أوديمار بيغيه و«آرت بازل»... علاقة بدأت منذ 5 سنوات بفنية عمرها أكثر من قرن

الفنان سباستيان إيرازوريز خلف الشجرة التي ظهرت في جناح «أوديمار بيغيه» في «آرت بازل»
الفنان سباستيان إيرازوريز خلف الشجرة التي ظهرت في جناح «أوديمار بيغيه» في «آرت بازل»
TT

أوديمار بيغيه و«آرت بازل»... علاقة بدأت منذ 5 سنوات بفنية عمرها أكثر من قرن

الفنان سباستيان إيرازوريز خلف الشجرة التي ظهرت في جناح «أوديمار بيغيه» في «آرت بازل»
الفنان سباستيان إيرازوريز خلف الشجرة التي ظهرت في جناح «أوديمار بيغيه» في «آرت بازل»

«لا نريدهم أن يروجوا لنا بل نمنحهم مطلق الحرية للتعبير عن رؤيتهم الفنية من دون أي تدخل منا»، هذا ما قالته جاسمين أوديمار عن دخول «أوديمار بيغيه» معارض الفن الثلاثة: «آرت بازل» و«آرت هونغ كونغ» و«آرت ميامي بيتش» منذ خمس سنوات.
فالهدف كما تؤكد ليس للترويج لمنتجاتها، بل العكس تماماً. إنه علاقة طبيعية وعضوية، لأن ساعة يد مصنوعة بحرفية عالية ترقى في الكثير من الأحيان إلى مصاف التحف الفنية.
من هذا المنظور عقدت الشركة السويسرية شراكة مع المعارض الثلاثة بهدف دعم الفنانين وتحفيزهم على إبداع أعمال تستكشف الصلات بين الممارسات الإبداعية المعاصرة والميكانيكا المُعقدة. فنظرتهم لمناظر الجبال والغابات المترامية في الجورا مهمة، لأنها من زاوية مُختلفة تماماً عن تلك التي تعودت عليها عيون مهندسيها والعاملين فيها.
لهذا، ومنذ عام 2013، تحرص على دعم فنانين معاصرين تتوخى فيهم القدرة والموهبة بتقديم كل التسهيلات والمساعدات لهم، من دون أن تفرض رؤيتها عليهم. تكتفي بدعوتهم إلى معقلها في «لوبراسو» لتقدمهم لعالمها وتعرفهم بإرثها تاركة لهم الخيار للتعبير عن رؤيتهم على هواهم. في عام 2013 مثلاً، ظهرت ثمرة هذا التعاون في فن بازل بميامي بيتش بعمل أنتجه المصور البريطاني دان هولدزوورث تحت اسم «الفضول». وفي عام 2014 وفي معرض «آرت - بازل» بهونغ كونغ، كشفت عن فيلمٍ بانورامي للمصور السينمائي النمساوي كورت هينتشليغر. وفي العام ذاته دخلت في شراكة مع متحف «بيبودي إسيكس». هذه المرة من خلال عرض لثيو جانسن كان عبارة عن منحوتات حركية تشبه الحيوانات تتغذى على طاقة الرياح فتتحرك على طول شاطئ البحر في ميامي بيتش. في عام 2015 كان تعاونها مع الفنان ألكسندر جولي المقيم في جنيف. وكان العمل جداراً بيئياً من الطحلب الحي ترافقه تركيبات صوتية سُميَّت «البُروج الحية». في عام 2016، دعمت الدار معرضاً جديداً في متحف يوز بشنغهاي للفنان الصيني تشنغ ران.
أما هذا العام، فتعاونت للمرة الثانية على التوالي مع المصمم التشيلي سباستيان إيرازوريز لتصميم جناحها الخاص في معرض فن بازل بهونغ كونغ وأخيرا ببازل. ما قدمه إيرازوريز كان لافتاً. استوحاه من غابات وجبال الجورا حيث توجد معامل أوديمار بيغيه، التي اختزلها في شجرة ضخمة نحتها بشكل رائع شكلها باستخدام التقنيات التقليدية والمتطورة على حد سواء. حرص على تصميمها لتستجيب لتطور الفصول، حيث تظهر على فروعها العارية براعم. هذه البراعم فسرها الفنان بقولها أنها مُحاكاةٍ للنمو والتفكير المستقبلي، بينما تمثل الجذور التقاليد والتراث. بالنسبة لأوديمار بيغيه، فإن قوة إيرازوريز تكمن في قدرته على جعل جمهوره يعيد النظر في أشياء من الحياة اليومية بتغييره وظائفها عبر مفاهيم مبتكرة ومثيرة في الوقت ذاته.
خلال المعرض تم أيضاً تقديم تشكيلات من الفيديو للفنان الصيني تشنغ ران في الردهة تحت عنوان «إيقاع الساعة البيولوجية». يأخذ هذا العمل الفني المشاهدين في رحلةٍ بصرية بين المعالم الطبيعية والصوتية لتصل إلى قلب صناعة الساعات، بينما تُوجه الموسيقى التصويرية الزوار إلى حيث تتشابك الأصوات الطبيعية مع نبضات الساعة الميكانيكية.
تجدر الإشارة إلى أن سباستيان إيرازوريز، مبدع الشجرة، وُلد في سانتياغو، تشيلي عام 1977، وترعرع في لندن. وقد حصل على شهادة التصميم الصناعي من الجامعة البابوية الكاثوليكية في تشيلي، ودرجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة نيويورك، ويعمل حاليا كمصمم وفنان في نيويورك. في عمر 28 سنة، كان الفنان الثاني على قيد الحياة الذي عُرِضَت أعماله في مزادات سوذبيز. كما عُرِضَت أعماله إلى جانب أعمال المهندسين المعماريين والمصممين الأكثر شهرة في العالم عبر أكثر من أربعين معرضاً دولياً.



سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

صرعات الموضة (آيماكستري)
صرعات الموضة (آيماكستري)
TT

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

صرعات الموضة (آيماكستري)
صرعات الموضة (آيماكستري)

لفتت النظر في عروض باريس لموضة الربيع والصيف المقبلين، عارضات يرتدين سراويل ذات ساق واحدة، وأيضاً بساق مغطَّاة وأخرى مكشوفة. ومنذ ظهور تلك البدعة، تضاربت الآراء وسط المُشتغلين بالتصميم بين مُعجب ومُستهجن. هل يكون الزيّ في خدمة مظهر المرأة أم يجعل منها مهرّجاً ومسخرة؟

لم يقتصر تقديم تلك الموضة على مجموعات المصمّمين الجدد والشباب، وإنما امتدّ إلى أسماء شهيرة، مثل عروض أزياء «لويس فويتون»، و«كوبرني»، و«فيكتوريا بيكام»، و«بوتيغا فينيتا». ففي حين يرى المعجبون بالسراويل غير المتناظرة أنها تعبّر عن اتجاه جريء يحمل تجديداً في التصميم، وجد كثيرون أنها خالية من الأناقة. فهل تلقى الموضة الجديدة قبولاً من النساء أم تموت في مهدها؟

طرحت مجلة «مدام فيغارو» الباريسية السؤال على محرّرتين من صفحات الأزياء فيها؛ الأولى ماتيلد كامب التي قالت: «أحبّ كثيراً المظهر الذي يعبّر عن القوة والمفاجأة التي نراها في هذا السروال. إنه يراوح بين زيّ المسرح وشكل البطلة المتفوّقة. وهو قطعة قوية وسهلة الارتداء شرط أن تترافق مع سترة كلاسيكية وتنسجم مع المظهر العام وبقية قطع الثياب. ثم إنّ هذا السروال يقدّم مقترحاً جديداً؛ بل غير مسبوق. وهو إضافة لخزانة المرأة، وليس مجرّد زيّ مكرَّر يأخذ مكانه مع سراويل مُتشابهة. صحيح أنه متطرّف، لكنه مثير في الوقت عينه، وأكثر جاذبية من سراويل الجينز الممزّقة والمثقوبة التي انتشرت بشكل واسع بين الشابات. ويجب الانتباه إلى أنّ هذا الزيّ يتطلّب سيقاناً مثالية وركباً جميلة ليكون مقبولاً في المكتب وفي السهرات».

أما رئيسة قسم الموضة كارول ماتري، فكان رأيها مخالفاً. تساءلت: «هل هو نقص في القماش؟»؛ وأضافت: «لم أفهم المبدأ، حيث ستشعر مرتدية هذا السروال بالدفء من جهة والبرد من الجهة الثانية. وهو بالنسبة إليّ موضة تجريبية، ولا أرى أي جانب تجاري فيها. هل هي قابلة للارتداء في الشارع وهل ستُباع في المتاجر؟». ولأنها عاملة في حقل الأزياء، فإن ماتري تحرص على التأكيد أنّ القطع المبتكرة الجريئة لا تخيفها، فهي تتقبل وضع ريشة فوق الرأس، أو ثوباً شفافاً أو بألوان صارخة؛ لكنها تقول «كلا» لهذا السروال، ولا تحبّ قطع الثياب غير المتناظرة مثل البلوزة ذات الذراع الواحدة. مع هذا؛ فإنها تتفهَّم ظهور هذه الصرعات على منصات العرض؛ لأنها تلفت النظر وتسلّي الحضور.