لأول مرة منذ أن بدأت العمل الصحافي قبل 36 عاماَ أغيب عن الكتابة التي كانت سبب دخولي مهنة الإعلام بالأساس...
غبت مكرهاً لا طائعاً والسبب اكتشافي لورم فوق كليتي اليسرى وإصرار الأطباء على استئصاله فوراً لأنهم لم يكونوا يعرفون ماهيّته...
وعندما توجهت لمدينة ميونيخ الألمانية لم أكن أعرف سوى أمراً واحداً وهو أنني ذاهب للمجهول ولكني مسلح بالإيمان برب العالمين وبدعوات المحبين والذين تبيّن أنهم كثر والحمد لله. أجريت العمل الجراحي يوم 31 مايو (أيار) وبقيت في العناية المشددة ثلاثة أيام وخرجت منها شخصاً جديداً وللمصادفة تزامن الخروج مع ذكرى اليوم الذي ولدت فيه وهو 6 / 6 لهذا أعتبر التجربة ولادة جديدة.
تجربة المرض كتبت عنها في حساباتي بوسائل التواصل الاجتماعي ووصفتها بأنها الأقسى والأغنى.
الأقسى لأنني ولمدة أربعة أيام كنت أنتظر نتائج تحليل الورم والأفكار تأخذني لأماكن لا أحب أن أتذكرها من جديد قبل أن يأتي الأطباء بالخبر السعيد.
والأغنى لأنها غيرتني تماماً وغيرت نظرتي إلى الحياة وإلى الناس وإلى كل شيء.
والإنسان مهما سمع وقرأ وشاهد وحتى عايش من تجارب الآخرين يبقى بعيداً عن تعلم الدروس حتى يخضع هو شخصياً للتجربة التي يجب أن تغيره وإلا فلن تكون تجربة عاصفة في حياته.
أقول غيرتني وأعتقد أنه التغيير للأفضل، تغيير في الفكر أولاً وفي أسلوب الحياة ثانياً وفي التعاطي مع الأمور التي تسبب الضرر لي وكنت مصراّ عليها مثل العصبية الزائدة والتعمق فيما لا يجب التعمق به والأهم عدم الالتفات لصغائر الأمور وعدم والتعاطي مع الحياة بروح رياضية قولاً وفعلاَ....
هي نصيحة من مجرب... استمتعوا بكل يوم يمر عليكم، واقتربوا أكثر من عائلتكم وأولادكم وعبروا لمن تحبونهم عن مشاعركم فلا تدرون متى تأتي اللحظة التي لا يمكننا معها أن نعبر عن أي شيء.
اسمحوا لي أن أشكر الله أولاً وأن أشكر كل من وقف معي في تلك اللحظات العصيبة بالفعل أو القول أو الدعاء أو بأي طريقة اتصال كانت.
التجربة الأصعب والأغنى
التجربة الأصعب والأغنى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة