حراك جديد بشأن تبادل الأسرى بين {حماس} وإسرائيل

حراك جديد بشأن تبادل الأسرى بين {حماس} وإسرائيل
TT

حراك جديد بشأن تبادل الأسرى بين {حماس} وإسرائيل

حراك جديد بشأن تبادل الأسرى بين {حماس} وإسرائيل

أكدت مصادر فلسطينية مطلعة، وجود حراك جديد بشأن ملف صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، وقالت إن الأمر طرح على طاولة البحث أثناء الزيارة التي أجراها وفد من قيادة الحركة إلى مصر في بداية الشهر الحالي.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن مسؤولين من جهاز المخابرات المصرية أجروا مباحثات مع مسؤولي وفد حماس في ملف صفقة التبادل. وبحسب المصادر، فإن وفد الحركة أبلغهم بعدم ممانعة الحركة بدء مفاوضات جديدة لكن وفق الشروط الأساسية، وهي: الإفراج عن المعتقلين كافة، من صفقة جلعاد شاليط التي أبرمت عام 2011، ووجود ضمانات لتنفيذ بنود تلك الصفقة كاملة وأي صفقة مقبلة.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قد أعادت اعتقال نحو 60 أسيرا محررا ممن أفرج عنهم ضمن تلك الصفقة التي شملت 1027 أسيرا فلسطينيا، من ذوي الأحكام العالية، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي شاليط، الذي وقع في أسر حماس عند حدود قطاع غزة صيف 2006، وبقي محتجزا لمدة خمس سنوات.
وتعتقد حماس، أنه لا يمكن إبرام صفقة جديدة من دون الاطمئنان إلى التزام إسرائيل بكل ما تم الاتفاق عليه في الصفقة القديمة. وتعهد المسؤولون المصريون بنقل وجهة نظر حماس إلى الجانب الإسرائيلي، والرد على الحركة. وقالت المصادر إنه حتى اللحظة، لا يوجد رد رسمي من قبل الحكومة الإسرائيلية على مطالب حركة حماس.
لكن وسائل إعلام إسرائيلية، ركزت على تقدم في المفاوضات من دون أن تذكر تفاصيل.
وقالت القناة الإسرائيلية الثانية، إن هناك تطورا وتقدما لافتا في ملف تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، من دون أن تنشر مزيدا من التفاصيل، لكنها أشارت إلى وجود وسيط ثالث لم تكشف عنه.
وقالت مصادر إسرائيلية، إن لقاءات مكثفة جرت في الأسبوعين الماضيين، للتوصل إلى صفقة تبادل بين حماس وإسرائيل، عبر طرف ثالث. وأشارت إلى ازدياد الاتصالات بشأن الصفقة، في أعقاب زيارة وفد حماس إلى القاهرة، وأن هناك تقدما ملحوظا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تجرى فيها اتصالات بشأن صفقة التبادل، حيث كان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، قد أعلن في أبريل (نيسان) الماضي، عن وجود اتصالات من أطراف عدة للتوسط بين الحركة وإسرائيل لإتمام صفقة تبادل. وأشار في حينها، إلى حدوث تطور في بعض مساراتها.
وفي أبريل 2016، كشفت حركة حماس عن وجود 4 إسرائيليين أسرى لديها، من بينهم جنديان أسرتهما خلال الحرب الأخيرة على القطاع عام 2014، من دون أن تكشف عن مزيد من التفاصيل حول الأسرى لديها.
ونشرت الحركة آنذاك، صورا للأسرى الأربعة لديها، وقالت إنهم الجنديان شاؤول آرون، وهدار غولدن، والجندي الإثيوبي إبراهام منغستو، ومواطن عربي بدوي من سكان إسرائيل يدعى هشام السيد، أعلنت إسرائيل أنه مختل عقليا وأنه دخل قطاع غزة بمحض إرادته. وقال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، عقب نشر الصور، إن «العدو لن يحصل على أي معلومات عن مصير هؤلاء الجنود الأربعة، إلا عبر دفع استحقاقات وأثمان واضحة قبل المفاوضات وبعدها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».