شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القمة الأولى لدول حوض النيل في أوغندا، التي انعقدت في العاصمة عنتيبي أمس، ووصف السيسي انعقاد قمة دول حوض النيل لأول مرة بالحدث التاريخي انطلاقا من شعار أن نهر النيل يجمعهم ولا يفرقهم، مؤكدا أن دول حوض النيل في أمس الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لمتابعة التعاون المشترك من أجل تحقيق تنمية مستدامة حقيقية تعمل على توفير حياة لائقة لشعوبها، وتُمكنها من مواجهة آثار ندرة المياه وتغير المناخ، وتطلق العنان لطاقاتها الكامنة.
كما تحدث عن مساهمة مصر في إنشاء مبادرة حوض النيل عام 1999 بهدف تعزيز التعاون بما يضمن تحقيق وحماية المصالح والأهداف المشتركة، لافتا إلى أن المبادرة حققت إنجازات كبيرة على مدار السنوات الماضية، من أهمها تعزيز قدراتنا على التعاون والعمل المشترك من أجل تحقيق المكاسب المشتركة وتجنب الإضرار بأي طرف.
مضيفا: «يهمني هنا أن أشير إلى أن الموارد المائية الدولية العابرة للحدود تمثل وضعا خاصا ينبغي الاهتمام به، وذلك لارتباطها بقدرة الدول المتشاركة في المورد المائي على العمل المشترك لتعظيم الاستفادة من هذا المورد، وتجنب الصراع عليه، ووضع قواعد عادلة تحكم استخدامات كل دولة.. ولنا في قواعد ومبادئ القانون الدولي للأنهار، وتجارب التجمعات والمفوضيات القائمة بين الدول المشاطئة لأنهار دولية في أفريقيا وأوروبا، سوابق وأمثلة كثيرة ناجحة تعكس قدرة الدول التي تتشارك في النهر الدولي على تعظيم المكاسب المشتركة وتجنب الإضرار بأي طرف».
وأضاف السيسي أن مصر ترتبط مع أشقائها بنهر النيل العظيم... الذي يسقط على حوضه ما يزيد على 1600 مليار متر مكعب من المياه سنويا، ويستخدم جزء من هذه المياه في الزراعات المطرية والغابات والرعي في دول المنابع بشكل واسع، ولا يتدفق في مجرى النهر منها إلا نحو 84 مليار متر مكعب فقط، وتهدر مئات المليارات الأخرى نتيجة عدم توفر الاستثمارات الكافية في بنية أساسية تستطيع أن تعظم الاستفادة من تلك المياه في جميع مناحي التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلداننا.
ودعا إلى تبني رؤية مشتركة تنطلق من إدراك حقيقة وجود موارد مائية مشتركة كافية في الحوض لم تستغل بالشكل الكامل، وطالب بتجنب الآثار السلبية لموجات الجفاف، لضمان الأمن المائي لكل دول الحوض، وتجنب الإضرار بالحياة التي قامت وترسخت جذورها عبر قرون على ضفاف النهر.
وأعلن عن استعداد مصر لاستئناف مشاركتها الفعالة في المبادرة، إذا ما استعادت جميع دول الحوض التزامها بالعمل بمبدأ التوافق في اتخاذ القرارات، وفور إنشاء آلية للإخطار المسبق وفقا للمعايير الدولية التي تتيح تبادل المعلومات والتشاور بشفافية بشأن المشروعات التي تقام على نهر النيل، وذلك اتساقا مع الأمثلة الناجحة خاصة في أفريقيا. مشددا على أهمية إرساء دورية انعقاد قمة دول حوض النيل، بغرض انخراط قيادات دول الحوض في توجيه تعاوننا المشترك في جميع المجالات، والوصول به إلى الآفاق المأمولة، معلنا استعداد مصر لاستضافة القمة القادمة لدول حوض النيل العام المقبل.
وكان السيسي قد عقد جلسة مباحثات مهمة فور وصوله إلى أوغندا مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني. وأكد الرئيس الأوغندي أهمية هذه القمة في إطلاق حوار جاد على المستوي الاستراتيجي حول موضوعات مياه النيل بما يساهم في تقريب وجهات النظر بين دول الحوض والارتقاء بالتعاون القائم من أجل تحقيق أقصى استفادة مما تتمتع به من إمكانيات.
من جانبه، قال السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إنه تم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز التعاون القائم بين دول حوض النيل وتعظيم الاستفادة من الموارد المائية المشتركة، حيث أكد الرئيس المصري أهمية مراعاة الشواغل المصرية فيما يتعلق بمياه النيل التي تعد المصدر الرئيسي للمياه في مصر، مشيرا إلى ضرورة بلورة رؤية مشتركة للأسلوب الأمثل والمستدام لاستخدام مياه النيل وتعظيم الاستفادة منه على النحو الذي يتيح تحقيق التطلعات التنموية لجميع دول الحوض، ويؤدي في الوقت ذاته إلى ضمان الأمن المائي لها، وتجنب الإضرار بالحقوق والاستخدامات الحالية.
القاهرة تعرض استضافة قمة دول حوض النيل المقبلة
السيسي طالب خلال قمة عنتيبي بضمان الأمن المائي للأعضاء
القاهرة تعرض استضافة قمة دول حوض النيل المقبلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة