شهدت المواسم الـ10 الأخيرة ولادة نجوم خرجوا من رحم المعاناة، بعد تفريط أنديتهم بخدماتهم، فباتوا من أصحاب العقود الملايينية، منهم الحارس عبد الله المعيوف الذي فرط الهلال في خدماته، ووجد فرصته كاملة مع الأهلي، وكان من أهم أسباب عودته لتحقيق بطولة الدوري، وأحد خيارات مدرب المنتخب مارفيك، قبل أن يعود للهلال من جديد بعقد كلف خزينته أكثر من 10 ملايين.
ولا يختلف الحال عن لاعب الهلال السابق سلمان المؤشر الذي وجد نفسه خارج أسوار النادي ومعه ورقة التنسيق من الكشوفات، واتجه لمكة المكرمة للانضمام لصفوف الوحدة، وفيه أعاد اكتشاف موهبته، قبل أن ينتقل للأهلي ويقدم نفسه بصورة مميزة، كان فيها الرقم الثابت في الخريطة الأساسية، كما لا تخلو القائمة النهائية للمنتخب الوطني من اسمه.
كما اقتنص الأهلي الخطوة التي اتخذتها إدارة الشباب بتنسيق المهاجم مهند عسيري، وضمه إلى صفوفه، ومنحه الفرصة الكاملة، حتى بات عسيري من أهم الأوراق التي يحتفظ بها مدربي الأهلي، ومن أهم العوامل التي ساعدت الأهلي في جلب البطولات، وأصبح من أخطر المهاجمين في الدوري المحلي، على الرغم من بقائه لفترات طويلة على مقاعد البدلاء، غير أنه استطاع تسجيل أهداف حاسمة لفريقه في مواجهات حاسمة في الدوري ومسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين.
وفي الوقت الذي ظفر فيه الأهلي بلاعبين مميزين، فإنه خسر نجوماً برزوا في أندية أخرى، وتكمن خسارته في قائد الفريق حسين عبد الغني الذي انتقل لمحطة خارجية في الدوري السويسري، لكن هذه التجربة لم تدم طويلاً، وفضل العودة مجدداً للدوري المحلي عبر بوابة البيت النصراوي، الذي وجد نفسه فيه قائداً للفريق، وساهم بعودة النصر لطريق البطولات الذي افتقده لسنوات طويلة.
وما ينطبق على حسين عبد الغني في تخلي الأهلي عنه، ينطبق تماماً على المهاجم حسن الراهب الذي لم يجد القبول من الإدارة الأهلاوية في تجديد عقده الاحترافي، غير أن ثقته في إمكانياته الفنية لا حدود لها، فوافق على عرض نادي نجران، وكان فيه هداف الفريق، والاسم الأبرز في الفريق وفي الدوري السعودي، وانتقل بعدها للنصر، ووصل لصفوف المنتخب الأول.
الأخطاء الفنية والإدارية في تقييم أداء اللاعبين الصاعدين استمرت في الشباب، وتخلت إدارته عن لاعب محور الارتكاز عبد العزيز الجبرين الذي انتقل حينها لنادي الرائد، وشكل دعامة قوية لخط المنتصف الرائدي، ولفتت مستوياته المتميزة صناع القرار في أندية العاصمة لشراء قيمة عقده من إدارة الرائد، وشهد التنافس على استقطابه منافسه ضروس بين النصر والهلال، لكن اللاعب في الأخير فضل الانتقال للأول، بعائد مالي كبير للرائد واللاعب.
وفي الاتحاد، تختلف الأوضاع كلياً عن بقية الأندية، إذ إن قرار بقاء اللاعبين أو تصعيدهم للفريق الأول من الفريق الأولمبي والفئات السنية يحتاج «فلتره»، ويمر بمراحل عدة حتى يجد اللاعب نفسه في القائمة الأساسية، وخسر الفريق الاتحادي أسماء كثيرة بسبب أخطاء فنية، وقرارات إدارية خاضعة لتحزبات يدركها المقربون من النادي.
أسماء كثيرة لم تجد الفرصة الكافية في الاتحاد، وانتقلوا لأندية بسبب تجاهل إداري أو قناعة مدرب، ومن أهم الأسماء قائد الفريق محمد نور الذي تلقى خبر تنسيقه من النادي في منتصف الدوري؛ هذا القرار لم يهز اللاعب الخبير، وقبل خوض تجربة جديدة في العاصمة السعودية الرياض مع النصر، ساهم فيها مع فريقه الجديد بتحقيق بطولة الدوري والكأس، وعاد مره أخرى لعروس البحر الأحمر، ولناديه الاتحاد من الباب الواسع.
ومن الأسماء التي غادرت البيت الاتحادي، وعادت مره أخرى، قائد الفريق الحالي عدنان فلاته الذي انتقل للفتح، وحقق معه بطولة الدوري، ومنه للتعاون، ووصل معه للمركز الرابع المؤهل لدوري أبطال آسيا، وعاد بعقد كبير للاتحاد، وكذلك هو الحال مع المدافع ياسين حمزة الذي خرج من البيت الاتحادي، واتجه للمدينة المنورة بورقة المخالصة المالية، ووقع للأنصار دون مقابل مالي، وانتقل للتعاون بمبلغ 100 ألف ريال، قبل أن يعود للاتحاد من جديد بعقد تجاوز الخمسة ملايين ريال.
ويؤكد لاعب الاتحاد السابق أحمد الزين أن طلبه ورقة تنسيقه من الاتحاد يعود للتجاهل الذي وجده من إدارة الفريق، مقابل التنازل عن حقوقه، واتجه للدوري القطري للصالات، بيد أن تجربته لم يكتب لها النجاح، وعاد مرة أخرى للدوري السعودي ولكن في دوري الدرجة الأولى، وفضل اللعب في صفوف نادي أبها. قبل أن يجد اللاعب المكافح نفسه من أبرز الأسماء في الدوري السعودي مع نادي التعاون، لإصراره وحماسته داخل الملعب وانضباطه في التدريبات، وعطائه الفني المتصاعد من موسم لآخر، ومن مباراة لأخرى، حتى خطب الأهلي ود اللاعب، وانتقل مقابل 8 ملايين ريال للتعاون، و20 مليون ريال للاعب.
وعلى الرغم من تعاقب الإدارات في الاتحاد، فإن الأخطاء تتكرر بالتخلي عن اللاعبين البارزين، وهو ما عجل برحيل مهاجم الفريق مختار فلاته لنادي الوحدة، وشكل فيه قوة ضاربة في خط المقدمة، استحق فيها صدارة هدافي دوري «جميل» للمحترفين من بين اللاعبين المحليين. وفي الوقت الذي عانى فيه الوحدة من المشكلات الفنية والإدارية، وهبوطه لدوري الدرجة الأولى، فإن فلاته لم يتأثر بجميع العوامل المحيطة بالفريق، وتفرغ لتسجيل الأهداف التي قادته لارتداء شعار الهلال، بعد سباق شرس مع أندية أخرى للظفر بخدماته.
ومن أهم الأسماء التي لا يمكن إغفالها لاعب الشباب السابق عبد المجيد الرويلي الذي لم يجد الفرصة الكافية في النادي العاصمي، وقبل بورقة المخالصة المالية مقابل انتقاله، في ظل ابتعاده عن خيارات الشبابيين في تمثيل الفريق، وانتقل للتعاون، وفجر فيه كل طاقاته وإمكانياته، وبات اسماً من أهم الأسماء في الدوري السعودي، والأبرز في فريقه الجديد، بفضل الأهداف الـ14 التي سجلها في موسم واحد.
ومستوى الرويلي الفني المتصاعد والمميز، ودقته العالية في تسديد الكرات الثابتة، وصناعته للأهداف، أهلته للانضمام لصفوف الصقور الخضر، قبل أن يجلب 7 ملايين ريال لخزينة نادي التعاون، ويفضل الانتقال لصفوف الهلال، بعد دخول أندية الأهلي والنصر في مفاوضات جادة لضم اللاعب لصفوفها.
والتفريط في نجوم صاعدين مسلسل مستمر في الملاعب السعودية لعوامل عدة، من أهمها عدم توفر البيئة الحاضنة، والفرصة الكافية لتقديم اللاعبين كل ما لديهم. ويبقى فريق الأهلي والتعاون أكبر المستفيدين من اللاعبين المنسقين من الأندية الأخرى، وضم الأهلي لاعب الشباب مهند عسيري ولاعب الهلال سلمان المؤشر وحارس الهلال عبد الله المعيوف، غير أن التعاون الذي صنع بيئة جاذبة للاعبي الأندية الأخرى استقطب عبد المجيد الرويلي وعبد الرحمن البركة المنسقين من الشباب، وعدنان فلاته وياسين حمزة وأحمد الزين المنسقين من الاتحاد، وقدمهم للوسط الرياضي بصورة مميزة، ودخل خزينته مقابل انتقالهم أكثر من 20 مليون ريال، خلال موسمين.
التعاون يجني 20 مليوناً من «إعادة تدوير النجوم المنسقين»
الاتحاد الخاسر الأكبر... والأهلي استعان بهم للفوز بلقب الدوري
التعاون يجني 20 مليوناً من «إعادة تدوير النجوم المنسقين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة