جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هجومه على مسيرة «العدالة» التي أطلقها حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، والتي دخلت يومها السابع عشر أمس السبت وقال إن رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو أطلق هذه المسيرة للدفاع عن «الإرهابيين» ونسي وجوب السير من أجل ضحايا الإرهاب. وانطلقت المسيرة، التي يتقدمها كليتشدار أوغلو، في اليوم التالي لصدور حكم بالسجن المؤبد على نائب الحزب أنيس بربر أوغلو بتهمة إفشاء معلومات بغرض التخابر السياسي أو العسكري في القضية المعروفة بقضية «شاحنات المخابرات التركية» بسبب تسليمه مقاطع فيديو لصحيفة «جمهورييت» تظهر نقل أسلحة مهربة إلى تنظيم داعش الإرهابي في شمال سوريا مخبأة وسط مساعدات طبية في 3 شاحنات كان يرافقها عناصر من المخابرات التركية وتم توقيفها في أضنة جنوب تركيا في 19 يناير (كانون الثاني) 2014 بواسطة قوات الدرك بتصريح من النيابة العامة. وقالت الحكومة إن الشاحنات كانت تحمل مساعدات للتركمان في شمال سوريا وإن توقيفها كان مؤامرة من أتباع الداعية فتح الله غولن الذي اتهم لاحقا بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو (تموز) 2016. من أجل إحداث اضطرابات والإطاحة بالحكومة.
وقال إردوغان في كلمة له أمس أمام رؤساء فروع حزب العدالة والتنمية بالمحافظات التركية بمقر الحزب في أنقرة إن الطريق الذي يسلكه كليتشدار أوغلو بحجة المطالبة بالعدالة، يلتقي مع طريق الإرهابيين القابعين في جبل قنديل في شمال العراق (في إشارة إلى قيادات حزب العمال الكردستاني) وولاية بنسلفانيا الأميركية (في إشارة إلى غولن).
ومن المتوقع أن تستمر المسيرة لمدة أسبوع آخر حيث يقطع المشاركون فيها المسافة بين أنقرة وإسطنبول (450 كيلومترا تقريبا) سيرا على الأقدام للوصل إلى سجن مالتبه الذي يمضي فيه بربر أوغلو عقوبته رافعين شعار «العدالة». وشهد أمس زيادة كبيرة في أعداد المشاركين في المسيرة التي قطعت أكثر من 290 كيلومترا ووصلت إلى مدينة سكاريا غرب البلاد حيث بسط المشاركون علم تركيا بامتداد كيلومتر على طول الطريق. وقال إردوغان إن «الخط الذي يمثله حزب الشعب الجمهوري تجاوز بعد المعارضة والمواقف السياسية والخطاب السياسي المختلف ووصل إلى نقطة التحرك مع المنظمات الإرهابية والقوى التي تحرضها على بلادنا». وأضاف موجها كلامه إلى كليتشدار أوغلو والمشاركين في المسيرة: «المنظمات الإرهابية منزعجة من حالة الطوارئ التي أعلنت عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو 2016 في تركيا، وأنتم إن كنتم تعارضون هذا الإجراء رغم معرفتكم الغاية منه، فإن طريقكم الذي تسلكونه هو طريق جبال قنديل وبنسلفانيا».
وشدد على عدم السماح بنسيان محاولة الانقلاب الفاشلة، و«طمس الخيانة، وإعاقة محاسبة ما فعله الخونة في تلك الليلة»، مضيفا: «إذا كنت (كليتشدار أوغلو) تسير في طريق واحد مع المنظمات الإرهابية فإنك لن تستطيع أن تقنع أحدا بأنك تطالب بالعدالة». وسبق أن هدد إردوغان بتوقيف كليتشدار أوغلو ونواب حزبه بسبب هذه المسيرة التي رأى أنها تهدف إلى حشد مجموعات المعارضة ضده والخروج بمرشح توافقي لخوض انتخابات الرئاسة ضده في 2019. قائلا: «لا تندهشوا إذا استدعيتم للتحقيق بسبب رفضكم لأحكام القضاء» فيما قلل كليتشدار أوغلو من أهمية هذه التهديدات قائلا إن المسيرة انطلقت بشكل قانوني وإن أحدا لا يستطيع أن يتعرض لها طالما لم تخرج على الإطار القانوني.
من جانبه دعا كليتشدار أوغلو في كلمة أمس إلى إعلاء قيمة العدالة قائلا: «نبدأ يومنا السابع عشر ونحن نسير بشعارنا ومطلبنا الوحيد وهو العدالة ونريد أن نعيش في سلام، دون تمييز على أساس الهوية، أو المعتقدات، أو التدخل في نمط الحياة».
وأضاف أن مسيرتنا انطلقت وستستمر تحت علم واحد فقط هو علم تركيا والمشاركة فيها مفتوحة للجميع وليس على أساس حزبي فلكل مواطن الحق في المشاركة فيها للمطالبة بالعدالة ونحن نعلم أن هناك مئات الآلاف من الناس من مختلف الأحزاب والتيارات يؤيدوننا ويشجعون مسيرتنا ويقولون نحن معكم إذا كانت العدالة هناك.
إردوغان يهاجم مسيرة «العدالة» ويتهم المعارضة بالسير مع «الإرهابيين»
رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو يرد: مسيرتنا انطلقت وستستمر تحت علم واحد
إردوغان يهاجم مسيرة «العدالة» ويتهم المعارضة بالسير مع «الإرهابيين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة