القوافل السعودية تنتشر في المناطق اليمنية لتطويق الكوليرا

القوافل السعودية تنتشر في المناطق اليمنية لتطويق الكوليرا
TT

القوافل السعودية تنتشر في المناطق اليمنية لتطويق الكوليرا

القوافل السعودية تنتشر في المناطق اليمنية لتطويق الكوليرا

أكدت وزارة الصحة العامة والإسكان أن قوافل المساعدات السعودية المخصصة لمكافحة وباء الكوليرا ستتوزع على مختلف المناطق المتضررة من الوباء اعتباراً من اليوم (الثلاثاء)، مشددة على أن فرق الميدان تعمل على مدار الساعة لتطويق الوباء، تمهيداً للقضاء عليه.
وشدد لـ«الشرق الأوسط» وكيل وزارة الصحة والسكان اليمني، الدكتور شوقي الشرجبي، على أهمية معرفة الأسباب المؤدية لانتشار الوباء، قبل تحديد الوقت المستغرق لتطويقه، معرباً عن أمله أن يتم ذلك في وقت قريب.
ولفت الشرجبي إلى أهمية تطويق أسباب المرض الذي انتشر بفعل الظروف التي مر بها اليمن منذ التمرد على السلطة الشرعية، ومنها ضعف الموارد الأساسية لتوفير المستلزمات الطبية والمحاليل والأدوية اللازمة، وتكدس النفايات في بعض المدن وخصوصاً في أمانة العاصمة وتعز والحديدة، وانقطاع المياه، وخلل شبكات الصرف الصحي، وشح المياه واضطرار المواطن للبحث عن المياه، حتى إن كانت موبوءة أو غير صحية، وعدم توفر المواد الغذائية الصالحة للاستهلاك لجميع أبناء اليمن.
وذهب إلى أن من بين أسباب انتشار الكوليرا حالات النزوح بسبب ظروف الحرب التي تجري في اليمن، مبيناً أن الأوضاع الراهنة تضطر البعض للنزوح إلى مناطق موبوءة، وهو ما يؤدي إلى رفع عدد المصابين بشكل متسارع. وبين أن أكثر المناطق التي ينتشر بها وباء الكوليرا، هي أمانة العاصمة والمحافظات المتاخمة لها والقريبة منها، مثل حجة، والحديدة، وتعز، والضالع، وأبين.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الصحة والسكان في الحكومة اليمنية الشرعية الدكتور ناصر باعوم أن الفرق الطبية الميدانية الخاصة بمكافحة جائحة وباء الكوليرا والإسهال المائي تعمل على مدار الساعة في كل المحافظات المستهدفة خلال فترة العيد، واصفاً الوضع الصحي لمرض الكوليرا بأنه «مطمئن».
وأعلن وصول شحنات من الأدوية العلاجية والوقائية إلى مستشفيات محافظة مأرب وسط اليمن ضمن جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مكافحة مرض الكوليرا، مفيداً بأن الفرق الطبية تقوم بتوزيع المساعدات الصحية التي أرسلت من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على المحافظات المستهدفة في مختلف المناطق دون تفريق بين المناطق الخاضعة للشرعية، وتلك الواقعة تحت سيطرة التمرد لم يتم تحريرها حتى الآن.
وعبر وزير الصحة باسم الحكومة اليمنية ووزارة الصحة عن الشكر والتقدير للأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الذي أصدر توجيهاته باحتواء وباء الكوليرا في اليمن.
وأفاد بأن توجيه ولي العهد السعودي لمركز الملك سلمان بتقديم 66.7 مليون دولار لاحتواء وباء الكوليرا الذي اجتاح عدداً من المناطق في اليمن والتخلص من أسبابها لفتة إنسانية من شأنها المساهمة في القضاء على هذه الجائحة ومساعدة اليمنيين في التخلص منها.
وأعلن سفير السعودية لدى اليمن محمد سعيد آل جابر في وقت سابق أن مركز الملك سلمان للإغاثة سيبدأ اليوم تسيير قوافل دوائية من 20 شاحنة محملة بالأدوية وعلاجات مرض الكوليرا إلى مختلف المناطق اليمنية.
وأشاد وزير الصحة والإسكان اليمني بمساعي الرياض نحو احتواء الأوضاع في اليمن، ومكافحة كثير من الأوبئة المنتشرة في البلاد وعلى رأسها الكوليرا، واصفاً المبلغ الذي وجه ولي العهد لتخصيصه لتطويق الكوليرا بأنه مبلغ ضخم ويخدم الجهود والأبحاث الطبية ولا يقتصر على تقديم الدواء فقط.
وبحسب الوزير اليمني، تمثل المبادرة التي وجه بها الأمير محمد بن سلمان بتخصيص مبلغ 67 مليون دولار لمواجهة الكوليرا بأنها تساند جهود منظمة الصحة العالمية في مساعيها للسيطرة على المرض في اليمن.
وجاء الدعم السعودي لتطويق حالات الإصابة بالكوليرا في الوقت المناسب لمنع تفاقم الأوضاع الصحية في اليمن، بعد وصول معدلات الإصابة إلى 5 آلاف شخص يومياً، وهو الأمر الذي يحتاج لتضافر الجهود لمواجهة المرض.
ولاحظت منظمة الصحة العالمية انتشار المرض بشكل مكثف في المناطق التي تتعرض للنزاعات المسلحة في اليمن، التي تشعلها جماعة الحوثي بشكل مكثف على مدار السنوات الماضية.
وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قد أبرم مع منظمة الصحة العالمية اتفاقية بنحو 8.3 ملايين دولار لدعم الجهود المتواصلة للاستجابة الصحية لتفشي الكوليرا في اليمن.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.