أجرى كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الروسية، أمس، محادثات في طهران وأنقرة، تمهيداً للقاء «آستانة - 5» المقرر يومي الاثنين والثلاثاء، في وقت لم تتضح فيه بعد معالم ما تم الاتفاق عليه خلال عمل لجنة خبراء الدول الضامنة الخاصة بوضع آليات تنفيذ مذكرة «مناطق خفض التصعيد» ورسم حدودها، وتفاصيل تنفيذية أخرى.
وعقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في إسطنبول، جاءت بعد أقل من 72 ساعة من اتصال هاتفي أجراه إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حول آخر التطورات في سوريا، والتحضير للجولة الجديدة من مباحثات آستانة، ورسم الملامح النهائية لمناطق وقف التصعيد، التي كانت أنقرة أعلنت مؤخراً أن قوات من تركيا وروسيا وإيران والولايات المتحدة والأردن ستتولى تأمينها، مع إمكانية مشاركة قوات من أذربيجان وكازاخستان، إلى جانب التوتر على الحدود السورية بين القوات التركية والميليشيات الكردية في عفرين وجنوب أعزاز.
وشارك في جلسة المباحثات التركية الروسية التي عقدت في قصر ترابيا الرئاسي في إسطنبول، كل من رئيس هيئة أركان الجيش التركي خلوصي أكار، ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان، إلى جانب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين.
ولفتت المصادر إلى توقيت زيارة شويغو لأنقرة في ظل التوتر على الحدود التركية السورية بين الجيش التركي والميليشيات الكردية، وما يتردد من أنباء عن احتمال قيام تركيا قريبا بعملية عسكرية شبيهة بعملية درع الفرات، سيكون هدفها تطويق عفرين، وتطهير جنوب أعزاز من الميليشيات الكردية.
وأضافت المصادر أن المسؤولين الأتراك بحثوا هذه المسألة مع وزير الدفاع الروسي الذي كانت توجد عناصر عسكرية من بلاده في عفرين ومحيطها قبل أن تنسحب منذ أيام قليلة، بحسب مصادر محلية في شمال سوريا، ما عزز احتمالات تنسيق تركي روسي بشأن التطورات على الحدود والعملية المحتملة في عفرين.
ولفتت المصادر إلى أن المباحثات خلال اللقاء تناولت أيضاً خطة تأمين مناطق (خفض التصعيد) في سوريا، في إطار الاتفاق الموقع بين الدول الثلاث الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) في الرابع من مايو (أيار) الماضي، في آستانة إلى جانب ما سيتم طرحه في هذا الشأن خلال الجولة القادمة من اجتماعات آستانة.
بالتزامن، أجرى ألكسندر فومين، نائب شويغو، محادثات في طهران مع نائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري، ركزت على التحضيرات للقاء آستانة. ووفق معلومات متقاطعة من مصادر في موسكو والعاصمة الكازاخية، فإن الجانب الروسي يحاول في الساعات الأخيرة قبل اللقاء، تقريب وجهات النظر الإيرانية والتركية بشأن مسائل عدة حساسة حول تفاصيل رئيسية في آليات تنفيذ «مناطق خفض التصعيد»، على أمل إنجاز اتفاق بين الدول الضامنة بهذا الخصوص يتم عرضه كاقتراحات على الأطراف السورية خلال لقاء «آستانة - 5». وظهرت للعلن خلافات الأسبوع الماضي بين الضامنين التركي والإيراني، بشأن إرسال قوات إلى مناطق خفض التصعيد في سوريا.
جدير بالذكر، أن أياً من الدول الضامنة لم تعلن حتى الآن عن إنجاز لجنة الخبراء لمهامها في وضع حدود «مناطق خفض التصعيد»، ولا في الاتفاق على آليات لمراقبة التنفيذ، ولا حول ماهية الدول التي سترسل مراقبين إلى تلك المناطق. وكان لافروف أكد، أول من أمس، أن اللجنة على وشك الانتهاء من عملها، وأنه سيتم طرح ما توصلت إليه من نتائج على المشاركين في «آستانة - 5».
في شأن تركي متصل بسوريا، قالت صحيفة «صباح» القريبة من الحكومة التركية، أمس، نقلا عن قائد لواء السلطان مراد التابع للجيش السوري الحر فهيم عيسي، إن الاستعدادات لعملية عفرين البرية التي ستنفذها تركيا بالتعاون مع فصائل من الجيش الحر سبق أن شاركت في عملية درع الفرات، انتهت.
وقال إنه تم إخطار فصائل الجيش السوري الحر التي ستشارك في العملية لتكون على أهبة الاستعداد، وإن العملية ستنطلق من أعزاز وتل جبريل ومارع، وستتجه إلى أطمه مستهدفة المناطق الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، وستحاول العملية في البداية السيطرة على مطار منغ العسكري وتل رفعت.
واعتبر عيسى أن عملية عفرين ستكون أسهل من عملية تحرير مدينة الباب في إطار «درع الفرات»، التي شارك فيها 5 آلاف مقاتل فقط من «الجيش السوري الحر»، لافتا إلى أن عملية عفرين، وحسب ما هو مخطط لها، ستتم بمشاركة 20 ألفا من الجيش السوري الحر، قائلا إن «التنظيمات الإرهابية»، في إشارة إلى «داعش» والميليشيات الكردية، تهدد وحدة سوريا، «وقد أظهرنا أن هذه الأرض ليست بلا صاحب».
ولم يحدد عيسى موعدا لانطلاق عملية عفرين، لكن صحيفتي «أكشام» و«قرار» التركيتين نسبتا إلى مصادر عسكرية، الجمعة الماضي، أن الجيش التركي أعد خطة للسيطرة على عفرين وتطويقها، تعتمد بشكل أساسي على السيطرة على تل رفعت ومطار منغ العسكري مع تطهير جنوب أعزاز من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، والسيطرة على مارع ومرعناز، والتوغل شرقا بالتنسيق مع فصائل من الجيش السوري الحر، وستحمل العملية اسم «سيف الفرات»، وقد تنطلق في نهاية يوليو (تموز) الجاري، أو بداية أغسطس (آب) المقبل، بمشاركة 7 آلاف مقاتل من القوات الخاصة التركية، وفصائل من الجيش الحر، شاركت من قبل في عملية درع الفرات، وستشارك هذه المرة بنحو 10 آلاف مقاتل، وستتخذ من غرب مدينة أعزاز مركزا لانطلاق العملية نحو مناطق سيطرة الأكراد في عين دقنة ومطار منغ العسكري وصولا إلى تل رفعت وعفرين وتل أبيض.
ونقلت صحيفة «قرار» عن مصادر محلية، أن روسيا بدأت في سحب قواتها الموجودة بريف حلب الشمالي، اعتبارا من الخميس، في محيط مدينة عفرين وقرية كفر جنة شرق المدينة، باتجاه مناطق سيطرة النظام في نبل والزهراء شمال حلب.
إردوغان وشويغو بحثا مناطق وقف التصعيد والتوتر على الحدود
قائد في «الجيش الحر» يؤكد انتهاء استعدادات عملية عفرين بمشاركة كثيفة
إردوغان وشويغو بحثا مناطق وقف التصعيد والتوتر على الحدود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة