إجراءات أمنية في الكويت خشية تسلل «دواعش» من العراق

تحرير مناطق جديدة في الموصل وهروب 500 عنصر من التنظيم إلى ديالى... وقوة من الجيش والعشائر تحرر مناطق في النخيب

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب يساعدون مسنة عراقية في المدينة القديمة بالموصل (رويترز)
عناصر من قوات مكافحة الإرهاب يساعدون مسنة عراقية في المدينة القديمة بالموصل (رويترز)
TT

إجراءات أمنية في الكويت خشية تسلل «دواعش» من العراق

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب يساعدون مسنة عراقية في المدينة القديمة بالموصل (رويترز)
عناصر من قوات مكافحة الإرهاب يساعدون مسنة عراقية في المدينة القديمة بالموصل (رويترز)

رفعت الكويت أهبة الاستعداد لمواجهة مخاطر محتملة لتدفق مقاتلين ينتمون إلى تنظيم «داعش» الإرهابي إلى أراضيها، بعد دحرهم في العراق.
وطلبت وزارة الداخلية الكويتية في برقية إلى قادة الأجهزة الأمنية في مراكز الحدود والمطارات وأمن المنشآت الحيوية والمباحث والأمن العام اتخاذ كافة التدابير لمواجهة هذا الخطر.
كما ألغت الوزارة إجازات عدد من منسوبيها. وقالت مصادر إن برقية أصدرها وكيل وزارة الداخلية الفريق محمود الدوسري أمس أشارت إلى فرض حجز كلي على منسوبي قوة وزارة الداخلية، في خطوة هدفها رفع حالة التأهب في عموم البلاد، وسط تحذيرات من موجة «إشاعات» تهدف إلى زعزعة الأمن. وسبق أن واجهت الكويت حوادث ارهابية على صلة بـ «داعش». وتفيد أنباء بأن المخاوف الكويتية تنبع من معلومات حصلت عليها أجهزة الأمن تفيد بإمكان «تسلل» عناصر من «داعش» عبر الحدود الكويتية - العراقية، وذلك بعد الهزيمة التي مني بها التنظيم في الموصل. ورجّحت مصادر أن تفرض الكويت رقابة مشددة على شخصيات توصف بأنها تتعاطف مع «داعش» أو وردت ضمن قوائم متهمين بالإرهاب.
وأعلنت الكويت، في يوليو (تموز) العام الماضي، عن تفكيك خلايا إرهابية كانت إحداها تخطط لتفجير مسجد في منطقة حولي، وأخرى كانت تستعد لعمل إرهابي لم يكشف عن مضمونه.
في غضون ذلك تواصل فيه قوات الجيش العراقي عمليات تحرير الأجزاء المتبقية من الموصل، أكد مصدر عسكري كردي هروب ما يقارب عن 500 مسلح من «داعش» من ناحية العظيم نحو ديالى وحدود ناحية جلولاء. وقال رئيس لجنة الأمن في مجلس محافظة كركوك، آزاد جباري، لشبكة رووداو الإعلامية «هرب ما يقارب 500 مسلح من داعش من جنوب ناحية العظيم التي يسيطر عليها الجيش العراقي باتجاه محافظة ديالى وحدود ناحية جلولاء». وأضاف جباري «وفقاً لمعلوماتنا فقد هرب عناصر داعش من الموصل». كما أوضح رئيس لجنة الأمن في مجلس محافظة كركوك، أن «مسلحي داعش الذين يهربون من الموصل يحاولون الوصول إلى مدينة كركوك»، لافتاً إلى أنهم «يحضرون للبدء بهجمات إرهابية».
من جهته أفاد الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله قائد عمليات قادمون يانينوى صباح أمس بأن القوات العراقية حررت مناطق جديدة في الساحل الأيمن من الموصل 400 كلم شمالي بغداد. وقال في بيان صحافي، إن «قطعات الشرطة الاتحادية والرد السريع تحرر الجزء الشمالي لحي الشفاء، وتسيطر على المستشفى التعليمي ابن سينا والاستشارية ومصرف الدم والطب الذري ومشروع الماء والتحليلات المرضية في الساحل الأيمن للموصل».
إلى ذلك أعلنت قيادة عمليات الجزيرة في محافظة الأنبار أمس أن القوات العراقية أحبطت هجوما لتنظيم داعش قرب سد حديثة الإروائي وقتلت 30 عنصرا من التنظيم في مناطق تابعة لمحافظة الأنبار 118 كلم غربي بغداد. وقال اللواء الركن قاسم محمد صالح قائد العمليات، في بيان صحافي، «تم صد هجوم معاد لعناصر داعش الإرهابي باتجاه منطقة الصكرة، وتم تدمير خمس عجلات عسكرية، وثلاث دراجات نارية، وقتل أكثر من 30 إرهابيا قرب سد حديثة الإروائي على نهر الفرات بين منطقتي حديثة وعانه غربي العراق».
في غضون ذلك أعلن مصدر عسكري عراقي أمس تحرير مناطق تحيط بمنفذ النخيب القريب من الحدود السعودية من قبضة تنظيم داعش. وقال العقيد جمال هاشم لوكالة الأنباء الألمانية إن «قوة مشتركة من الجيش العراقي وأبناء العشائر نفذت (أمس) عملية عسكرية لتمشيط المناطق التي تحيط بمنفذ النخيب الحدودي مع السعودية»، موضحا أن عملية التحرير امتدت من مطار مديسيس وصولا إلى منطقة وادي الأبيض وبمسافة تقدر بـ117 كيلومترا غربي المحافظة (الأنبار).
وأضاف هاشم أن «القوة نجحت بقتل 12 إرهابيا من داعش والاستيلاء على مجموعة من الأسلحة التي تركها عناصر داعش عقب هروبهم باتجاه المناطق الصحراوية». وتعد منطقة النخيب الحدودية 600 كلم غرب بغداد، المعبر البري الوحيد مع السعودية الذي يسلكه حجاج بيت الله الحرام في أوقات الحج والعمرة، فيما تقوم القوات العسكرية العراقية بمسكه لدعم قوات حرس الحدود للحيلولة دون استهدافه من قبل الجماعات المتطرفة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.