محمد بن سلمان يوجه بتقديم 66.7 مليون دولار لمكافحة الكوليرا في اليمن

منظمة الصحة العالمية أعربت عن شكرها وتقديرها لولي العهد السعودي

محمد بن سلمان يوجه بتقديم 66.7 مليون دولار لمكافحة الكوليرا في اليمن
TT

محمد بن سلمان يوجه بتقديم 66.7 مليون دولار لمكافحة الكوليرا في اليمن

محمد بن سلمان يوجه بتقديم 66.7 مليون دولار لمكافحة الكوليرا في اليمن

وجه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتقديم 66.7 مليون دولار استجابة لنداء منظمة الصحة العالمية ونداء منظمة اليونيسيف لمكافحة وباء الكوليرا ودعم المياه والإصحاح البيئي في اليمن للتخلص من مسببات وباء الكوليرا وفق الآليات المعمول بها في المركز.
وثمنت الحكومة اليمنية الدعم السعودي، وقال رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد بن دغر «إننا ونحن نتقدم بالشكر الجزيل للأوامر التي أصدرها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (...) فإننا نثمن جميع الجهود التي تقوم بها قيادة المملكة إزاء أشقائها في اليمن، وفي المقدمة الهبة الأخوية العروبية لنجدة الشعب اليمني من كارثة الانقلاب التي حلت به جراء التحالف الشيطاني للحوثي وصالح، بدعم جمهورية الشر الإيرانية، وأذنابها في اليمن والمنطقة عموما».
وعبرت منظمة الصحة العالمية عن شكرها وتقديرها للأمير محمد بن سلمان على توجيهه بالاستجابة لنداء منظمة الصحة العالمية ونداء منظمة اليونيسيف لمكافحة وباء الكوليرا في اليمن.
من ناحيته، دعا الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على المركز، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للوقوف بحزم أمام كل من يعيق العمل الإنساني في اليمن، كما طالب المنظمات المعنية بسرعة تنفيذ برامجها لإنقاذ الشعب اليمني.
وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث الرسمي باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لـ«الشرق الأوسط»: «منذ توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عمل المركز للوقوف مع الشعب اليمني والعمل على احتواء ومعالجة المرض، وبناء عليه وقعت اتفاقية بمبلغ 8.2 مليون دولار مع منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى إرسال 550 طنا من المحاليل والأدوية تكفي لقرابة 50 ألف شخص، التي وصلت إلى عدن ومستودعات منظمة الصحة العالمية ووزعت على جميع المناطق اليمنية»، مضيفا أن توجيه ولي العهد جاء بناء على تقييم مركز الملك سلمان، للاحتياج الحالي في اليمن وتقييم المركز للمشروعات التي ينفذها مع شركائه في منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة اليمنية وبقية المؤسسات، لمكافحة الوباء ومحاولة تغطية الاحتياج لتمويل المشروعات التي تستهدف الوباء.
وعن المناطق الأكثر تضررا، قال الجطيلي، إن المناطق الأكثر احتياجا بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة اليمنية، التي ينتشر فيها الوباء هي التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثيين وفي مقدمتها «صنعاء، والحديدة، وصعدة، وإب» وهي الأكثر تعرضا لمرض الكوليرا بحسب التقارير الأسبوعية التي تصل إلى مركز الملك سلمان، وذلك بسبب سوء الإدارة وانهيار منظومة الرعاية الصحية لعدم اهتمام الانقلابيين بهذا الجانب، لافتا إلى أن مركز سلمان، يعمل على 5 محاور رئيسية تتمثل في دعم التشخيص الصحيح للمرض، ودعم احتياجات محور العلاج سواء كانت محاليل وغيرها من المستلزمات الطبية، ودعم برامج السيطرة والوقاية
وتقوم السعودية بدور محوري، في دعم الأشقاء وإعادة الأمل في اليمن، إذ بلغ عدد المشروعات التي نفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في اليمن وفقا لإحصائيات المركز، قرابة 130 مشروعا، بتكلفة إجمالية تجاوزت 600 مليون دولار، منها 59 مشروعا في الصحة والتغذية والمياه والإصحاح البيئي بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 228 مليون دولار، استفاد منها أكثر من 38 مدنيا في اليمن، فيما بلغت تكلفت مشروعات الأمن الغذائي والإيواء وإدارة تنسيق المخيمات أكثر من 238 مليون دولار، استفاد منها نحو 19 مليون مواطن يمني، إضافة إلى مشروعات أخرى في التعليم والاتصال في حالات الطوارئ تجاوزت 26 مشروعا بقيمة إجمالية 135 مليون دولار استفاد منه نحو 4.5 مليون شخص في كثير من المدن اليمنية.
ويرتكز مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، على جملة من العناصر ليكون نموذجا عالميا رائدا في المساعدات الإنسانية، في مقدمتها الاستمرار في نهج السعودية لمد يد العون للمحتاجين في العالم، مع تقديم المساعدات بعيدا عن أي دوافع غير إنسانية، إضافة إلى التنسيق والتشاور مع المنظمات والهيئات العالمية الموثوقة، مع تطبيق جميع المعاير الدولية المتبعة في البرنامج الإغاثي، التي تعتمد على توحيد الجهود مع الجهات المعنية في الإغاثة داخل المملكة، فيما يمتلك المركز احترافية وكفاءة لدى العاملين في المراكز والمتطوعين، الذي يسهل ضمان وصول المساعدات لمستحقيها، مع أهمية ألا تستغل هذه المساعدات التي تتمتع بجودة عالمية موثوقة لأغراض أخرى.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.