برينس بواتينغ: تجربتي في إنجلترا فاشلة... ومانديلا عرض علي الزواج من ابنته

لاعب لاس بالماس الإسباني الحالي وتوتنهام وبورتسموث السابق أصبح رائداً في مكافحة العنصرية بكلمته المؤثرة في الأمم المتحدة

TT

برينس بواتينغ: تجربتي في إنجلترا فاشلة... ومانديلا عرض علي الزواج من ابنته

في مقابلة استمرت أكثر من ساعة، تحدث النجم الغاني كيفن برينس بواتينغ عن الأندية الثمانية التي لعب لها في أربعة بلدان مختلفة، ومواجهة شقيقه في نهائيات كأس العالم، ولقائه بالزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، الذي عرض عليه الزواج من ابنته.
كما تطرق الحديث لأشياء لا يراها الناس مثل شعور بواتينغ بالوحدة، وأشياء أخرى ظاهرة للعيان مثل موهبته الكبيرة وشخصيته ومواجهاته من الآخرين وقناعاته وسعيه الدائم للتشبث بالموقف الذي يرى أنه صائب.
في شهر مارس (آذار) 2013، لبي النجم الغاني دعوة من الأمم المتحدة للحديث عن مكافحة العنصرية، ووقف في جنيف في ذلك اليوم تبدو عليه علامات الذكاء والقدرة على الحديث بأكثر من لغة، للدرجة التي جعلت شقيقه يصفه بأنه مثل «الحرباء» لقدرته الكبيرة على التكيف مع أي بيئة.
يقول بواتينغ إنه استعد لهذا الحدث على مدى «ما يقرب من 24 ساعة يوميا لمدة خمسة أيام متواصلة»، لكنه كان لا يزال يشعر بالرهبة من إلقاء كلمة إلى جانب نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.
يقول النجم الغاني المولود في ألمانيا: «ركلتني بيلاي في ساقي من تحت الطاولة وقالت: لا تقلق، ستكون على ما يرام. لكني لم أكن كذلك، بعدما رأيت 60 كاميرا وأضواء حمراء وتسجيلات، يا إلهي. تعثرت قليلا في البداية، ثم بدأت الحديث بكل طلاقة. وعندما انتهيت، وقف الجميع يصفقون بحرارة، وقالوا إنهم لم يروا شخصا يتحدث بهذه الطريقة من قبل».
وأضاف نجم ميلان الإيطالي السابق: «لقد كانت لحظة عاطفية للغاية، لكني لا أستطيع أن أصف كم كانت جميلة. من الناحية الشخصية، كان شيئا لا يصدق أن تتاح لي الفرصة للحديث عما أشعر به وما رأيته وما واجهته في حياتي. لكني كنت هناك للحديث عن شيء سلبي للغاية (الحديث عن العنصرية)، لذا كنت أشعر بأنني ممزق من الداخل، فقد كان من الصعب أن أذهب هناك وأتحدث عن ذلك».
لم تكن هناك أية إرشادات أو تعليمات بشأن الحديث في هذا الحدث الهام، لكن بواتينغ، المولود لأب غاني وأم ألمانية، كان قد حصل على دعوة من الأمم المتحدة للحديث عن العنصرية بعدما انسحب من مباراة ودية لفريقه ميلان الإيطالي أمام وبرو باتريا في يناير (كانون الثاني) 2013 عندما تعرض هو وأوروبي إيمانويلسون ومباي نيانغ وسولي مونتاري لهتافات عنصرية. وكانت الرسالة التي وجهها بواتينغ بانسحابه من المباراة قوية للغاية. ربما لا تكون مقصودة، لكنه بدأ خطوة هامة في مكافحة العنصرية.
يقول بواتينغ: «كان رد فعل تلقائياً. ولو فكرت في الأمر، ربما لن أفعله مرة ثانية. ربما كان يتعين علي أن أتحدث مع حكم اللقاء أو أن أذهب للمعلق الداخلي للمباراة لكي يقول شيئا للجمهور. الانسحاب من المباريات لا يكون رد الفعل الأفضل دائما، لأننا يجب أن نتحمل المسؤولية، لكنني لم أكن قادرا على التحمل أكثر من ذلك ولم أكن قادرا على السيطرة على مشاعري، وقلت لنفسي: لماذا لا يزال يتعين علينا أن نتحمل ذلك؟».
وللأسف، وبعد مرور أربع سنوات على هذه الواقعة، لا تزال ملاعب كرة القدم تعاني من العنصرية، فخلال هذا الموسم تعرض اللاعب الإيطالي ماريو بالوتيللي لهتافات عنصرية في فرنسا. يقول بواتينغ: «الحديث في الأمم المتحدة يعني أن كلماتك ستصل إلى جميع أنحاء العالم، لكن هذا يحدث ليوم واحد فقط، وينسى الجميع الأمر في اليوم التالي».
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن حل فريق العمل التابع له والذي كان يعمل على مكافحة العنصرية، مشيرا إلى أن المهمة قد أنجزت. وقال بواتينغ، الذي كان أول سفير لفريق عمل الفيفا لمكافحة العنصرية: «بالنسبة لهم، قد تكون المهمة قد أنجزت، لكن مثل هذه المهمة لم تنجز بعد في حقيقة الأمر، فقد رأينا تعرض بالوتيللي لهتافات عنصرية في باستيا. إنه صديق عزيز ووصف ما حدث له بأنه أمر لا يصدق، ولا يعرف ما يتعين عليه القيام به، وقال: ما الذي يمكنني أن أفعله؟ هل أضع شيئا على إنستغرام أو «تويتر»؟ في الحقيقة، لا يمكنه أن يكافح العنصرية بمفرده».
وأضاف: «يتعين علينا أن نكافح العنصرية بشكل أقوى ولا نقول إن المهمة قد انتهت. كان جوزيف بلاتر والاتحاد الدولي لكرة القدم يسعيان لإحداث تغيير في هذا الصدد، كما شارك في ذلك شخصيات مثل جوسيب غوارديولا وريو فيرديناند ورونالدو، ووقفوا جميعا إلى جانبي».
وقال اللاعب الغاني: «لقد أنجزنا ما كنا نريد أن ننجزه، لكننا بالطبع لم نكافح العنصرية بالشكل الذي كنت أتصوره. كان لدينا الكثير من الأفكار لكنها لم تغير شيئا. الاكتفاء بمجرد الظهور في إعلان والقول بأننا نكافح العنصرية لا يقضي عليها. هذا شيء جيد، لكن حتى هذه الإعلانات لا نراها إلا في دوري أبطال أوروبا».
وأضاف مبتسما: «والآن، استبعدوني من هذا الإعلان، ربما لأنني ألعب الآن في لاس بالماس ولا أشارك في دوري أبطال أوروبا، لكن هذه رسالة ضد العنصرية، وليس لها علاقة بدوري أبطال أوروبا. بالطبع هناك لاعبون كبار مثل إبراهيموفيتش ونيمار وميسي ورونالدو يتم الاعتماد عليهم بسبب المتابعة الجماهيرية الأكبر لمثل هؤلاء النجوم، لكن ما علاقتهم بالعنصرية؟ إنه أمر مثير للضحك أن يتم استبعاد اللاعب الوحيد الذي وقف في الأمم المتحدة لكي يتحدث عن كيفية مناهضة العنصرية!».
«إذا لم تمت.. سأموت أنا»
نشأ بواتينغ في حي «ويدينغ» الذي تسيطر عليه أعمال العنف ويعاني من ارتفاع معدلات البطالة وارتفاع الهجرة. يقول بواتينغ: «كان الناس يتعرضون لإطلاق النار والشرطة لا تأتي لترى ما حدث». ويتذكر شارع كولونيستراس المجاور للشارع الذي كان يعيش به قائلا إنه كان من بين «أكثر عشرة شوارع خطورة»، وكانت القاعدة السائدة به هي «إذا لم تمت، سأموت أنا». لقد ساهم هذا المكان بالتأكيد في تكوين شخصية بواتينغ، الذي يقول: «لم يكن لدينا الكثير من المال، لكن هذه كانت حياتي. لم أر آنذاك حياة أفضل، لذا كانت جيدة - والأشياء التي تتعلمها وتراها في الشارع هي التي تكون شخصيتك». وأشار بواتينغ إلى أن «عقله» وموهبته الكروية وقدرته على السيطرة على مشاعر الغضب هي التي ساعدته على الخروج من هذا المكان. انضم بواتينغ إلى نادي هيرتا برلين وهو في السابعة من عمره، قبل أن ينتقل إلى توتنهام هوتسبر الإنجليزي عام 2007 مقابل 5.4 مليون جنيه إسترليني في خطوة يرى أنها «الأكبر» لكنها كانت خاطئة.
لم يكن بواتينغ مستعدا للعيش في لندن وكان من الممكن أن تنتهي مسيرته الكروية خلال تلك الفترة. وفي صباح أحد الأيام، استيقظ من النوم ووقف أمام المرآة وقال: «أنا أبدو كبيرا في السن»، رغم أنه كان في العشرين من عمره. وأضاف: «كل ليلة أكون بالخارج حتى السادسة صباحا، ووصل وزني لنحو 95 كيلوغراما بسبب تناول الكحوليات والمأكولات غير الصحية. لا يمكن أن أكون أنا هذا الرجل، ولا أريد أن أكون كذلك، فأنا لدي شيء بداخلي أسعه لتحقيقه وأنا لاعب كرة قدم.»
وأضاف: «اتصلت باثنين من أصدقائي المقربين وقمنا سويا بتنظيف الثلاجة والمنزل، وقلت لنفسي في ذلك اليوم: توقف عن ذلك. وبالفعل توقفت عن تناول الكحوليات والخروج من المنزل وبدأت أعد الطعام في المنزل وبشكل صحي».
وتابع: «أخبرني المدير الفني لتوتنهام مارتن يول بأنه لا يريدني بعد شهر، وقلت: حسنا أنت لا تريدني، إذن سوف أستمتع بحياتي. إنني أدرك الآن كم كنت مخطئا وكم كانت تجربة سيئة، فقد كنت أذهب للحانات ستة أيام في الأسبوع وأتناول الكحوليات معظم فترات العام. لكنني كنت في العشرين من عمري ولم أكن أعرف أن الأمور ستصل إلى هذا السوء. كنت أحصل على الأموال وأقول: حسنا، سوف أستمتع في مكان آخر، لكنهم لم يكونوا أصدقاء حقيقيين».
وقال بواتينغ: «لقد تركت منزلي وعائلتي وجميع أصدقائي، حتى زوجتي السابقة تركتني وأصبحت أعيش وحيدا. كان لدي أصدقاء، لكنهم لم يكونوا أصدقاء حقيقيين يقولون لي: ما الذي تفعله؟ اذهب إلى النادي وتدرب جيدا! وهذا هو ما كنت أحتاجه بشدة آنذاك، كنت أحتاج إلى شخص أتحدث إليه».
وقد اعترف المدير الرياضي السابق بنادي توتنهام هوتسبر، داميان كومولي، بأن بواتينغ هو اللاعب الذي ندم على التعاقد معه، معترفاً بأنه لم يستطع تقويم اللاعب الذي لم يكن مستعدا للتغيير، وقال: «ربما كان فشلنا في ذلك أكبر من فشله هو شخصيا».
يقول بواتينغ: «كنت أنفق أموالا طائلة على الحانات والملابس والسيارات. كان لدي ثلاث سيارات مختلفة، وكنت أحاول أن أشتري السعادة. كنت أقول لنفسي: أنا لا أستطيع لعب كرة القدم، إذن سأشتري سيارة لامبورغيني. كنت أشعر بالسعادة لمدة أسبوع، لكن بعد ذلك لا أستخدم هذه السيارة. ما زال لدي حتى الآن صورة وأنا أقف إلى جانب ثلاث سيارات في منزل كبير مثل نجم الراب الشهير 50 سنت. أنظر إلى هذه الصورة في بعض الأوقات وأقول لنفسي: كم كنت غبيا! لكن ذلك هو ما ساعدني في الوصول إلى ما أنا عليه الآن، فقد تعلمت كثيرا مما حدث ونضجت».
«كلوب أفضل مدير فني»
في يناير 2009، انتقل بواتينغ إلى بروسيا دورتموند الألماني على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر. وكان المدير الفني لبروسيا دورتموند آنذاك هو يورغن كلوب. يقول بواتينغ: «وافقت على الانتقال على الفور، فهو أفضل مدير فني في العالم ويعرف جيدا متى يدفع باللاعب في المباريات ومتى يريحه. إنه يملك كل شيء، ولو سألت اللاعبين عنه سيقولون إنه الأفضل. إنني أعشقه».
وأضاف: «إنه يعرف تماما ما يريده كل لاعب ويمنحه الوقت المناسب. كان هناك لاعبون في دورتموند شاركوا لمدة خمس دقائق خلال ستة أشهر كاملة لكنهم كانوا سعداء: سعداء في التدريب وسعداء بالعمل الذي يقومون به، لأنه يجعلك تشعر بأنك ذو قيمة، ليس بالضرورة لاعبا مهما - لأنه ربما لا يكون في حاجة إليك - لكنه يجعلك شخصا ذي قيمة. وهذا هو السبب الذي يجعله ينجح في أي مكان يعمل به».
وتابع: «لو بقيت في بروسيا دورتموند مع كلوب، كنت سألعب في نهائي دوري أبطال أوروبا وأحصل على لقبي الدوري والكأس في ألمانيا. ومع ذلك، لدي مسيرة كروية يحلم بها كثير من اللاعبين. أنا سعيد، لكني أعرف أنه كان بإمكاني أن أصبح أفضل كثيرا لو كنت ركزت بصورة أكبر وعملت بجد أكبر. أنا سعيد لأنني التقيت بكلوب وعملت معه، حتى لو لمدة ستة أشهر فقط».
كان دورتموند يرغب في الإبقاء على بواتينغ، لكنه لم يقدم العرض المالي الذي يريده توتنهام وهو 4.5 مليون جنيه إسترليني. ثم انتقل بواتينغ إلى نادي بورتسموث في خطوة يرى أنها كانت ضرورية رغم أنها كانت لناد أقل، ويقول: «لم أكن ألعب كثيرا على مدى ثلاث سنوات تقريبا، وكان كل ما أريده هو ممارسة كرة القدم. قالوا إن استاد بورتسموث صغيرا وإن أرضية الملعب سيئة وإن النادي لا يملك أموالا وإن شروط العقد لا تبدو جيدة، لكني لم أكن أهتم بكل ذلك. قلت: حسنا، سوف أوقع على العقد، فاعطوني الكرة فقط ودعوني ألعب. كان نادي بورتسموث صغيرا لكنني خضت هناك تجربة حقيقية ومثيرة وجميلة، وكنت أعشق اللعب هناك».
وفي أخر موسم له في إنجلترا، هبط بورتسموث إلى دوري الدرجة الأولى، كما خسر المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي أمام تشيلسي، لكن بواتينغ لعب وأحرز هدفا في مباراة نصف النهائي في مرمى توتنهام هوتسبر على ملعب ويمبلي الشهير. يقول بواتينغ عن هذا الهدف: «لقد أظهر لهم أنه رغم أنني ارتكبت أخطاء، فقد ارتكبوا أخطاء هم أيضاً».
يقول بواتينغ: «لعبت بصورة جيدة في بورتسموث، لذا كان يمكنني أن أبقى مع النادي». انضم بواتينغ لمنتخب غانا في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ولعب أمام شقيقه جيروم الذي كان يلعب بقميص منتخب ألمانيا. قاد بواتينغ منتخب غانا للوصول إلى الدور ربع النهائي لكأس العالم، وهو ما رفع من أسهمه وأصبح محط أنظار الكثير من الأندية. وحتى الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا كان يريده هو الآخر.
يقول بواتينغ: «كان هناك ثلاثة أشخاص أسعى دائما لمقابلتهم: مايكل جاكسون ومحمد علي كلاي ونيلسون مانديلا. لكنني لم أقابل منهم سوى شخص واحد فقط، ومن الصعب للغاية أن أصف مشاعري لمقابلة مانديلا، الذي قضى 27 عاما في السجن فقط لأنه دافع عن حقوقه، وكان يقف هناك وليس بداخله أي إحساس بالغضب. أي شخص آخر كان سيشعر بالغضب من العالم بأسره، لكنه لم يفعل ذلك، فقد كان هادئ الطباع ويجلس على كرسي صغير ويرحب بالجميع. كان يجعلك تشعر بالراحة وكان نجما ساطعا مثل نجوم السينما. كان يبدو وكأنه ملاك يجلس على مقعد».
وأضاف: «لم أكن أعلم ما سأقوله له، ولحسن الحظ فقد بادر هو بالحديث. كنا نلعب في كأس العالم، وكان الناس يطلقون علي لقب «ديفيد بيكام الأسود»، وكانوا يعاملونني كنجم كبير. دخلنا إلى الغرفة، وصافحني مانديلا وجذبني تجاهه وقال: ابنتي تريد أن تتزوجك. وقلت له: أنا أسف لدى صديقة بالفعل. لكنه رد قائلا: لكن لدي أنا صديقات أكثر جمالا. وضحك الجميع من سماع ذلك الحديث بيننا. لكن الشيء السيء هو أننا لم نلتقط صورا، لأن أضواء الكاميرا كانت تؤذي عينيه، لذا لم نلتقط إلا صورة واحدة».
«كلهم كانوا هناك»
بعد انتهاء كأس العالم مباشرة، كان بواتينغ في عطلة عندما اتصل به وكيل أعماله. كان بواتينغ يعتقد أن وكيل أعماله سيخبره بإنهاء الاتفاق مع نادي جنوا الإيطالي، لكنه سأله عن رأيه في الانضمام لنادي ميلان. يقول بواتينغ: «قلت له، هل تمزح أم تتحدث بشكل جاد؟ بالطبع أود ذلك. وفي صباح اليوم التالي، اتصل بي وكيل أعمالي في الثامنة صباحا وكنت لا أزال أشعر بالتعب. قال لي: «قابلني في السيارة فلدينا اجتماع مع مسؤولي نادي ميلان، هل تدربت؟ وكذبت عليه وقلت: نعم، بالطبع، رغم أنني كنت بعيدا عن التدريبات وكنت أستمتع بعطلتي. وقال وكيل أعمالي: حسنا، لأنني أخبرتهم بأنك تتدرب كالحيوان!»
وأضاف: «كان الفريق يضم كوكبة من النجوم، فقد وقعت في اليوم التالي لتوقيع النادي مع كل من إبراهيموفيتش وروبينيو. وكان النادي لديه بالفعل سيدورف وبيرلو وأمبروزيني وغاتوزو ورونالدينيو وتياغو سيلفا ويانكولوفسكي، وغيرهم. في أول يوم لي بالنادي، ذهبت مبكرا لإجراء الكشف الطبي ورأيت كل هذه الأسماء. كنت أشعر بأنني في حلم أو مزحة كبيرة. اتصلت بشقيقي الأكبر وأخبرته بأنني أجلس إلى جوار بيرلو، وطلب مني أن ألتقط صورة معه. أخبرت شقيقي بأنني حصلت على الدولاب السابق لديفيد بيكام في غرفة خلع الملابس، لكنه لم يصدقني، وقلت له: حسنا، سوف أرسل لك صورة». يقول بواتينغ إن النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش كان أكثر شخص يحظى باحترام داخل النادي، ويضيف: «قد تعتقدون أنه مغرور أو متغطرس أو غير لطيف، لكنه عكس ذلك تماما، فهو لا يتوقف عن الضحك وإلقاء النكات طوال الوقت. إنه جاد ومحترف للغاية داخل الملعب، لكنه أكثر شخص ممتع خارج الملعب».
ويتحدث بواتينغ عن النجم البرازيلي رونالدينيو قائلا: «إنه كما يبدو تماما، يضحك دائما ويبتسم دائما، ولا يتعامل مع الأمور بجدية مطلقا. إنه سعيد دائما. إذا فاز الفريق يكون سعيدا، وإذا خسر يكون سعيدا، وإذا سجل ثلاثة أهداف يكون سعيدا، فكل ما يريده هو أن تصل الكرة إليه، وهذا هو السبب الذي جعله أفضل لاعب في العالم، لأنه لا يلعب وعلى كاهله أية ضغوط».
لم يكن فوز ميلان بالدوري الإيطالي مفاجئا بالنسبة لبواتينغ، لكن الشيء المفاجئ وهو أن يكون ضمن التشكيلة الأساسية للفريق الذي يحصل على اللقب. يقول النجم الغاني: «كان الفريق يضم نجما في كل مركز من مراكز الملعب، لكن الشيء المثير حقا هو أنني كنت أشارك بصفة أساسية».
وأضاف: «بدأت الموسم على مقاعد البدلاء، لكنني قاتلت من أجل حجز مكان في التشكيلة الأساسية للفريق، خصوصاً وأن جميع اللاعبين يملكون موهبة كبيرة ويلتزمون بالتعليمات الفنية للمدير الفني. ربما كان اللاعب الأقل مهارة في الفريق هو غاتوزو، لكنه كان يركض لمدة 120 دقيقة وكأنه مريض نفسي. كان يتعين علي أن أقدم شيئا جديدا للفريق، لذا كنت ألعب بروح وفدائية وقتال وكنت أشترك بكل قوة على كل كرة للدرجة التي جعلتهم يقولون إنني غاتوزو الجديد وبأنني مصارع ميلان الجديد».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».