كانت منارة الحدباء التي فجرها تنظيم داعش، مساء أول من أمس، واحدة من المعالم التاريخية التي تشكل مصدر فخر للعراقيين، رأوا فيها برجي بيزا وإيفل في آن.
بنيت منارة الحدباء في القرن الثاني عشر مئذنة لجامع النوري القديم. وكانت حتى يوم تفجير هذين المعلمين، آخر ما تبقى من ذلك الصرح. ورجحت السلطات العراقية أن يكون التنظيم فخخ المنارة منذ فترة طويلة؛ إذ كان حاول هدمها سابقاً، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان مسجد النوري يعد من أكبر مساجد المدينة القديمة، وسمي تيمناً بنور الدين الزنكي الذي حكم الموصل وحلب لفترة، وأمر ببنائه في العام 1172، وكان سلف صلاح الدين يمثل مفهوم مقاومة الحروب الصليبية. وكانت المنارة مزيّنة بحجارة ذات أشكال هندسية، متوّجة بقبة بيضاء.
فعلى ارتفاع 45 متراً، ومع ميلها المرئي من على بعد كيلومترات، هيمنت الحدباء قرونا عدة على أفق ثاني أكبر مدن العراق، حتى تفجيرها عند الساعة التاسعة والنصف مساء أول من أمس.
كانت المنارة رمزاً للمدينة؛ إذ طُبعت على العملة الورقية العراقية من فئة عشرة آلاف دينار، ويصفها البعض ببرج بيزا العراقي، نسبة إلى البرج الإيطالي المائل. وظهرت أيضاً في علامات تجارية محلية وإعلانات عدة، وأعطت اسمها لعدد لا يحصى من المطاعم والشركات والنوادي الرياضية.
والتراث المحلي غني بروايات عن الحدباء، تتضمن شروحاً لأسباب ميلانها، وتعزوه إلى أسباب دينية إسلامية ومسيحية تعكس المكانة الخاصة التي كانت تحظى بها المنارة في الثقافة المحلية. ورأى «داعش» في هذا التبجيل الشعبي انتهاكاً لفهمه للدين؛ إذ يعتبر تمجيد الآثار «بدعة».
وبعد سيطرته على المدينة في يونيو (حزيران) 2014، هدد التنظيم بتدمير منارة الحدباء، إلا أن السكان تمكنوا من إحباط ذلك بعدما شكلوا درعاً بشرية حولها. واستيقظ العراقيون، أمس، على وقع الخبر الصادم. وأعرب بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن حزنهم، قائلين إنه يمكن مقارنة الأمر بفقدان فرنسا لبرج إيفل.
15:2 دقيقه
منارة الحدباء صمدت 9 قرون ودمرها «داعش»
https://aawsat.com/home/article/958256/%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%B5%D9%85%D8%AF%D8%AA-9-%D9%82%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%AF%D9%85%D8%B1%D9%87%D8%A7-%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB
منارة الحدباء صمدت 9 قرون ودمرها «داعش»
منارة الحدباء صمدت 9 قرون ودمرها «داعش»
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة