مواجهة مصيرية لروسيا أمام المكسيك وطريق البرتغال ممهد نحو نصف النهائي

صراع ثلاثي في المجموعة الأولى... والمكسيك وألمانيا الأقرب في الثانية للتأهل إلى المربع الذهبي لكأس القارات

TT

مواجهة مصيرية لروسيا أمام المكسيك وطريق البرتغال ممهد نحو نصف النهائي

تدور معركة كروية في كازان بين روسيا المضيفة والمكسيك على بطاقة التأهل إلى نصف نهائي كأس القارات 2017 لكرة القدم، في حين تبدو طريق البرتغال معبدة إلى المربع الذهبي عندما تواجه نيوزيلندا الضعيفة.
وتحتاج المكسيك بطلة كونكاكاف (4 نقاط) لنقطة التعادل كي تتأهل، وذلك بعد تعادلها مع البرتغال 2 - 2 ثم فوزها على نيوزيلندا، في حين لا بديل عن الفوز لروسيا (3 نقاط)، نظرا لاستبعاد خسارة البرتغال (4 نقاط) أمام نيوزيلندا الأخيرة والتي فقدت أملها بالتأهل بعد خسارتين في المجموعة الأولى.
وتبدو الدولة المضيفة في حاجة ماسة إلى الفوز، بعد مشوار مخيب في كأس أوروبا 2016 (خرجت من الدور الأول)، وذلك قبل سنة من استضافتها مونديال 2018.
وتعاني روسيا، المصنفة 63 عالميا، مشكلات في النجاعة هجومية، برغم تواجد فيودور سمولوف، صاحب الهدف الثاني في مرمى نيوزيلندا، ودنيس غلوشاكوف والكسندر صاميدوف.
وقال المدافع الروسي فيودور كودرياشوف الذي فشل بمراقبة رونالدو أثناء تسجيله هدف الفوز للبرتغال: «سيرسم المدربون خطة المباراة ضد المكسيك. يجب أن نقوم بتحليل أدائنا ونصحح أخطاءنا».
وتوقع مدرب روسيا وحارسها السابق ستانيسلاف تشيرتشيوف مباراة «شبيهة بالنهائي» في مواجهة بين منتخبين تعادلا سلبا في افتتاح كأس العالم 1970 إبان الفترة السوفياتية.
وستكون أول مواجهة بينهما منذ 1994 عندما فازت روسيا 4 - 1 وديا.
ويتطلع تشيرتشيسوف مدرب روسيا إلى إعادة فريقه لسكة الانتصارات، وأشار إلى أنه سيقوم بإجراء تغييرات على تشكيلة الفريق في المباراة أمام المكسيك.
وألغى تشيرتشيسوف المران الذي كان مقررا أول من أمس لمنح اللاعبين مزيدا من الراحة، وقال: «يجب أن نولي اهتماما كبيرا بالحالة البدنية للاعبينا».
من جهته، طالب سيرجي أنوخين، نائب رئيس الاتحاد الروسي لكرة القدم، بضرورة تغيير منتخب بلاده لاستراتيجيته في المباراة أمام المكسيك، وقال: «أعتقد أن الجهاز الفني سيتخذ القرارات المناسبة، لأن المنتخب المكسيكي سيلعب بطريقة مختلفة تماما عن نظيره البرتغالي».
في المقابل، انتزعت المكسيك تعادلا بشق النفس من البرتغال بعد تخلفها مرتين في المباراة، ثم قلبت تأخرها أمام نيوزيلندا إلى فوز 2 - 1 في الشوط الثاني.
ويريد فريق المدرب الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو محو هزيمته المذلة أمام تشيلي صفر - 7 في ربع نهائي كوبا أميركا 2016.
وأجرى أوسوريو 8 تغييرات على تشكيلة المباراة الأولى، وغير خطته من 4 - 3 - 3 إلى 3 - 2 - 2 - 3.
وبرر تغييراته قائلا: «كانت الفكرة إدخال بعض اللاعبين النشطين جسديا، ونجحنا في النهاية في تحقيق الفوز».
من جهته، قال راؤول خيمينز، صاحب هدف التعادل الجميل في مرمى نيوزيلندا: «يجب أن نلعب بقوة أكثر من البداية. نعرف أن التعادل سيؤهلنا لكننا سنلعب من أجل الفوز. ستكون مباراة صعبة». وتعول المكسيك كثيرا على هذه البطولة ويقول مدربها: «من دون التقليل من احترام منتخبات كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)، إلا أن مواجهة منتخبات من أميركا اللاتينية وأوروبا تشكل فارقا كبيرا».
وشاركت المكسيك 6 مرات في المسابقة أعوام 1995 و1997 و1999 و2001 و2005 و2013، وحققت أفضل نتيجة بحلولها وصيفة في 1999، وثالثة في 1995 و2005، في حين تشارك روسيا للمرة الأولى بصفتها مضيفة مونديال 2018.
وفي الوقت نفسه في سان بطرسبورغ، تبدو طريق البرتغال بطلة أوروبا مفروشة بالورود نحو نصف النهائي، ولا يتوقع أن تجد صعوبة لتجاوز نيوزيلندا.
وسيضمن كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم، ورفاقه التأهل للمربع الأخير بحال تعادلهم مع ممثل أوقيانيا، الوحيد حتى الآن لم يحرز أي نقطة في المسابقة.
وبعد تعادله مع المكسيك افتتاحا 2 - 2، سجل رونالدو برأسه هدف الفوز مبكرا أمام روسيا، رافعا رصيده هذا الموسم إلى 54 هدفا في جميع المسابقات (42 مع ريال مدريد و12 مع البرتغال).
ويأمل رونالدو إكمال موسمه الرائع بعد تتويجه بثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا مع فريقه ريال مدريد.
وحث قلب الدفاع بيبي زملاءه على تكرر مشوارهم الرائع في كأس أوروبا 2016 عندما أحرزوا اللقب الأول في تاريخهم، وقال: «يجب أن نكون أنفسنا، نتجاهل الآخرين، ونبقى أوفياء للطريقة التي أوصلتنا إلى اللقب الأوروبي».
وتابع: «نقاتل لتقديم الأفضل، ولرفع اسم البرتغال، ودائما مع احترام الخصوم».
وتشارك البرتغال للمرة الأولى في المسابقة، في حين تبدو نيوزيلندا قريبة من توديع المسابقة مبكرا على غرار مشاركاتها الثلاث السابقة في 1999 و2003 و2009.
وقال كلايتون لويس لاعب وسط نيوزيلندا: «كنا قادرين على التقدم بهدفين أو ثلاثة (ضد المكسيك)، وهذا يؤكد أننا لم نعد نيوزيلندا الصغيرة. نحن هنا للمنافسة على الساحة الكبرى».
وستكون المواجهة الأولى بين المنتخبين، علما بأن البرتغال لم تخسر في آخر سبع مباريات رسمية، منذ سقوطها أمام سويسرا صفر - 2 في سبتمبر (أيلول) 2016.
أما نيوزيلندا فلم تحقق أي فوز في مبارياتها الـ11 الأخيرة في المسابقة (تعادلت مرة وخسرت 10).
* ألمانيا وتشيلي نحو نصف النهائي
على جانب آخر، قطعت ألمانيا وتشيلي شوطا كبيرا نحو نصف النهائي بعد تعادلهما 1 - 1. في كازان بالجولة الثانية من المجموعة الثانية، في حين اقتربت الكاميرون وأستراليا من توديع المسابقة بعد تعادلهما بنتيجة مماثلة.
ورفع المنتخبان رصيديهما في الصدارة إلى 4 نقاط من مباراتين مع فارق هدف لتشيلي، بعد فوز ألمانيا بطلة العالم 2014 افتتاحا على أستراليا 3 - 2. وتشيلي بطلة أميركا الجنوبية مرتين متتاليتين (2015 و2016) في آخر 10 دقائق على الكاميرون 2 - صفر، مقابل نقطة لكل من منتخبي الكاميرون بطلة أفريقيا وأستراليا بطلة آسيا اللذين تعادلا الخميس 1 - 1 أيضا.
وباتت ألمانيا التي تشارك في البطولة للمرة الثالثة بعد 1999 و2005 وتشيلي المشاركة لأول مرة، بحاجة إلى نقطة التعادل في الجولة الثالثة الأخيرة الأحد لتضمنا التأهل إلى نصف النهائي. وتلعب ألمانيا مع الكاميرون في سوتشي وتشيلي مع أستراليا في موسكو.
وبالهدف الذي أحرزه في مرمى ألمانيا أصبح اليكسيس سانشيز الهداف التاريخي لمنتخب تشيلي.
وأعرب أسانشيز، نجم آرسنال الإنجليزي، عن سعادته بعدما سجل الهدف رقم 38 له مع منتخب بلاده متمنيا أن يواصل التهديف حتى يكتمل الفوز بلقب البطولة التي يخوضها فريقه للمرة الأولى.
وأصبح سانشيز متقدما بفارق هدف واحد فقط عن أسطورة تشيلي السابق مارسيلو سالاس، وقال: «بالطبع، أشعر بسعادة بالغة لبلوغ هذا الرصيد. أعرف أنه شيء تاريخي».
وعن المباراة أمام ألمانيا، قال سانشيز: «لم نواجه منافسا سهلا وإنما التقينا المنتخب الألماني بطل العالم. أشعر بقناعة تامة بالأداء والنتيجة. علينا أن نؤدي أمام المنتخب الأسترالي بالمستوى نفسه».
وأضاف: «لدينا رغبة في الفوز بلقب كأس القارات. تركيز اللاعبين ينصب حاليا على إمكانية إحراز اللقب».
وأوضح: «علينا أن نحصل على قسط من الراحة. قبل المباراة القوية الأحد، علينا اللعب بالعقلية نفسها التي كنا عليها في الشوط الأول أمام ألمانيا».
في المقابل، أبدى يواخيم لوف مدرب ألمانيا رضاه عن مستوى لاعبيه ونتيجة التعادل. وأشار لوف، الذي كان يبحث عن تحقيق انتصاره المئوي مع منتخب الماكينات الذي تولى قيادته عام 2006. إلى أن فريقه قدم مستوى مرتفعا للغاية، وامتص لاعبوه صدمة الهدف المبكر الذي أحرزه سانشيز للمنتخب التشيلي في الدقيقة السادسة، بعدما أدرك لارس ستيندل التعادل في الدقيقةالـ41.
وقال لوف: «إنني راض بصفة عامة عن النتيجة لأننا لعبنا بمستوى عال للغاية وقدم فريقنا الشاب أداء تكتيكيا جيدا جدا، وردة فعل قوية بعد الهدف المبكر لمنتخب تشيلي».
من جانبه، صرح جوليان دراكسلر قائد المنتخب الألماني: «أكدنا أننا نستطيع أن نثق بأنفسنا، وأنه لا ينبغي علينا الاختباء خلف فريق بحجم منتخب تشيلي مع فريقنا الشاب».
ورغم الإيجابيات التي أظهرها المنتخب الألماني إلا أن أخطاء دفاعه قد تستدعي لوف للقيام بجهد أكبر حتى لا تستقبل شباكه أهدافا سهله مجددا. وقال لوف: «طالبت الفتيان بالمغامرة في اللعب، ولكن هدف التقدم لتشيلي كان بالطبع يمكن تفاديه».
وقال المدافع موستافي: «أردنا أن نتبع نهج الجرأة والمجازفة، ولكن لسوء الحظ تسببت تمريرتي في هدفهم، وعليّ تحمل مسؤولية ذلك».
وبغض النظر عن الهدف المبكر لتشيلي، يرى لوف أن فريقه أدى المهمة بشكل جيد في الجانب الدفاعي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».