أولمرت يبكي لاتهامه بكشف أسرار اغتيال مغنية

الشرطة داهمت داراً نشرت كتابه «بحثاً عن مواد سرية»

أولمرت يبكي لاتهامه بكشف أسرار اغتيال مغنية
TT

أولمرت يبكي لاتهامه بكشف أسرار اغتيال مغنية

أولمرت يبكي لاتهامه بكشف أسرار اغتيال مغنية

بكى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، وهو يشكو أمام لجنة مصلحة السجون من أن النيابة الإسرائيلية تثير الشكوك حوله بشأن «كشف أسرار أمنية خطيرة». وقال: «الشريرون يتهمونني بالخيانة».
وكان أولمرت، الذي يقضي محكومية بالسجن 27 شهراً، بعد إدانته بتهمة الفساد وتلقي الرشوة، قد توجه إلى «لجنة الثلث» في مصلحة السجون الإسرائيلية طالباً العفو عنه وإطلاق سراحه في نهاية الثلث الثاني من محكوميته. وقبل يومين من موعد بحث الطلب، أقدمت النيابة بقيادة شاي نيتسان، أحد المتهمين بالتقرب من رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، على اتهامه بتسريب أسرار أمنية. وقد اعتقلت الشرطة أحد محاميه، الذي تشتبه بأنه استخدمه في تهريب المعلومات. وحسب الشبهة، فإن أولمرت يستغل وقته في السجن لتأليف كتاب عن فترة حكمه (2005 - 2009)، التي كانت حافلة بالأحداث الدرامية. وحسب النشر في الإعلام الأجنبي، ينسب إلى إسرائيل، إبان فترة حكمه، مهاجمة المفاعل النووي في سوريا، واغتيال عماد مغنية، وكثير من العمليات الأخرى المغامرة. وكذلك كان قد بادر إلى وضع مشروع متقدم لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وأمضى ساعات وأياماً مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في هذه المفاوضات.
والتزم أولمرت بتقديم مخطوطة الكتاب إلى الرقابة العسكرية وشرع في تحويل نسخته الأولى إليها. كما أنه التزم بألا ينشر شيئاً قبل أن تصادق عليه اللجنة الوزارية للتصريح بالنشر. ومع ذلك، فإن النيابة أرسلت الشرطة لتداهم دار النشر بهدف «البحث عن مواد سرية يشتبه بقيام أولمرت بتحويلها إلى دار النشر من دون فحصها من قبل المسؤول الأمني». وعلم أن المستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت صادق على مداهمة دار النشر وتفتيش منزل أحد محرري الكتاب، إيهود يعاري. كما علم أن ملقم الحاسوب الذي أخذته الشرطة من منزل يعاري يحوي أيضاً مقاطع من كتب يؤلفها وزير الدفاع السابق موشيه يعلون والصحافي بن كسبيت. وفي رده على الادعاءات ضده، قال أولمرت إنه لا يختلف عن رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك، الذي نشر كتاباً فصّل فيه إجراءات إسرائيل. وقال أولمرت إن ما كتبه صودق عليه من الرقابة العسكرية. إلا أن الرقابة أبلغت الشرطة بأنها لم تصادق على فصلين من الكتاب. من جهتها، قالت الشرطة، أمس، إنه تمت مداهمة دار النشر بتوجيه من النيابة. وقالت إن النيابة هي التي أمرتها بضبط أجزاء من كتاب أولمرت يشتبه بعدم تحويلها للرقابة. كما ادعت الشرطة أن المدير العام لدار النشر هو الذي سلم المواد للشرطة وصادق على إخراجها من دار النشر.
وقال مقربون من أولمرت إن هذه العملية مفتعلة وهدفها التأثير على قرار لجنة مصلحة السجون حتى لا تأمر بإطلاق سراحه. واعتبروا كل ذلك «جزءاً من حملة انتقامية يديرها بعض السياسيين الكبار في المنصب الصغار في النفوس، الذين خافوا أولمرت في السابق ويخافون منه اليوم وهو سجين». وأضاف أحدهم: «لقد افتروا على أولمرت ورتبوا له الدخول إلى السجن حتى يمنعوا مسيرته السلمية. واليوم يخشون من أي كلمة يقولها، لأن كلماته توضح حقائق كثيرة تقوض ادعاءاتهم الكاذبة وأضاليلهم الرهيبة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.