان والاتحاد الأوروبي.
يستهدف لقاء اليوم في بروكسل بين رئيس الوزراء الياباني وكل من رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونك، تأكيد قوة التعاون بين اليابان والاتحاد الأوروبي على صعيد التجارة الدولية، في الوقت الذي يستعد فيه قادة الدول العشرين الكبرى لعقد قمتهم غدا في ألمانيا.
كان مسؤولون أوروبيون قد أعلنوا أمس أن مفوضة التجارة سيسيليا مالمستروم ووزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا اجتمعا. وتوصلا إلى اتفاق من حيث المبدأ على «مستواهما» بشأن تحرير التجارة بين الجانبين.
وكان آبي قد صرح للصحافيين قبل مغادرته إلى بروكسل أمس (الأربعاء)، إن اتفاق التجارة الحرة بين اليابان والاتحاد الأوروبي: «يعد أحد أهم ركائز ابينومكس»، في إشارة إلى سياسته الاقتصادية. وأضاف: «إنها أيضاً مهمة للغاية في تعزيز التجارة الحرة العالمية».
واجتمع كيشيدا ومالمستروم في بروكسل بعد إجراء محادثات في طوكيو في نهاية الأسبوع حول الاتفاق التجاري المقترح.
ولم يحدد الجانبان بعد التفاصيل النهائية للاتفاق، حيث إنهما ما زالا منقسمين حول بعض القضايا بما في ذلك إيجاد آلية لتسوية النزاعات للمستثمرين.
وقال المسؤول الأوروبي إنه تم التوصل إلى اتفاقيات مبدئية حول نقطتين شائكتين: التعريفة الجمركية على السيارات ومنتجات الألبان مثل الجبن.
يفرض الاتحاد الأوروبي تعريفة بنسبة 10 في المائة على السيارات و14 في المائة على المنتجات الإلكترونية، بينما تفرض اليابان تعريفة جمركية بنسبة 8.‏29 في المائة على الجبن و5.‏38 في المائة على لحوم البقر.
وحال توقيع الاتفاق بين الجانبين، فإنه سيشمل سوقا تضم 637 مليون نسمة، وتمثل نحو 28 في المائة من اقتصاد العالم.



ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
TT

ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)

دعا الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي إلى توحيد قوى اليمين العالمية في منظمة جامعة لـ«محاربة اليسار والاشتراكية، تكون مثل الكتائب الرومانية قادرة على دحر جيوش أكبر منها».

جاء ذلك في الخطاب الناري الذي ألقاه، مساء السبت، في روما، حيث لبّى دعوة رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني، ليكون ضيف الشرف في حفل اختتام أعمال المهرجان السياسي السنوي لشبيبة حزب «إخوان إيطاليا»، الذي تأسس على ركام الحزب الفاشي. وقدّمت ميلوني ضيفها الذي يفاخر بصداقته لإسرائيل والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بوصفه «قائد ثورة ثقافية في دولة صديقة، يعرف أن العمل هو الدواء الوحيد ضد الفقر».

«مسؤولية تاريخية»

ميلوني لدى استقبالها ميلي في قصر شيغي بروما الجمعة (إ.ب.أ)

قال ميلي إن القوى والأحزاب اليمينية في العالم يجب أن تكون في مستوى «المسؤولية التاريخية» الملقاة على عاتقها، وإن السبيل الأفضل لذلك هي الوحدة وفتح قنوات التعاون على أوسع نطاق، «لأن الأشرار المنظمين لا يمكن دحرهم إلا بوحدة الأخيار التي يعجز الاشتراكيون عن اختراقها». وحذّر ميلي من أن القوى اليمينية والليبرالية دفعت ثمناً باهظاً بسبب تشتتها وعجزها أو رفضها مواجهة اليسار متّحداً، وأن ذلك كلّف بلاده عقوداً طويلة من المهانة، «لأن اليسار يُفضّل أن يحكم في الجحيم على أن يخدم في الجنة».

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الأرجنتين خافيير ميلي في مارالاغو 14 نوفمبر (أ.ف.ب)

ليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها ميلي مثل هذه الفكرة، التي سبق وكررها أكثر من مرة في حملته الانتخابية، وفي خطاب القَسَم عندما تسلّم مهامه في مثل هذه الأيام من العام الماضي. لكنها تحمل رمزية خاصة في المدينة التي شهدت ولادة الحركة الفاشية العالمية على يد بنيتو موسوليني في عشرينات القرن الماضي، وفي ضيافة أول رئيسة يمينية متطرفة لدولة مؤسسة للاتحاد الأوروبي تحاول منذ وصولها إلى السلطة عام 2022 الظهور بحلة من الاعتدال أمام شركائها الأوروبيين.

جدل الجنسية الإيطالية

قال ميلي: «أكثر من شعوري بأني بين أصدقاء، أشعر أني بين أهلي» عندما أعلنت ميلوني منحه الجنسية الإيطالية، لأن أجداده هاجروا من الجنوب الإيطالي مطلع القرن الفائت، على غرار مئات الألوف من الإيطاليين. وأثار قرار منح الجنسية للرئيس الأرجنتيني انتقادات شديدة من المعارضة الإيطالية التي تطالب منذ سنوات بتسهيل منح الجنسية للأطفال الذين يولدون في إيطاليا من أبوين مهاجرين، الأمر الذي تُصرّ ميلوني وحلفاؤها في الحكومة على رفضه بذريعة محاربة ما وصفه أحد الوزراء في حكومتها بأنه «تلوّث عرقي».

ميلوني قدّمت الجنسية الإيطالية لميلي (رويترز)

وكان ميلي قد أجرى محادثات مع ميلوني تناولت تعزيز التعاون التجاري والقضائي بين البلدين لمكافحة الجريمة المنظمة، وتنسيق الجهود لمواجهة «العدو اليساري المشترك»، حسب قول الرئيس الأرجنتيني الذي دعا إلى «عدم إفساح أي مجال أمام هذا العدو، لأننا أفضل منهم في كل شيء، وهم الخاسرون ضدنا دائماً».

وانتقدت المعارضة الإيطالية بشدة قرار التلفزيون الرسمي الإيطالي بثّ خطاب ميلي مباشرةً عبر قناته الإخبارية، ثم إعادة بث مقتطفات منه كان قد دعا فيها إلى «عدم اللجوء إلى الأفكار لاستقطاب أصوات الناخبين» أو إلى عدم إقامة تحالفات سياسية مع أحزاب لا تؤمن بنفس العقيدة، «لأن الماء والزيت لا يمتزجان»، وشنّ هجوماً قاسياً على القوى السياسية التقليدية التي قال إنها «لم تأتِ إلا بالخراب». وأنهى ميلي كلمته، إلى جانب ميلوني وسط هتافات مدوية، مستحضراً شعار الدفاع عن «حرية وحضارة الغرب» الذي أقام عليه موسوليني مشروعه الفاشي لاستعادة عظمة الإمبراطورية الرومانية.