عون يتجه لتفعيل الحوار وتعزيز العمل الحكومي خلال أيام

اللقاء التشاوري يشكل فرصة مناسبة للاستماع إلى المطالب

عون يتجه لتفعيل الحوار وتعزيز العمل الحكومي خلال أيام
TT

عون يتجه لتفعيل الحوار وتعزيز العمل الحكومي خلال أيام

عون يتجه لتفعيل الحوار وتعزيز العمل الحكومي خلال أيام

يتجه الرئيس اللبناني ميشال عون هذا الأسبوع إلى تفعيل العمل الحكومي، وتعزيز النقاش بين الكتل السياسية، وهي الخطة التي يبدأها بتفعيل الحوار، بعد الانتهاء من إقرار قانون الانتخابات النيابية.
وذكرت قناة «إل بي سي» التلفزيونية، أمس، أن عون يجمع رؤساء الكتل النيابية الخميس المقبل، مشيرة إلى أن باكورة الاجتماع ستتمثل في إنهاء النائب سليمان فرنجية القطيعة مع رئيس الجمهورية.
ولم تتضح بعد المعلومات حول طبيعة الاجتماعات التي سيستضيفها قصر بعبدا، وما إذا كانت ستعقد بمشاركة رؤساء الأحزاب اللبنانية في القصر الجمهورية، أو رؤساء الكتل النيابية.
ونقلت وكالة الأنباء «المركزية» عن مصادر قريبة من بعبدا، أن الاجتماع التشاوري يشكل فرصة مناسبة للاستماع إلى المطالب والاطلاع على الرؤى والخلاصات للأخذ بها في موازاة بحث الأجندة التي تعدها بعبدا في هذا الخصوص، تمهيداً لدخول المرحلة الجديدة وتحقيق إنجازات أخرى مطلوبة بإلحاح. وكشفت أن نتيجة المداولات، تقرر أن ترسو الدعوات إلى الاجتماع على رؤساء الأحزاب المشاركة في الحكومة، لافتة إلى أن الرئيس أوعز إلى دوائر القصر بدء التحضير له، من حيث الزمان أي التوقيت المناسب لانعقاده، والمضمون أي جدول الأعمال، حيث يتوقع أن يتناول البحث إضاءة سريعة على المرحلة السابقة من إقرار قانون الانتخاب وما شابها من عثرات انعكست سلباً على أوضاع البلاد، واللاحقة لجهة كيفية دفع الأمور في البلاد إلى سلوك مسارها الطبيعي على المستويات كافة.
في هذا الوقت، قال عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب علاء الدين تروان: «دعوة الرئيس عون رؤساء الكتل للتشاور حول القضايا الوطنية من بينها تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، تسهم في تعزيز التواصل بين زعماء البلد وإرساء التعاون بين المؤسسات الدستورية، وسنلبي الدعوة».
بالتزامن، يستند عون في المرحلة المقبلة بعد إقرار القانون إلى عمل حكومي ناجح يترجم شعار حكومة «استعادة الثقة»، في موازاة الدفع نحو مزيد من الإنجازات السياسية والاجتماعية من بينها إنشاء مجلس الشيوخ كأحد المطالب الأساسية الواجب تحقيقها لتحصين البعد التمثيلي وتطوير النظام السياسي، خصوصاً أن قانون الانتخاب الجديد ليس طائفياً إطلاقاً، بحسب ما ذكرت «المركزية»، مشيرة إلى أن «الشأن الاقتصادي سيوضع تحت المجهر الحكومي اعتباراً من الأسبوع المقبل». ونقلت عن مصادر إشارتها إلى «خطة اقتصادية قيد الإعداد قد تطلقها الحكومة خلال أسابيع»، مشيرة إلى أن الرئيس سعد الحريري عازم على الانطلاق في جولة حراك داخلي وخارجي بعد عيد الفطر، لتزخيم العمل الحكومي وإعادة إنعاش الواقع الاقتصادي. وأفادت بأن الاجتماع التشاوري الذي يعتزم الرئيس ميشال عون عقده في بعبدا الأسبوع المقبل على الأرجح سيحاول الإفادة من مناخ التوافق الذي واكب إقرار قانون الانتخاب للانطلاق منه في اتجاه قضايا أساسية أخرى منصوص عليها في اتفاق الطائف، أهمها تطبيق اللامركزية الإدارية نسبة لما تؤمنه من خدمات للمواطنين وملفات أخرى تخدم المصلحة العليا لكل مواطن.
وجاءت هذه التطورات إثر الانتهاء من النقاشات المرتبطة بقانون الانتخابات. وأكد عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور «أننا لا ننكر أننا شاركنا ولو متأخرين في النقاشات التي حصلت حول قانون الانتخاب، لكننا في الوقت نفسه لا ندعي ولا يمكن أن ندعي أبوة لهذا القانون، لأن كثيراً من الآراء التي طرحناها لم يتم الأخذ بها، وكثيراً من الاقتراحات التي تقدمنا بها في الاجتماعات المتأخرة للجان صرف النظر عنها لاعتبارات سياسية. فكان هذا القانون الأحجية الذي كان».
وأضاف أبو فاعور خلال رعايته حفل إطلاق مشروع الصرف الصحي في بلدة العقبة في قضاء راشيا: «ما يعزينا أننا استطعنا أن نبعد عن قانون الانتخاب أمراً شائناً واستطعنا أن نتفادى نقيصة كبرى وهي التصويت الطائفي، انتخاباً أو تأهيلاً أو القانون المسمى زوراً بالأرثوذكسي، واستطعنا أن نسهم مع قوى أخرى في تجنيب البلاد سيناريو فراغ قاتل كان يمكن أن يأخذ البلد إلى مهاوٍ خطيرة جداً».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».