رغم أنهم يشاركون في دوري بعيد نسبيا عن الأضواء فإن موهبتهم جعلت المراقبين يتتبعون خطاهم ليصبحوا في دائرة الاهتمام للانضمام لصفوف أندية الدوري الممتاز الشهيرة.
لاعب فولهام الموهوب للغاية ريان سيسينيون، ولاعب ليدز يونايتد تشارلي تايلور من بين مجموعة من المتميزين الذين لديهم الإمكانات التي تؤهلهم للتألق في أندية القمة.
ريان سيسينيون: فولهام
أعلن المدير الفني لنادي فولهام، سلافيسا يوكانوفيتش، في أكثر من مناسبة عن رغبته في الاحتفاظ بأفضل لاعبي فريقه بعد المسيرة الرائعة للفريق الموسم الماضي ووصوله إلى المرحلة الفاصلة المؤهلة للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. ويأتي على رأس هؤلاء اللاعبين بالطبع مدافع الفريق راغنار سيغوردسون، وريان سيسينيون.
ولذلك، عندما سئل سيغوردسون عما إذا كان اللاعب الشاب الموهوب للغاية ريان سيسينيون قادرا على التألق في الدوري الإنجليزي الممتاز، رد قائلا: «بنسبة مائة في المائة، فهو موهبة كبيرة ويملك مستقبلا باهرا. أنا مندهش لأنه لم يتلق أي عروض خلال الموسم، وأعتقد أنه جيد للغاية».
ولم يكن رأي سيغوردسون مفاجئا، لأن هذا هو رأي معظم أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، التي لم يتوقف كشافوها عن الإشادة بهذه الموهبة الشابة في انتظار القرار الحاسم من المسؤولين عن التعاقدات الجديدة والنواحي المالية بتلك الأندية.
ورغم أن سيسينيون لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، فإنه يتميز بسرعة فائقة ونزعة هجومية كبيرة تجعله يمثل خطورة كبيرة على الفرق المنافسة عندما يتقدم من مركزه الأصلي كظهير أيسر، في حين يمكن التغلب على نقاط ضعفه لأنه لا يزال صغيرا في السن. وسوف يتوقف بقاء سيسينيون في فولهام أو رحيله إلى أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز على مدى تمسك إدارة نادي فولهام بهذا اللاعب الشاب صاحب القدرات الفنية الرائعة.
جو ورال: نوتنغهام فورست
خلال خمس سنوات من امتلاكه لنادي نوتنغهام فورست، تمكن رجل الأعمال الكويتي فواز الحساوي من إفساد العلاقة بين النادي ومشجعيه ورحل عن النادي تاركا وراءه جهازا إداريا ضعيفا وفريقا مهلهلا يحتل مركز أقل في كل موسم عن الموسم الذي يسبقه.
لكن كان هناك مكان داخل النادي لم يستطع الحساوي أن ينشر فيه الفوضى ويصيبه بالضعف، وهو أكاديمية الناشئين بالنادي، والتي ساهمت في بعض فترات الموسم الماضي بنصف عدد لاعبي الفريق الأول. فقد باع النادي أوليفر بورك إلى لايبزيغ الألماني، وأصبح بن أوسبورن أحد الأعمدة الرئيسية بالفريق، كما يقدم مهاجم الفريق بن بريريتون أداء لافتا جعله محط أنظار الكثير من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.
وهناك بالطبع المدافع جو ورال، الذي فرض نفسه على التشكيلة الأساسية لنوتنغهام فورست في نهاية الموسم الماضي، كما كان قائد المنتخب الإنجليزي الذي فاز ببطولة تولون الدولية. صحيح أن ورال يفتقد للهدوء بعض الشيء أثناء امتلاكه للكرة، لكن يمكن التغلب على هذه النقطة وهو في هذه السن الصغيرة.
مارك روبرتس: بارنزلي
معظم لاعبي الفريق الذين قدموا أداء استثنائيا مع بارنزلي في موسم 2015-2016، عندما صعد الفريق إلى دوري الدرجة الأولى بعدما كان مهددا بالهبوط من دوري الدرجة الثانية في غضون ستة أشهر فقط، تم بيعهم إلى الأندية التي تملك أموالا أكثر، فانتقل كونور هوريهان وجيمس بري لأستون فيلا، كما انتقل ألفي ماوسون إلى سوانزي سيتي، في حين اشترى شيفلد وينزداي سام وينوال، وانتقل مارلي واتكينز إلى نوريتش سيتي.
ولا يزال مارك روبرتس هو أحد أفضل لاعبي الفريق حتى الآن. ويتميز روبرتس بأن أداءه أكثر تنوعا وخبرة من ماوسون، الذي قدم موسما جيدا في الدوري الإنجليزي الممتاز، لذا يستحق روبرتس المتابعة من أندية الدوري الممتاز.
تشارلي تايلور: ليدز يونايتد
سوف ينتهي عقد تشارلي تايلور، الذي يلعب في مركز الظهير الأيسر، مع ليدز يونايتد في نهاية يونيو (حزيران)، وسيتعين على أي ناد يرغب في التعاقد معه أن يدفع تعويضا كرعاية لنادي ليدز الذي يلعب له تايلور منذ أن كان في الثامنة من عمره، لكن هذا المبلغ سيكون أقل كثيرا من المبلغ الذي كان سيدفع للاعب في حال ارتباطه بعقد طويل الأمد مع النادي.
وكان تايلور قد رحل عن نادي ليدز يونايتد في يناير (كانون الثاني) الماضي وتسبب في ضجة كبيرة عندما رفض أن يلعب آخر مباراة للفريق الموسم الماضي أمام ويغان. وتحدث وكيل أعماله في أكثر من مرة لوسائل الإعلام عن اهتمام ليفربول بضم اللاعب، في لعبة تهدف للترويج للاعب. وكان نادي وست بروميتش مهتما بضم تايلور لبعض الوقت، ويبدو أنه خيار منطقي للاعب.
خوتا: برينتفورد
قد لا يتمكن أصحاب اللياقة البدنية الضعيفة من اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي يعتمد على القوة البدنية الهائلة في المقام الأول، إلا إذا كان هؤلاء اللاعبزن يملكون من المهارات ما يعوضهم عن ذلك. وربما يمتلك لاعب خط وسط برينتفورد، خوتا – اسمه الأصلي خوسيه إغناسيو بيليتيرو رامايو – المهارات التي تؤهله لتعويض نقص لياقته البدنية وصغر حجمه.
انضم اللاعب الإسباني لنادي برينتفورد عام 2014، لكن بعد موسم رائع له مع الفريق دخل في مشاكل شخصية مع النادي وعاد مرة أخرى إلى نادي إيبار الإسباني على سبيل الإعارة في يناير 2016، ولكن بعد عام آخر، فقد اللاعب مكانه في التشكيلة الأساسية لإيبار، ولذا عاد إلى برينتفورد وتألق وأحرز 12 هدفا خلال 21 مباراة. وينتهي عقد اللاعب بنهاية الموسم القادم، ولذا سيكون متاحا بسعر متواضع نسبيا قد يصل، حسب تقارير صحافية، إلى 8 مليون جنيه إسترليني، وهو بالطبع مبلغ في متناول جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.
إزري كونسا: تشارلتون
تعد أكاديمية الناشئين أحد الإيجابيات القليلة في نادي تشارلتون على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث نجحت في تصعيد عدد من اللاعبين الرائعين مثل جو جوميز وأديمولا لوكمان. وكان إزري كونسا هو أحدث المواهب الشابة التي خرجت من هذه الأكاديمية.
وكان كونسا، الذي يلعب في مركز قلب الدفاع ويتميز بالطول الفارع والقدرة الكبيرة على التحكم في الكرة، أحد عناصر المنتخب الإنجليزي الفائز بكأس العالم للشباب تحت 20 عاما (رغم أنه لم يشارك سوى في مباراة واحدة أمام كوريا الجنوبية). وتشير تقارير إلى أنه بالفعل أصبح محط أنظار الكثير من أكبر وأغنى الأندية التي تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقال سيمون كلارك، مدير فني سابق بأكاديمية تشارلتون والذي عمل مع كونسا ولوكمان: «كان العمل صعبا مع إزري عندما جئت للنادي للمرة الأولى. لا أقصد أنه كان سيئا في التعامل، لكنه كان دائما ما يطرح الأسئلة ويدخل في تحد مع الآخرين، وهو ما كان شيئا عظيما لأنني كنت أعرف الإجابة على ما يطرحه من أسئلة».
ليام مور: ريدينغ
عندما انضم ليام مور لنادي ليستر سيتي للمرة الأولى، ظهر وكأنه نجم كبير لن يبقى كثيرا بين صفوف النادي الذي كان يلعب في دوري الدرجة الأولى آنذاك. يمتلك مور سرعة كبيرة وقدرة على اللعب في الناحية اليمنى وفي قلب الدفاع، وظهر كلاعب يملك جميع المقومات التي تؤهله لكي يكون لاعبا كبيرا.
لكن سرعان ما انخفض مستواه وفقد مكانه في التشكيلة الأساسية لليستر سيتي، ولم يقدم بعد ذلك قدراته المعروفة عندما انتقل على سبيل الإعارة إلى برينتفورد ثم إلى بريستول سيتي. ودخل ريدينغ في مغامرة كبيرة عندما تعاقد مع اللاعب الصيف الماضي، لكن مور كان أحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة الفريق الذي وصل لملحق الصعود للدوري الإنجليزي تحت قيادة ياب ستام، الذي يبدو أنه قادر على إعادة الحياة لمور مرة أخرى، وهو ما جعله مرشحا للانضمام لأحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.
سام هوتشينسون: شيفيلد وينزداي
لا يوجد في الوقت الحالي الكثير من لاعبي خط الوسط المدافعين الأقوياء في الدوري الإنجليزي الممتاز والقادرين على إفساد هجمات الفرق المنافسة والحد من خطورة صانعي اللعب. ويعد سام هوتشينسون أحد هؤلاء اللاعبين بالفعل، فهو لاعب خط وسط قوي وأحد الركائز الأساسية التي ساعدت شيفيلد وينزداي على الوصول لملحق الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز. وكان هوتشينسون قد اعتزل كرة القدم وهو في الحادية عشرة من عمره عندما تعرض لإصابة قوية في الركبة عندما كان يلعب في تشيلسي، لكنه عاد للعب مرة أخرى في شيفيلد وينزداي.
ربما ستفكر الأندية الأخرى كثيرا قبل التعاقد معه عندما تعرف أنه حصل على 10 بطاقات صفراء وتعرض للطرد مرتين الموسم الماضي، فضلا عن بعض المشاكل التي يعاني منها فيما يتعلق بالناحية البدنية، بعيدا عن إصابة الركبة القديمة. وكان هوتشينسون قد صرح لصحيفة الغارديان خلال العام الجاري بأنه لا يريد أن يرحل عن شيفلد وينزداي، بغض النظر عن تلقيه عروضا من أندية بالدوري الإنجليزي الممتاز أم لا.