التحالف يسقط ثاني طائرة إيرانية مسيّرة قرب التنف

التهديدات الروسية تعلق عمليات أستراليا... وبرلين: لم تؤثر على مهمة جيشنا

التحالف يسقط ثاني طائرة إيرانية مسيّرة قرب التنف
TT

التحالف يسقط ثاني طائرة إيرانية مسيّرة قرب التنف

التحالف يسقط ثاني طائرة إيرانية مسيّرة قرب التنف

أسقط التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة طائرة من دون طيار إيرانية الصنع تديرها قوات موالية للنظام في جنوب سوريا أمس الثلاثاء، بحسب ما أفاد مسؤولون، في ثاني حادثة من نوعها في غضون أسبوعين.
وأفاد بيان للتحالف بأن مقاتلة أميركية من طراز «إف – 15 اي سترايك ايغل» دمرت الطائرة من دون طيار من طراز «شاهد 129» في شمال شرقي موقع التنف، قرب الحدود مع الأردن. وأضاف البيان أن الطائرة «أظهرت نوايا عدائية وتقدمت نحو قوات التحالف».
وتتعاون قوات تابعة للتحالف في المنطقة مع قوات محلية تتلقى تدريبات لقتال تنظيم داعش.
وأكد مسؤول عسكري أميركي لـ(وكالة الصحافة الفرنسية) أن الطائرة من دون طيار كانت «تتجه نحو عناصرنا لإلقاء الذخيرة عليهم»، وهو ما دفع التحالف إلى إسقاطها.
وازداد وجود القوات المدعومة من إيران والموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد في منطقة التنف، الواقعة على طريق يربط بين دمشق وبغداد. وتستخدم قوات التحالف المنطقة الواقعة شمال شرقي الحدود الأردنية منطقة تدريب على شن هجمات ضد تنظيم داعش.
وتذكر الحادثة بإسقاط مقاتلة أميركية من طراز «إف - 15» طائرة من دون طيار تابعة للنظام السوري في الثامن من يونيو (حزيران) بعدما ألقت قنبلة لم تنفجر قرب قوات محلية مدعومة من قبل واشنطن. غير أن أقرب الأحداث إسقاط مقاتلة للنظام السوري طراز إس يو - 22 قنابل بالقرب من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية جنوب الطبقة الأحد الماضي.
ورفض الكرملين، أمس، التعليق على احتمال ذهاب الوضع في سوريا إلى مواجهة مفتوحة بين القوات الروسية والأميركية، على خلفية وإعلان وزارة الدفاع الروسية وقف العمل بموجب مذكرة تفادي التصادم. وقال ديميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الكرملين، في إجابته على سؤال بهذا الخصوص: «أدع السؤال دون تعليق»، لكنه أضاف أن «الوضع المتصل بممارسات قوات التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة، يدعو لبالغ القلق». وعلقت أستراليا، أمس، عملياتها الجوية في الأجواء السورية بعد التهديدات التي أصدرتها روسيا إثر إسقاط القوات الأميركية طائرة للجيش السوري، فيما ذكرت وزارة الدفاع الألمانية أن التصادم بين الولايات المتحدة وروسيا في النزاع السوري ليس له تأثير يذكر على مهمة الجيش الألماني في مكافحة تنظيم داعش.
وأعلنت متحدثة باسم الجيش الأسترالي في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: «في إجراء احترازي أوقف جيش الدفاع الأسترالي مؤقتا العمليات الضاربة التي يجريها في سوريا». ولم يقدم الجيش أي تبرير لهذا القرار الذي يأتي على خلفية تدهور العلاقات الروسية الأميركية بشأن النزاع السوري.
وتابعت المتحدثة الأسترالية بأن الجيش «يتابع من قرب الوضع في الأجواء السورية وسيتخذ قراره بشأن استئناف عملياته الجوية في هذا البلد في وقته»، مشيرة إلى «استمرار عمليات الجيش الأسترالي في العراق في إطار التحالف».
والاثنين ردت موسكو التي تدعم نظام الرئيس السوري عسكريا بإعلان تعليق خط الاتصال «لخفض التصعيد» الذي أقامته في أواخر 2015 مع البنتاغون لمنع حوادث اصطدام في الأجواء السورية، متهمة واشنطن بعدم «إبلاغها» بأنها ستسقط المقاتلة السورية. كما أكد الجيش الروسي أنه «سيراقب مسار» كل طائرات التحالف الدولي التي تحلق غرب الفرات وستعتبرها المضادات الجوية والطيران الروسي في سوريا «أهدافا».
وفي برلين، ذكرت وزارة الدفاع الألمانية، أن التصادم بين الولايات المتحدة وروسيا في النزاع السوري ليس له تأثير يذكر على مهمة الجيش الألماني في مكافحة تنظيم داعش. وقال متحدث باسم الوزارة في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، أمس: «التأثيرات على حركة الطيران يمكن السيطرة عليها»، مضيفا أنه من المنتظر أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها خلال الأيام المقبلة في ظل جهود التهدئة من قبل القوات المسلحة الأميركية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.