أزمة «هجوم» تعترض طريق الأخضر «المونديالي»

المصير المعلق للشمراني وهزازي يهدد باختلال الموازين أمام الإمارات واليابان

نايف هزازي («الشرق الأوسط») - ناصر الشمراني («الشرق الأوسط»)
نايف هزازي («الشرق الأوسط») - ناصر الشمراني («الشرق الأوسط»)
TT

أزمة «هجوم» تعترض طريق الأخضر «المونديالي»

نايف هزازي («الشرق الأوسط») - ناصر الشمراني («الشرق الأوسط»)
نايف هزازي («الشرق الأوسط») - ناصر الشمراني («الشرق الأوسط»)

تنتظر المنتخب السعودي مواجهتان مصيريتان في مسيرته نحو التأهل لمونديال 2018 في روسيا، حيث سيخوض بعد قرابة شهرين من الآن مواجهة مع نظيره الإماراتي، وبعدها بأيام قليلة سيخوض مباراة الجولة الأخيرة في التصفيات أمام منتخب اليابان، في الخامس من سبتمبر (أيلول) المقبل.
ورغم تبقى مدة زمنية كافية للاستعداد لهذه المواجهات الحاسمة، خصوصاً في ظل الثبات الفني للمدرب الهولندي بيرت فان مارفيك على قائمة الأسماء المشاركة، فإن هناك معضلة تلوح في الأفق قد تواجه الأخضر في مباراتي الحسم، وهي غياب الأسماء المميزة في خط الهجوم، خصوصاً في ظل عدم وضوح مستقبل الثنائي نايف هزازي وناصر الشمراني، إذ رحل الأول عن ناديه النصر، فيما الآخر ما زال مصيره معلقاً.
واقتصرت خيارات الهولندي مارفيك منذ فترة طويلة على 3 أسماء في خط الهجوم، يبرز منها محمد السهلاوي، يليه نايف هزازي الذي تراجع في مستواه كثيراً قبل أن يبتعد عن المعسكر الأخير للأخضر السعودي، وثالثاً ناصر الشمراني الذي عاد لقائمة الأخضر في سبتمبر الماضي، وذلك منذ ابتعاده في يناير (كانون الثاني) 2015، قبل انطلاق البطولة الآسيوية، بقرار من الروماني كوزمين أولاريو، المدير الفني للأخضر السعودي حينها.
وبالنظر إلى الأسماء التي يعتمد عليها الهولندي مارفيك في قائمته، سيكون الاسم الأبرز حالياً هو محمد السهلاوي، هداف الأخضر السعودي في التصفيات الحالية، رغم ابتعاده طويلاً عن التسجيل في مباريات التصفيات النهائية، قبل أن يعود إلى هز الشباك في مواجهة تايلاند في مارس (آذار) الماضي، ثم مباراة أستراليا الأخيرة التي خسرها الأخضر بثلاثة أهداف لهدفين.
وحتى مع استقرار الهولندي مارفيك على هذه الأسماء الثلاثة في خط الهجوم، فإن الثنائي نايف هزازي وناصر الشمراني تحديداً كانا مبتعدين عن المشاركة بصورة أساسية مع فرقهم، قبل أن يخوض الشمراني في الجزء الثاني من الموسم المنصرم تجربة احترافية خارجية مع فريق العين الإماراتي، ساهمت في عودته للعب مهاجماً أساسياً، على عكس هزازي الذي ظل حبيساً لمقاعد البدلاء، قبل أن يغيب عن الواجهة بصورة كبيرة.
وحالياً، يعيش الثنائي نايف هزازي وناصر الشمراني فترة غامضة فيما يخص مستقبلهما، حيث وقع هزازي على ورقة المخالصة المالية مع ناديه النصر، ولم يحسم أمر مستقبله حتى الآن، مما يعني أنه قد يتأخر في الاستعداد للموسم الجديد، في حال لم يسارع بالتوقيع لأي نادٍ للمشاركة في صفوفه الموسم المقبل.
أما ناصر الشمراني الذي عاد لصفوف فريقه الهلال، فيبدو أنه لن يطيل البقاء في الدفاع عن قميص ناديه الأزرق، حيث ما زالت المفاوضات قائمة مع عدة فرق، أبرزها الشباب والفيحاء الصاعد حديثاً لدوري المحترفين السعودي، الذي يعيش في ملأة مالية كبيرة ساهمت في تعاقد مع عدة أسماء بارزة ستجعله يظهر بصورة مختلفة الموسم المقبل.
ويعلل الشمراني طلب رحيله عن صفوف فريقه الهلال بالرغبة الدائمة في الحضور كلاعب أساسي، دون البقاء طويلاً على مقاعد البدلاء، وهو الأمر الذي لازمه في الفترة الأخيرة مع ناديه الأزرق، قبل أن يخوض تجربته الاحترافية القصيرة مع العين الإماراتي. إلا أن الأمير نواف بن سعد يؤكد في أحاديثه الإعلامية أن اللعب بصورة أساسية أمر يخص المدرب، دون التدخل في عمله، وأن هذا الضمان ليس موجوداً في الهلال الذي يتنافس فيه كل اللاعبين على القائمة الأساسية، بحسب حديثه.
وأمام هذه الضبابية في مستقبل الثنائي هزازي والشمراني، وإن بدا الأخير في حال أفضل، خصوصاً في حال توقيعه مع أي فريق جديد، سيكون قادراً على العودة سريعاً لأجواء المباريات، إلا أنه حالياً يظل محمد السهلاوي وحيداً كأبرز الأسماء التي ستكون في جاهزية كاملة، خصوصاً بعد رحيله مع ناديه النصر للمعسكر الإعدادي في تركيا.
ويتوقع أن يبحث الهولندي مارفيك عن أحد الأسماء التي يعزز بها خط هجومه قبل موقعتي الإمارات واليابان، مع توقعات باستمرار محمد السهلاوي وناصر الشمراني في قائمته المقبلة، التي سيختتم بها التصفيات النهائية نحو مونديال 2018.
وبالنظر إلى أسماء المهاجمين في دوري المحترفين السعودي، فإن الفرق ما زالت تعاني من غياب الأسماء المؤثرة، مع وجود بعض المهاجمين القادرين على إحداث الفارق في حال مشاركتهم، ويبرز منهم الاسم الأبرز حالياً مهند عسيري، الذي وإن غاب كثيراً عن اللعب بصورة أساسية مع فريقه الأهلي، إلا أنه يستطيع التأثير في حال مشاركته، وينجح في تسجيل الأهداف، رغم دقائق مشاركته القليلة.
ويحضر ثانياً كأبرز الخيارات المتاحة للهولندي مارفيك خلال هذه الفترة المهاجم مختار فلاته، الذي انتقل إلى صفوف فريق الهلال هذا الصيف قادماً من نظيره فريق الوحدة، بعد هبوطه لمصاف دوري الدرجة الأولى، حيث وقع الهلال مع فلاته بعد تميزه وحضوره في قائمة هدافي الدوري خلفاً للمتصدر المهاجم السوري عمر السومة، وإسماعيل بانغورا مهاجم الرائد، وحضوره خلفهم متساوياً مع المصري محمود عبد المنعم (كهربا) مهاجم فريق الاتحاد، بستة عشر هدفاً لكل منهما.
ويتوقع أن يلجأ الهولندي مارفيك لاستدعاء واحد من هذه الأسماء لقائمته المرتقبة في أغسطس (آب) المقبل لتعزيز خط هجومه، خصوصاً في ظل دخول التصفيات النهائية مراحل الحسم الأخيرة، حيث يحضر الأخضر السعودي في المركز الثاني في مجموعته الثانية برصيد 16 نقطة، خلفاً للمتصدر اليابان بفارق نقطة يتيمة.
وستكون مواجهتا الإمارات واليابان بعد أيام قليلة من انطلاق منافسات دوري المحترفين السعودي، مما يعني ضيق الوقت لبروز أسماء جديدة في خط الهجوم، وإمكانية الهولندي مارفيك للتعرف عليهم، حيث من المتوقع أن يعمد الجهاز الفني للأخضر السعودي لمراقبة المعسكرات الإعدادية والبطولات الصيفية، وأبرزها البطولة العربية التي ستشهد مشاركة فريقي الهلال والنصر، وبطولة تبوك الودية التي ستشهد مشاركة فريقي الاتحاد والشباب، ومن المتوقع أن تساهم مباريات هذه الدورات في إبراز الأسماء الشابة.
ويواصل الأخضر السعودي رحلته الجادة في البحث عن اقتناص بطاقة التأهل نحو مونديال روسيا 2018، بعد سنوات من الغياب عن المحفل العالمي، رغم بلوغه 4 مرات متتالية بدءاً من مونديال 1994، مروراً بمونديال فرنسا 1998، ثم مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، ليختتم مشاركته في البطولة الأبرز عالمياً في مونديال 2006 الذي أقيم في ألمانيا.
وغاب الأخضر السعودي عن مونديال جنوب أفريقيا 2010، بعد خروجه من الملحق الآسيوي من التصفيات النهائية المؤهلة، وذلك بعد تعثره في الدقائق الأخيرة من عمر مباراته أمام البحرين، قبل أن يخرج سريعاً من رحلة التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2014، الذي أقيم في البرازيل.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».