سانسارا: لماذا لا ينجح اللاعبون البريطانيون من أصول آسيوية؟

المدافع السابق لمنتخب إنجلترا للشباب جال في أرجاء العالم لإثبات جدارته كلاعب كرة قدم

سانسارا بقميص إدمونتون الكندي - سانسارا خلال مشاركته مع والسال في كأس إنجلترا
سانسارا بقميص إدمونتون الكندي - سانسارا خلال مشاركته مع والسال في كأس إنجلترا
TT

سانسارا: لماذا لا ينجح اللاعبون البريطانيون من أصول آسيوية؟

سانسارا بقميص إدمونتون الكندي - سانسارا خلال مشاركته مع والسال في كأس إنجلترا
سانسارا بقميص إدمونتون الكندي - سانسارا خلال مشاركته مع والسال في كأس إنجلترا

امتلأت الصحف خلال السنوات الأخيرة بما لا يحصى من مقالات حول فوائد محاولة لاعبين ومدربين إنجليز العمل بالخارج، وثمة لاعب إنجليزي واحد على الأقل يتفق معهم، وهو نتان سانسارا.
في الوقت الحالي، يقيم سانسارا في إدمونتون بكندا، ويلعب في نادي المدينة بدوري شمال أميركا.
وخلال مسيرته المهنية الممتدة لعشر سنوات، تنقل اللاعب البالغ 27 عاماً ما بين ستة دول مع مشاركته في صفوف تسعة أندية مختلفة.
وعن ذلك، قال سانسارا في تصريحات لـ«الغارديان»: «لا أحد يمكنه أن يعلم على وجه اليقين كيف سيكون الحال داخل إنجلترا. إنها سوق شديدة الصعوبة وربما لم أكن سأتمكن من البقاء بمجال كرة القدم طيلة هذا الوقت لو كنت بقيت داخلها».
ويأمل سانسارا في أن تلهم رحلاته بريطانيين آخرين على السعي لاستغلال كرة القدم الاحترافية كوسيلة للتجول بمختلف أرجاء العالم، بجانب أنه أعرب عن أمله في أن تشجع مسيرته بريطانيين آخرين من أصول آسيوية على أمل زيادة أعداد اللاعبين الذين يحترفون كرة القدم منهم.
يذكر أن سانسارا - الذي ولد داخل بريطانيا من أصول هندية، نشأ في منطقة دارلستون في ويست ميدلاندز. وبعد فترة ناجحة شارك خلالها مع الفريق المدرسي لكرة القدم، وقع عقدًا مع نادي والسال. وفي عام 2008، وأثناء مشاركته بصفوف الناشئين جرى استدعاؤه إلى المنتخب الإنجليزي أقل من 18 عاماً والذي ضم أسماء تألقت لاحقًا مثل دانييل ستوريدج. في أغسطس (آب) من العام ذاته، شارك مع والسال في أول مباراة في مسيرته بعالم كرة القدم الاحترافية، في الـ17 من عمره.
وخلال الفترة التي قضاها في صفوف ناشئي والسال، أشار سانسارا إلى أن والديه - أوشا وموهيندا، وجها اهتماماً بالغاً بتعليمه، وعملا على ضمان إنجاز نجلهما واجباته التعليمية. وقال سانسارا إنه أثناء لعبه في صفوف الناشئين، لم يخطر بباله قط أن عدد لاعبي كرة القدم البريطانيين من أصول آسيوية بهذه الضآلة. وعلى المستوى الاحترافي، بدأ في التفكير في تكوين الفرق - وإن كان لا يخالجه أدنى اعتقاد بأن خلفيته العرقية أعاقت مسيرته الكروية بأي صورة.
وقال: «لم يشعرني أي مدرب بأني مختلف، لكن الأمر أنه لم يكن أمامي نموذج أتطلع نحوه من البريطانيين أصحاب الجذور الآسيوية بمجال كرة القدم، بحيث يمكنني محاكاته والسير على نهجه. لم أشعر بذلك قط».
وأثناء لعبه داخل بريطانيا، تعاون سانسارا مع منظمة «كيك إت أوت» ورابطة اللاعبين المحترفين في إطار جهودهما لزيادة أعداد البريطانيين من أصول آسيوية الذين يتطلعون نحو اقتحام مجال كرة القدم للمحترفين. وشارك في اجتماعات مع زميليه أنور أودين وزيش رحمن، وفي مناسبات كروية داخل المجتمعات الآسيوية بهدف الحديث إلى الصبية الذين ربما لديهم اهتمام باحتراف كرة القدم.
وشرح سانسارا أنه: «نظراً لانتمائي إلى ثقافة آسيوية، فقد نشأت على القيم الأسرية وأهمية التعليم، وحاولت أن أثبت للجميع أنه مع تمسكي بهذه القيم، فإن ثمة مسيرة مهنية يمكن بناؤها بعالم كرة القدم. وأشعر أن أبناء المجتمعات الآسيوية داخل بريطانيا لا يبذلون مجهوداً كافياً لإثبات وجود لاعبي كرة قدم محترفين من جذور آسيوية داخل بريطانيا... ومع تنامي أعدادنا طيلة الوقت ووجود الكثير من العناصر الناجحة في صفوف أبناء الأصول الآسيوية بشتى المجالات، فما الذي يمنع وجود عناصر آسيوية ناجحة بمجال كرة القدم أيضاً؟»
وبعدما قضى عامين في والسال، استغنى النادي عن سانسارا بعدما شارك في 27 مباراة بالدوري. وفي أعقاب فترة قصيرة قضاها مع دندي يونايتد الاسكوتلندي عام 2010، ناضل سانسارا لإيجاد فريق يوقع معه تعاقداً طويل الأمد. ويعترف سانسارا أنه خلال هذه الفترة جابه صعوبة في التأقلم مع واقع عالم كرة القدم الاحترافية.
وقال: «لعبت لحساب فريق المدينة التي أنتمي إليها، ثم رحلت عنه وظننت حينها أن تلك نهاية العالم. لقد خالجني شعور بمرارة حقيقية حيال هذا الأمر ولم أدر كيف السبيل للتعامل معه».
الملاحظ أن رسالة سانسارا القائمة على فكرة كيف يمكن للبريطانيين من أصول آسيوية استغلال كرة القدم كوسيلة لكسب العيش، تعززت بدرجة كبيرة عندما تلقى عرضاً في صيف ذلك العام للانضمام إلى نادي باييك القبرصي. واعترف سانسارا أنه بعد الصعوبة التي واجهها في بناء مسيرة مهنية بمجال كرة القدم داخل إنجلترا، قرر قبول العرض القبرصي.
وقال عن ذلك: «عندما تعيش في منزلك مع والديك، فأنت تنظر إلى هذه الأمور باعتبارها مسلمات، ولا تجد حاجة للتفكير بها. لذا، بمجرد أن تنتقل إلى الخارج، تفاجئ بأن ثمة كثيراً من الأمور عليك معرفتها. وقد عرفت بالفعل الكثير عن نفسي وعن كيف للمرء أن يصبح مستقلاً».
خلال موسمه الأول مع باييك، شارك سانسارا في 26 مباراة من إجمالي 27 خاضها الفريق بدوري الدرجة الثانية القبرصي وترشح لجائزة أفضل لاعب خلال العام من جانب رابطة كرة القدم الآسيوية.
وفي الموسم التالي، انتقل سانسارا إلى نادي فيستسيلاند الدنماركي لمدة عام. وعام 2013، وقع الاختيار عليه كأفضل شخصية للعام من رابطة البريطانيين الآسيويين، ليتفوق بذلك على أسماء كبرى مثل مونتي بانيسار ورافي بوبارا.
وبعد فترة أخرى قضاها داخل إنجلترا في صفوف بوسطن يونايتد خلال موسم 2013 - 2014، قرر سانسارا من جديد أن أفضل الإمكانات المتاحة أمامه تكمن في الخارج. وبالفعل، انضم إلى نادي فريدريكستاد النرويجي خلال صيف 2014. وعلى مدار ثلاثة سنوات قضاها مع النادي، قدم سانسارا أفضل مستوى له على مدار مسيرته الكروية، ووقع الاختيار عليه لارتداء شارة قائد الفريق. وأثناء لعبه في النرويج، التقى سانسارا خطيبته، مارلين، لكن بعد تغيير مدرب الفريق، قرر مرة أخرى أن السبيل الأمثل هو الرحيل.
اليوم، يقيم سانسارا في إدمونتون، حيث يستمتع بمحاولته التأقلم مع الطقس. وعن هذا يقول: «الطقس شديد البرودة هنا، لكنني مستمتع به. وكي أكون أميناً، كان الوضع مختلفاً بعض الشيء عما توقعته. لقد سبق وأن زرت نيويورك وأماكن أخرى داخل أميركا، لكن لم تسبق لي قط زيارة كندا. والناس هنا رائعون وأشعر بالارتياح، خاصة وأنني أقيم بمنطقة لطيفة. وبمقدوري هنا الدراسة أو فعل أي شيء آخر أرغبه».
في الوقت الراهن، يأمل سانسارا في أن تشكل مسيرته الكروية التي جال خلالها الكثير من دول العالم مصدر إلهام لآخرين داخل بريطانيا. وعندما يعود للوطن، ينوي استغلال قصته لتثقيف البريطانيين أصحاب الجذور الآسيوية بخصوص الإمكانات بمجال كرة القدم الاحترافية، وكذلك كيف يمكن للرياضيين استغلال التعليم في التخطيط للمستقبل.
ومنذ انتقاله إلى كندا، يدرس سانسارا عبر الإنترنت لنيل درجة علمية في الإدارة الرياضية عبر أكاديمية فيفبرو أونلاين، وهي خدمة موجهة للرياضيين المحترفين. وأعرب سانسارا عن أمله في الاستمرار في اللعب حتى أوائل الثلاثينات من العمر، لكنه أكد على تفهمه لفكرة أنه من المستحيل أن يستمر المرء في لعب كرة القدم إلى الأبد.
وقال: «أرغب في اللعب طالما كان بمقدوري ذلك، لكنني في الوقت ذاته لا أود أن أصبح واحداً من أولئك اللاعبين الذين يمارسون كرة القدم فقط لأنه ليس أمامهم شيء آخر يفعلونه، وإنما أود أن أتمكن من التوقف عندما أشعر أنني نلت كفايتي من كرة القدم وانتقل إلى الفصل التالي من حياتي. أيضاً، أرغب في أن يدرك الناس أن ثمة لاعبي كرة قدم بريطانيين من أصول آسيوية وأننا حققنا إنجازات باستطاعة آخرين تحقيقه».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».