الخرطوم: السودانيون لا يشكلون تهديداً للأمن القومي الأميركي

رداً على تأييد قرار ترمب بحظر دخولهم الولايات المتحدة

الخرطوم: السودانيون لا يشكلون تهديداً للأمن القومي الأميركي
TT

الخرطوم: السودانيون لا يشكلون تهديداً للأمن القومي الأميركي

الخرطوم: السودانيون لا يشكلون تهديداً للأمن القومي الأميركي

في أول رد فعل رسمي على تأييد المحكمة العليا الأميركية للقرار التنفيذي، الذي أصدره الرئيس دونالد ترمب بحظر دخول مواطني ست دول إسلامية، من بينها السودان، نفت وزارة الخارجية السودانية ضلوع أي سودانيين في عمليات تهدد الأمن القومي الأميركي، فيما أبدت احترامها لما سمته «حق الولايات المتحدة الأميركية في حماية أمنها القومي»، وأكدت تعاون السودان الوثيق مع واشنطن الذي شهد به قادة الأجهزة الأمنية الأميركية.
وأيدت المحكمة العليا الأميركية قرار الرئيس دونالد ترمب بحظر سفر رعايا ست دول ذات أغلبية مسلمة إلى أراضي الولايات المتحدة الأميركية، ووافقت على طلب الإدارة الأميركية بتنفيذ الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس في السادس من مارس (آذار) الماضي، وحظر بموجبه دخول مواطني «ليبيا، إيران، الصومال، السودان، سوريا، واليمن» لمدة 90 يوماً للأراضي الأميركية، لكن قضاة اتحاديين أوقفوا القرار الذي أعادته للنفاذ المحكمة العليا.
وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية عبد الغني النعيم في تصريحات صحافية تعليقاً على القرار أمس، إن المواطنين السودانيين الذين يقيمون في الولايات المتحدة، يملكون سجلاً ناصعاً وخالياً من الجريمة والعنف والتطرف والإرهاب، وإن لهم مساهمات «قيمة على مستوى أميركا وفي مجتمعاتهم المحلية»، موضحا أن حكومته تتطلع لبناء علاقة طبيعية ومثمرة مع الولايات المتحدة الأميركية، لا سيما أن السودان يتهيأ لمرحة الإعمار والتنمية، بعد أن استتب فيه الأمن والسلام والاستقرار.
وأوضح النعيم أن «السودان يتطلع إلى تعاون مع أميركا في السلام والأمن الإقليمي، وفي كل القضايا التي تم التداول بشأنها في المسارات الخمسة»، وتابع موضحا أن «حكومة السودان تحترم حق الولايات المتحدة الأميركية في أن تحمي أمنها القومي، ولكنها بالمقابل تؤكد أن السودان وحكومته ومواطنيه لا يشكلون تهديداً للأمن القومي الأميركي، بل إن السودان متعاون تعاوناً وثيقاً مع الولايات المتحدة، كما شهد بذلك قادة الأجهزة الأمنية الأميركية».
وينتظر السودان رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة عليه منذ عام 1997 بحلول اليوم الثاني عشر من يوليو (تموز) المقبل، وذلك تنفيذاً للقرار التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما برفع الحظر المفروض على السودان جزئياً لمدة ستة أشهر، على أن يرفع كلياً حال التزام الخرطوم بتنفيذ خطة المسارات الخمسة، التي تتضمن التعاون في مكافحة الإرهاب، وتحقيق السلام في البلاد، والمساعدة على وقف الحرب في جنوب السودان، وإيصال المساعدات الإنسانية، ومحاربة جيش الرب الأوغندي.
واستبعد النعيم تأثير قرار حظر دخول السودانيين إلى أراضي الولايات المتحدة الأميركية على رفع العقوبات، استناداً إلى أن حكومته أحرزت التقدم المطلوب في جميع المسارات المتفق عليها مع الجانب الأميركي حسب عبارته، وتتلخص في الخطة المعروفة بخطة المسارات الخمسة.



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.