ميلادينوف يحاول حل أزمة الكهرباء في غزة

يجري جولات وساطة مكوكية بين رام الله والقطاع

صيادون فلسطينيون قبالة سواحل غزة (إ.ب.أ)
صيادون فلسطينيون قبالة سواحل غزة (إ.ب.أ)
TT

ميلادينوف يحاول حل أزمة الكهرباء في غزة

صيادون فلسطينيون قبالة سواحل غزة (إ.ب.أ)
صيادون فلسطينيون قبالة سواحل غزة (إ.ب.أ)

قالت مصادر فلسطينية مطلعة، إن محاولات نيكولاي ميلادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، التوسط لحل الإشكال بين السلطة الفلسطينية وحماس، تصطدم بتمسك كل طرف برأيه حول وقف الطرف الآخر إجراءاته أولا.
وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «السلطة أصرت على حل حماس لجنتها الإدارية في غزة قبل أي شيء، وحماس أصرت على وقت إجراءات السلطة ضد غزة أولا».
وكان ميلادينوف وصل إلى قطاع غزة أمس، في زيارة هي الثانية للقطاع، في أقل من أسبوع. والتقى خلال زيارته القصيرة التي استمرت ساعات عدة، برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وقادة آخرين، للتباحث حول أفكاره التي كان نقلها بدوره للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس وزراء حكومة التوافق، رامي الحمد الله، سابقا، وناقشها معهما.
وقالت المصادر إن ميلادينوف يبذل جهودا في جولاته المكوكية بين رام الله وغزة، في محاولة لحل الأزمات التي تعصف بالقطاع، بسبب تشكيل حماس لجنة إدارية لحكم غزة، واتخاذ عباس إجراءات تشمل الحسم من رواتب الموظفين، والتوقف عن دفع فاتورة الكهرباء للخطوط الإسرائيلية، وإلغاء إعفاءات ضريبية.
وبحسب المصادر، فقد سمع ميلادينوف من الرئيس عباس، إصراره أولا على حل اللجنة الإدارية في غزة، والتوقف عن إجراء أي تفاهمات مع جهات خارجية، قبل وقف إجراءاته ضد قطاع غزة، مؤكداً أنه مستعد لاحقاً، لتشكيل حكومة وحدة وطنية والذهاب إلى انتخابات شاملة. وحمل ميلادينوف رأي عباس، إلى حماس التي تعرفه جيدا، وقدم لها أيضاً، مقترحات شخصية تتضمن إجراء إصلاحات في إدارة شركة الكهرباء وسلطة الطاقة، والعمل على إيجاد طريقة لإدارة الملف بعيدا عن أي خلافات بين الحركة والسلطة الفلسطينية، تجنبا للمزيد من الأزمات الإنسانية التي تعصف بالقطاع.
واقترح ميلادينوف أن يجري التعامل مع الأمر بطريقة مهنية وتجارية.
وكان ميلادينوف تفقد محطة الكهرباء الوحيدة في غزة خلال زيارته الأولى للقطاع قبل أيام، والتقى مسؤولين من شركة الكهرباء وسلطة الطاقة، واطلع على سير عمل المحطة والظروف التي تحيط بالأزمة الخانقة التي أنتجت وصول الكهرباء 3 ساعات يوميا للمواطنين.
ونصح ميلادينوف حماس، بتمكين حكومة التوافق الوطني من أخذ دورها في غزة، للحد من تفاقم مشكلات الكهرباء والماء والمشكلات الصحية أيضا.
ولم يعرف رد حماس على ميلادينوف على وجه الدقة. لكن مصادر قالت، إن الحركة تصر على وقف عباس إجراءاته أولا. وأضافت، «الحركة أبلغت ميلادينوف أنها مستعدة للمصالحة وتمكين الحكومة، لكن بعد وقف عباس إجراءاته ضد غزة، واستعداد الحكومة تولي مهامها كاملة بما في ذلك حل المشكلات العالقة».
ورفضت الحركة وقف أي تفاهمات خارجية، سواء مع مصر أو مع محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح، وأبلغت ميلادينوف أن التفاهمات مع القاهرة أو دحلان، حول حل أزمات اجتماعية في غزة، ليست موجهة ضد السلطة.
ويفترض أن يلقي إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، كلمةً غداً، ستكون الأولى له منذ انتخابه رئيسا للحركة، وينتظر أن يفصح هنية في كلمته، عن حقيقة ما يجري من لقاءات، سواء في مصر أو مع تيار دحلان، أو حتى تلك التي تتعلق بالوساطات بشأن إعادة العلاقات مع السلطة لطبيعتها.
ويعتقد أن هنية سيشرح موقف حماس من قضايا داخلية وخارجية.
وتبدي إسرائيل اهتماما شديدا بالاتفاقات التي تجريها حماس في مصر، ووساطة ميلادينوف لحل أزمات القطاع. وقال مصدر إسرائيلي مسؤول، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مهتم بإيجاد حلول للأزمات في غزة، وقد بحث ذلك مع جهات دولية عدة. وكانت صحيفة معاريف العبرية، أكدت أن إسرائيل تتابع باهتمام، وعلى علم وتنسيق بكل ما قامت به السلطات المصرية أخيرا، تجاه قطاع غزة، وكذلك جهات أخرى دولية.
ويعتقد أن إسرائيل طلبت أو نسقت مع ميلادينوف من أجل التدخل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».