جدل في أميركا بسبب منح لجمعيات تحارب الإرهاب

جدل في أميركا بسبب منح لجمعيات تحارب الإرهاب
TT

جدل في أميركا بسبب منح لجمعيات تحارب الإرهاب

جدل في أميركا بسبب منح لجمعيات تحارب الإرهاب

انتقدت منظمات إسلامية أميركية، من بينها مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، سياسة جديدة في عهد الرئيس دونالد ترمب لتوثيق علاقات منظمات إسلامية مع الشرطة الأميركية بهدف محاربة الإرهاب والتطرف. وقالت إن السياسة الجديدة تستغل المنظمات الإسلامية لتنفيذ سياسات حكومية، تثير الجدل وتؤثر على حياد هذه المنظمات الإسلامية، وتشوه سمعتها، وتجعل كثيراً من المسلمين يبتعدون عنها بسبب تعاونها مع الشرطة.
وحسب سياسة كان يسير عليها الرئيس السابق باراك أوباما بتقديم منح محلية لجمعيات إسلامية لزيادة التسامح، حول الرئيس ترمب جزءاً كبيراً من هذه المنح إلى رجال الشرطة، وإلى جمعيات إسلامية تتعاون معها، وركز على محاربة المتطرفين.
وقالت لوسى مارتينيز، المتحدثة باسم وزارة الأمن التي تقدم كل عام أكثر 10 ملايين دولار تقريباً إلى جمعيات محلية، أول من أمس، إن الوزارة غيرت سياستها بناء على أوامر من الرئيس ترمب. وأضافت أن المنح ستركز على «رجال تنفيذ القانون، وشركائهم، وأصحاب الخبرات في مكافحة الإرهاب».
وأضافت، كما قالت وكالة «رويترز»: «من الآن، سنركز على مقدمي طلبات المنح الذين يتفقون معنا في هذه الأولويات».
لكن، انتقدت السياسة الجديدة منظمات وجمعيات مدنية، إسلامية وغير إسلامية، تركز على نشاطات اجتماعية بهدف نشر التسامح.
من بين هذه، مجلس الشؤون العامة للمسلمين الذي قال إن وزارة الأمن ألغت منحة تساوي نصف مليون دولار كانت تقدمها إلى المجلس كل عام، وإن خطاباً من الوزارة إلى المجلس أشار إلى «تركيزنا على العمل مع وكالات تنفيذ القانون، والمتعاونين معها، بهدف محاربة التطرف».
وحسب تلفزيون «إي بي سي»، تركز كثير من هذه الجمعيات التي تتعاون مع الشرطة على «التواصل مع الذين يميلون نحو الآيديولوجيات المتطرفة لمنعهم من الانضمام إلى المنظمات المتطرفة، مثل القاعدة وداعش».
ويوم الجمعة، قال الجنرال المتقاعد جون كيلي، وزير الأمن في بيان: «نشاهد زيادة كبيرة في النشاطات الإرهابية حول العالم. وها هو وطننا صار مسرحاً لمثل هذه النشاطات. لهذا، نركز على منع تجنيد المواطنين الأميركيين للاشتراك في هذه النشاطات».
وحسب تلفزيون «إي بي سي»، صرفت وزارة الأمن في العام الماضي، تحت إدارة الرئيس السابق, أوباما 10 ملايين دولار على برنامج «مواجهة العنف المتطرف» (سي في آي). وذهبت أكثر المنح إلى جمعيات لا يربطها تعاون محدد مع الشرطة. لكن، حسب السياسة الجديدة، ستذهب أكثر المنح إلى رجال الأمن، وإلى الجمعيات التي تتعاون معهم.
وأضاف التلفزيون، مثلاً، بأن منحة جديدة ستذهب إلى شرطة في ولاية منيسوتا، حيث توجد جالية صومالية كبيرة، وإلى منظمة مدنية صومالية تتعاون مع الشرطة هناك. ويعني هذا أن المنظمات التي لا تتعاون مع الشرطة سيقل حظها في هذه المنح.
وفي العام الماضي، قاد مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، أكبر منظمات اللوبي الإسلامي في الولايات المتحدة، حملة ضد برنامج «سي في آي»، وقال إنه يركز على استغلال جمعيات إسلامية للتعاون مع الشرطة.
وأضاف، في بيان: «يركز برنامج مواجهة العنف المتطرف على الإجراءات الأمنية. ويعتمد على أحداث وتطورات خبرية، لا على خطة بعيدة المدى. ويستهدف المسلمين. ولا يشمل مواجهة منظمات غير إسلامية تنشر الفزع والإرهاب. ويجعل الحكومة تستغل الدين لتنفيذ سياساتها».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».