توفير 22 ألف فرصة عمل في تونس خلال 6 أشهر

توفير 22 ألف فرصة عمل في تونس خلال 6 أشهر
TT

توفير 22 ألف فرصة عمل في تونس خلال 6 أشهر

توفير 22 ألف فرصة عمل في تونس خلال 6 أشهر

كشفت وزارة التكوين المهني والتشغيل في تونس، عن عدد عمليات التشغيل المحققة من قبل الهياكل الحكومية لفائدة العاطلين عن العمل في تونس، منذ بداية العام الحالي، الذي بلغ ما لا يقل عن 21956 عملية تشغيل حتى يوم 12 يونيو (حزيران) الحالي. وقالت إن نسبة قاربت 36.4 في المائة منهم توجهت نحو تشغيل الكوادر من خريجي الجامعات التونسية.
وعلى الرغم من إيجابية هذه النتائج، فإن الفرق بين العرض والطلب من ناحية، وملاءمة التكوين مع التشغيل من ناحية ثانية، ما زال شاسعا، إذ إن عدد عروض الشغل المسجلة بمكاتب التشغيل بلغ 39554 عرضا، أي أن نحو 18 ألف عرض شغل لم تتم تلبيتها لعدة أسباب، من بينها غياب التناسق بين التكوين والتشغيل.
ويتخرج من مختلف المؤسسات الجامعية التونسية نحو 70 ألف حاصل على شهادة، إلا أن طاقة الاستيعاب على المستوى المحلي غير قادرة على تلبية كل طلبات التشغيل السنوية، وهو ما يجعلها تتراكم من سنة إلى أخرى لتتجاوز حاليا حدود 630 ألف عاطل عن العمل.
وعلى مستوى الأنشطة الاقتصادية الموفرة لأكبر نصيب من عمليات التشغيل، فقد حافظ قطاعا الصناعات المعملية بنحو 55 في المائة، والخدمات بنحو 39 في المائة على المراتب الأولى، وهو ما ينعكس في جانب نسبة التطور التي عرفتها قيمة صادرات القطاع الصناعي المقدرة بنحو 12.4 في المائة خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الحالية.
وفي مجال دفع المبادرة الخاصة، أظهرت البيانات الخاصة بالتشغيل المعروضة خلال مجلس الوزراء المنعقد قبل أيام، تأمين 10940 زيارة متابعة وإحاطة وتكوين 3045 شابا، ضمن برنامج بعث المؤسسات وتكوين الباعثين، إلى جانب إنجاز نحو 146 عملية في إطار التربصات التطبيقية بالوسط المهني.
وفي هذا الشأن، قال عز الدين سعيدان، الخبير الاقتصادي التونسي، إن تحقيق قطاع الصناعات المعملية نصيبا مهما من عمليات التوظيف والتي من بينها كوادر علمية عالية، يؤكد على استعادة الانتعاشة الاقتصادية في تونس، ويشير إلى مؤشرات إيجابية قد ترفع من نسق النمو الاقتصادي خلال الأشهر المقبلة، وهو ما سينعكس على أوضاع التونسيين بالإيجاب، وهذا من أهم محاور الاستقرار الإيجابي وخلق بيئة اقتصادية جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية.
وعلى مستوى توظيف الكفاءات التونسية بالخارج، تمكنت الهياكل الحكومية التونسية خلال شهر مايو (أيار) الماضي من إبرام 455 عقد عمل بالخارج، وهو ما يعني نسبة تطور لا تقل عن 8.8 في المائة، مقارنة مع الشهر نفسه من السنة الماضية.
واستأثرت كل من فرنسا والمملكة العربية السعودية بأكبر نصيب من عمليات التوظيف، وذلك بنسبة 95 في المائة من العقود، أي 445 عقدا من مجموع العقود المبرمة.
وفيما يتعلق بنسبة البطالة الإجمالية في تونس، فقد قدرت بنحو 15.6 في المائة نهاية السنة الماضية، وقدر عدد العاطلين عن العمل في تونس بنحو 632 ألف عاطل عن العمل.
وتشير المعطيات الرسمية التي قدمها الهادي السعيدي المدير العام للمعهد التونسي للإحصاء (مؤسسة حكومية)، إلى أن نسبة البطالة في صفوف حاملي الشهادات العليا مقدرة بنحو 262 ألف عاطل عن العمل من خريجي الجامعات، وهو ما يمثل نسبة تبلغ 31.6 في المائة من إجمالي العاطلين في تونس.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.