{سوريا الديمقراطية} تسيطر على ربع مساحة الرقة... و«داعش» يحارب بعناصر من كازاخستان

التحالف الدولي: سقوط عاصمة «داعش» مسألة وقت

{سوريا الديمقراطية} تسيطر على ربع مساحة الرقة... و«داعش» يحارب بعناصر من كازاخستان
TT

{سوريا الديمقراطية} تسيطر على ربع مساحة الرقة... و«داعش» يحارب بعناصر من كازاخستان

{سوريا الديمقراطية} تسيطر على ربع مساحة الرقة... و«داعش» يحارب بعناصر من كازاخستان

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس، إن «قوات سوريا الديمقراطية» باتت تسيطر على 25 في المائة من مساحة مدينة الرقة، عاصمة ومعقل تنظيم داعش في الشمال السوري، فيما أكد التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب أن سقوط المدينة أصبح مسألة وقت.
وقال المرصد إن «قسد» تمكنت خلال 20 يوميا من المعارك وبدعم أميركي من السيطرة على ربع مساحة الرقة، وبالتحديد على أربعة أحياء بالكامل، هي المشلب والصناعة من الجهة الشرقية والرومانية والسباهية من الجهة الغربية. كما سيطرت على أجزاء من أحياء أخرى بينها حطين والقادسية في الغرب والبريد (شمال غرب) وبتاني في الشرق. وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية أيضا على معمل السكر وأجزاء من قاعدة عسكرية سابقة للجيش السوري يطلق عليها «الفرقة 17» عند أطراف المدينة الشمالية.
بالمقابل، اعتبر الناشط في حملة «الرقة تذبح بصمت» أبو محمد الرقاوي، أن «هناك مبالغة بالحديث عن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على 25 في المائة من المدينة»، مؤكدا أن «كل الأحياء التي دخلتها القوات هي أحياء عند أطراف الرقة، وهي لم تدخل بعد الأحياء الكبيرة في الوسط». وقال الرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: «منذ أسبوعين لم يسجل أي تقدم حقيقي للقوات المهاجمة، ويمكن القول إن داعش هو صاحب المبادرة حاليا نتيجة التحصينات الكبيرة له داخل المدينة». وأضاف: «هو يعتمد وبشكل أساسي على الأنفاق والخنادق والألغام ولا يستخدمها كلها دفعة واحدة. فمثلا بعد يومين من سيطرة قسد على حي الصناعة تقدم داعش عبر الأنفاق وعاد ليسيطر تقريبا على نصف الحي المذكور».
وكما الرقاوي، كذلك أحمد الرمضان المتخصص بشؤون التنظيم في حملة «فرات بوست»، اعتبر أن الحديث عن سيطرة «قسد» على 25 في المائة من المدينة غير دقيق، ولفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه القوات لا تسيطر على أكثر من 18 في المائة من الرقة. وأضاف: «داعش لا يزال في وضع دفاعي وإن كان قد تمكن من استرجاع بعض الأحياء التي خسرها سابقا. أما المقاتلون فهم حصرا من أطفال التنظيم ومن كازاخستان، ولا وجود لأي مقاتل أوروبي أو للقيادات العراقية».
واستغرب رامي عبد الرحمن، مدير المرصد الحديث عن أن «داعش» هو صاحب المبادرة في المدينة، مضيفا: «صحيح أن التنظيم ينفذ هجمات استباقية وأن اقتحام وسط المدينة لم يتم بعد نتيجة الاستخدام المكثف للألغام ووجود عشرات آلاف المدنيين في الداخل، إلا أن (قسد) تتقدم وسيطرت مؤخرا على أجزاء من حي حطين والبريد والقادسية».
أما ناصر الحاج منصور، مستشار القيادة العامة لـ«قسد» فأشار إلى أن القوات المهاجمة باتت تسيطر على أكثر من ربع مساحة المدينة، لافتا إلى أنه تم يوم أمس السيطرة على حي القادسية الواقع بالغرب بشكل كامل. وأضاف: «كلما اقتربت قوات سوريا الديمقراطية من مركز المدينة، اشتدت المعارك».
ونقلت وكالة «الأنباء الألمانية» عن الميجور جنرال روبرت جونز نائب قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، أن سقوط الرقة السورية «أصبح مسألة وقت»، مشيرا إلى أن (قسد) تحرز تقدما. وأضاف جونز أن 274 ألفا من النازحين تركوا الرقة والمناطق المحيطة بها حتى الآن، مشيرا إلى المحنة التي يتعرضون لها، حيث إن الأمم المتحدة ليس بوسعها العمل في شمال سوريا بالطريقة التي يمكن أن تعمل بها في العراق. وتسعى المنظمات غير الحكومية جاهدة من أجل تقديم المساعدة للنازحين، غير أن هناك حاجة إلى تقديم المزيد من الدعم. ويبذل مجلس الرقة المدني المؤقت، الذي تم تشكيله حديثا، وفق جونز، قصارى جهده من أجل مساعدة السكان. وقال إن المسؤولين الذين التقى بهم بالمجلس يبذلون قصارى جهدهم من أجل تقديم المساعدات للسكان، والاستعداد لإدارة المنطقة، مشيرا إلى أنه «يتعين أن يكون هناك استعداد تام للمساعدة من أجل إنقاذ السكان من أيدي احتلال تنظيم داعش».
ميدانيا، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» في بيان أنها تقدمت في الرقة واستولت على حي القادسية، وأظهرت لقطات مُصورة نُشرت على موقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، دبابات في غرب الرقة ودخانا يتصاعد من أهداف وأصوات رصاص وتفجيرات.
ووفق وكالة «آرا نيوز» فقد تكبد تنظيم داعش خلال الساعات الـ24 الماضية، خسائر كبيرة بالعناصر والمعدات، في المعارك العنيفة التي تشهدها مدينة الرقة، على يد قوات سوريا الديمقراطية. ونقلت الوكالة عن مصدر ميداني من «قسد» أن «عشرات المسلحين من داعش قتلوا خلال معارك تحرير حي القادسية، من بينهم 3 مجموعات من المسلحين، كل واحدة مؤلفة من 4 إلى 6، إلى جانب تدمير 5 سيارات مفخخة وإعطاب عربة عسكرية»، لافتا إلى أنه «بعد تحرير حي القادسية، أصبح الطريق الذي يفصل بين حي حطين وحي النهضة تحت مرمى نيران قوات سوريا الديمقراطية».
بالمقابل، أعلنت وكالة «أعماق» التابعة لـ«داعش»، عن «مقتل 10 من مسلحي الـPKK قنصاً في حيي البرازي والرميلة وقرب دوار الفروسية بمدينة الرقة». كما كان التنظيم أعلن عن استهداف موقع لـ«قسد» بسيارة مفخخة في قرية الكسيرة جنوب الرقة، ما أسفر عن تدمير 4 آليات، ومقتل وإصابة عدد من المقاتلين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.