خوان لابورتا: برشلونة اختطف وأصبح رهينة للأكاذيب

رئيس «الفريق الكتالوني» السابق يطالب مسؤوليه الحاليين بالرحيل ويتهمهم بتدميره ويؤكد أن غوارديولا أفضل مدرب في العالم

غوارديولا وميسي وقصة نجاح مع برشلونة سيذكرها التاريخ  - توقعوا في برشلونة أن يفوز غوارديولا بشيء... لكنه فاز بكل شيء («الشرق الأوسط») - رئيس برشلونة السابق لابورتا يحمل كأس بطولة الدوري الإسباني 2009 - 2010 مع المدرب غوارديولا («الشرق الأوسط») - لابورتا وميسي بعد تمديد عقد الأخير ورفع قيمة الشرط الجزائي عند رحيل اللاعب
غوارديولا وميسي وقصة نجاح مع برشلونة سيذكرها التاريخ - توقعوا في برشلونة أن يفوز غوارديولا بشيء... لكنه فاز بكل شيء («الشرق الأوسط») - رئيس برشلونة السابق لابورتا يحمل كأس بطولة الدوري الإسباني 2009 - 2010 مع المدرب غوارديولا («الشرق الأوسط») - لابورتا وميسي بعد تمديد عقد الأخير ورفع قيمة الشرط الجزائي عند رحيل اللاعب
TT

خوان لابورتا: برشلونة اختطف وأصبح رهينة للأكاذيب

غوارديولا وميسي وقصة نجاح مع برشلونة سيذكرها التاريخ  - توقعوا في برشلونة أن يفوز غوارديولا بشيء... لكنه فاز بكل شيء («الشرق الأوسط») - رئيس برشلونة السابق لابورتا يحمل كأس بطولة الدوري الإسباني 2009 - 2010 مع المدرب غوارديولا («الشرق الأوسط») - لابورتا وميسي بعد تمديد عقد الأخير ورفع قيمة الشرط الجزائي عند رحيل اللاعب
غوارديولا وميسي وقصة نجاح مع برشلونة سيذكرها التاريخ - توقعوا في برشلونة أن يفوز غوارديولا بشيء... لكنه فاز بكل شيء («الشرق الأوسط») - رئيس برشلونة السابق لابورتا يحمل كأس بطولة الدوري الإسباني 2009 - 2010 مع المدرب غوارديولا («الشرق الأوسط») - لابورتا وميسي بعد تمديد عقد الأخير ورفع قيمة الشرط الجزائي عند رحيل اللاعب

يتذكر الرئيس السابق لنادي برشلونة الإسباني خوان لابورتا اليوم الذي دعا فيه جوسيب غوارديولا إلى مكتبه وقال له إنه سيكون المدير الفني الجديد لبرشلونة، حيث رد عليه غوارديولا قائلا: «هل تملك الشجاعة الكافية للقيام بذلك؟»، في الحقيقة، لو كانت هناك صفة واحدة لا يفتقر إليها لابورتا فستكون بكل بالتأكيد هي الشجاعة، وخير دليل على ذلك أنه أسند مهمة تدريب الفريق لغوارديولا الذي لم يكن لديه خبرات كافية آنذاك على الرغم من أن المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو كان يرغب في تولي قيادة الفريق. وبعد تسع سنوات، بات من الواضح للغاية أن القرار كان صائبا، لكن لابورتا يقول إنه كان يرى آنذاك أيضا أن القرار صائب ومناسب، ويصر في الوقت ذاته على أن غوارديولا هو المدير الفني المناسب لنادي مانشستر سيتي، قائلا: «لم تكن شجاعة، بل كان المنطق. ولو لقي غوارديولا الدعم الذي يستحقه في مانشستر سيتي فسوف ينجح، فهو مدير فني يتميز بالتفاؤل والرغبة الدائمة في الفوز والشجاعة».
كان لابورتا يجلس في مكتبه بالطابق السادس في شارع دياغونال الواسع الذي يبلغ طوله 11 كيلومترا، بعد يوم من القيام بإحدى الوقائع مع مؤسسة يوهان كرويف. يقول لابورتا: «أنا أفتقد كرويف كثيرا، لكن الشيء الغريب هو أننا جميعا نقول ذلك وكأنه لم يرحل عن الحياة بعد». عندما كان لابورتا صغيرا، كان يقلد قصة شعر كرويف وكان يعشقه كلاعب وكمدير فني. وفي نهاية المطاف، أصبحت العلاقة بينهما قوية للغاية، فخلال فترة رئاسة لابورتا لبرشلونة وما بعدها كان كرويف هو مستشاره في النادي الكتالوني، بل كان بمثابة الملهم الروحي، ليس فقط للابورتا ولكن للكثيرين، ومن بينهم غوارديولا ومدير الكرة بنادي مانشستر سيتي تكسيكي بيغيريستين.
يقول لابورتا: «بدا غوارديولا جيدا. كان هنا لبضعة أيام، لذلك التقينا، وكان متفائلا للغاية. إنه سعيد في مانشستر سيتي، ومتفائل بأنه يمكنه بناء شيء. الطريقة التي يخططون بها لتعزيز صفوف الفريق تجعلني أعتقد أن الفريق سيكون قويا للغاية، وستكون الجماهير متحمسة جدا». وأضاف: «أنا لا أعرف ما سيقومون به، لكن ما أعرفه جيدا هو غوارديولا وتكسيكي وأنهما قادران على بناء فريق يمكنه إمتاع الجمهور».
وخلال فترة رئاسة لابورتا لبرشلونة، كان تكسيكي هو مدير الكرة بالنادي في حين كان غوارديولا هو المدير الفني. يقول لابورتا: «كان غوارديولا هو الخيار الأنسب، فقد كان يعرف النادي وطريقة لعبه، وكنا نرى كيف كان يعمل بكل اجتهاد مع الفريق الرديف، كما لعب في النادي على جميع المستويات وكان حاضرا في ويمبلي عام 1992». عندما فاز برشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بعد الفوز على سامبدوريا الإيطالي. وأضاف رئيس برشلونة السابق: «لم أفكر مطلقا فيما كان سيحدث في حال تولي مورينيو لقيادة الفريق، فقد كنت دائما أريد غوارديولا. نحن جميعا أبناء فريق الأحلام. كان عام 1973 رائعا، فقد كنت في الحادية عشرة من عمري، وأحدث كرويف ثورة في برشلونة، ثم عاد كمدير فني، ونحن جميعا ورثنا ذلك عنه. هناك طرق أخرى للعب كرة القدم، ولكن هذه هي الطريقة التي نلعب بها في برشلونة - وهي الطريقة التي يتبناها كرويف وغوارديولا وتكسيكي».
وتابع: «التحول لعالم التدريب كان هو الخطوة التالية بالنسبة لغوارديولا، الذي يملك القدرة على القيام بأي شيء، لأنه يمتلك كاريزما كبيرة وذكاء غير عادي. لقد كان قرار التعاقد معه جيدا وكنا متأكدين من ذلك، لكنه حقق ما يفوق توقعاتنا. كنا نتوقع أن يفوز غوارديولا بشيء، لكنه فاز بكل شيء». وخسر غوارديولا أول مباراة له في تدريب برشلونة أمام نادي نومانسيا المتواضع عام 2008، يقول لابورتا: «كنا نتعرض لكثير من الضغوط، وهذا اليوم وحد الجميع ضدنا. وقالوا إنني لم أتعلم أي شيء ووصفونا بأننا مجموعة من المراهقين».
ولكن في نهاية الموسم، فاز برشلونة بالثلاثية وفاز على ريال مدريد ذهابا وعودة. يقول لابورتا: «في مدريد في الثاني من مايو (أيار)، كان الرئيس الإقليمي حاضرا يرتدي زيا أبيض اللون، كما وجد كل من رئيس الحكومة والرئيس السابق، وحققنا الفوز على ريال مدريد بستة أهداف مقابل هدفين، وقبل بويول مدافع برشلونة وقائده علم إقليم كتالونيا الموجود على شارة القيادة، هل يمكنك تخيل ذلك؟».
وأضاف: «يقول الناس إنه يجب عدم خلط الرياضة بالسياسة، لكن هناك خلطا بينهما بالفعل. وحتى أولئك الذين يطالبون بعدم الخلط بين الرياضة والسياسة يخلطون بينهما في حقيقة الأمر. أي ناد يحتاج إلى الروح، والفوز يجعلك تشعر بالفخر، وإذا كان هذا الفخر لمدينة ما أو دولة ما، فهذا أمر عظيم، فأنت لا تلعب فقط من أجل الفوز، والغاية لا تبرر الوسيلة. ومن بين أكثر الأشياء التي أعتز بها هو وضع اليونيسيف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) على قميص الفريق، فقد أعطى هذا الشعار الروح للنادي وجعلنا نعمل مع المجتمع ونتواصل معه بشكل أفضل، وخاصة مع الضعفاء. فنحن نلعب من أجل شيء آخر، وإذا كان الفريق ينشر قيم المكان الذي يوجد فيه، فهذا هو أكثر شيء مثالية ورومانسية». وأضاف لابورتا: «أشرك غوارديولا 11 لاعبا من أبناء النادي في إحدى المباريات، كما فاز ستة من لاعبينا بكأس العام مع منتخب إسبانيا في جنوب أفريقيا. لكنهم لن يعترفوا بذلك مطلقا، وربما هذا هو السبب الذي يجعلهم لا يريدون أن نذهب إلى استفتاء من أجل الاستقلال».
وفيما يتعلق بمانشستر سيتي، تكمن المشكلة في أن غوارديولا يعمل في ظروف مختلفة تماما وعلى كافة المستويات بالمقارنة بما كان عليه الوضع في برشلونة. فهل يمكن تصدير نموذج برشلونة إلى مانشستر سيتي؟ وهل يمكن أن تكون الهوية هي ذاتها، في الوقت الذي يعد فيه مانشستر سيتي ملكية خاصة لملاك من منطقة الشرق الأوسط؟ وهل يحتاج النادي إلى بناء هوية والسعي لإيجاد «روح» للفريق؟ بالتأكيد هذا صحيح، ولكن كيف؟ يقول لابورتا ضاحكا: «هل تريد مني أن أقول لهم؟ سوف أدخل في مشاورات ثم أخبرهم».
وأضاف: «إنجازات غوارديولا تتحدث عن نفسها. كل مكان له خصوصيته، وغوارديولا كان يعرف برشلونة منذ أن كان طفلا، لكنه نجح مع بايرن ميونيخ وأنا واثق من أنه سينجح مع مانشستر سيتي. إنه محظوظ لأنه يعمل مع تكسيكي وفيران، اللذين يثقان به ويجعلانه يشعر براحة البال. عندما رأيت غوارديولا كان نشيطا ومتحمسا للمستقبل. إنه ذكي ولديه قدرة كبيرة على الإقناع. مهمته ليست سهلة على الإطلاق بسبب قوة الدوري الإنجليزي ووجود فريقين عظيمين في نفس المدينة، لكنه أفضل مدير فني في العالم ويمكنه العمل في أي مكان. لقد اختار مانشستر سيتي لأن النادي يثق به وسوف يسمح له ببناء المشروع الذي يريده».
وقال الرئيس السابق لنادي برشلونة: «سوف يترك بصمته على الفريق. لو شاهدت مانشستر سيتي الموسم الماضي لأدرك أنه يمرر الكرة بصورة رائعة، لكن الأمر لا يحدث بين عشية وضحاها، علاوة على أنه بحاجة إلى اللاعبين المناسبين لفلسفته، ولذا سوف يتعاقد النادي مع اللاعبين الذين يناسبون الطريقة التي يريد أن يلعب بها، والتي لا يجب أن تكون نسخة طبق الأصل من برشلونة. غوارديولا ذكي وسوف يتكيف مع الأمور في الدوري الإنجليزي، وسوف يخلق هوية للفريق وللتواصل مع الجمهور».
والشيء الآخر الذي لا يملكه غوارديولا بالطبع هو اللاعب الذي يحتاجه بشدة، وهو ليونيل ميسي. يقول لابورتا إنه ليس لديه أدنى شك في استمرار اللاعب الأرجنتيني مع برشلونة، مشيرا إلى أنه كان هناك لحظة واحدة شعر خلالها بالخوف من احتمال رحيل ميسي عن برشلونة. وقال لابورتا: «كان ذلك في عام 2006، عندما تقدم إنترميلان بعرض للتعاقد مع ميسي وكان النادي مستعدا لدفع الشرط الجزائي البالغ قيمته 150 مليون يورو، وهذا هو السبب الذي جعلنا نرفع الشرط الجزائي بعد ذلك إلى 250 مليون جنيه إسترليني، لكنني كنت دائما مطمئنا بسبب علاقتي بوالده خورخي». وأضاف: «قلت له: سيتعين عليهم دفع الشرط الجزائي لأنني لا أريد أن أبيع اللاعب، وهو سيكون سعيدا هنا، وسوف يحقق المجد هنا. أما هناك فسوف يحصل على الأموال فقط. نجلك مصر على أن يكون أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، وهنا يوجد فريق سوف يساعده على تحقيق ذلك، وسوف يستمتع هنا».
وتابع: «أنا عاشق لكرويف، لكن ما يقدمه ميسي - وقد تحدثت بشأن ذلك كثيرا مع كرويف - يجعله أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم. وقال كرويف ذلك أيضا. ميسي يلعب كرة قدم جميلة وهجومية. بالنسبة لي أفضل ثلاثة لاعبين في التاريخ هم كرويف ومارادونا وميسي. ميسي هو خليط من كرويف ومارادونا، لكنه يظل ليونيل ميسي». وأضاف: «بالطبع يمكنه التألق في إنجلترا، ولديه الموهبة التي تمكنه من اللعب في أي مكان وحتى في الوحل وتحت الأمطار. وقد سبق وأن لعب وتألق أمام الأندية الإنجليزية، فهو قادر على التكيف مع جميع الظروف. أنا أحب حقيقة أنه يلعب الكرة من أجل الاستمتاع ولا يشكو مطلقا ولا يخدع الحكام».
وأشار رئيس برشلونة السابق إلى أن ميسي «سوف يبقى مع برشلونة، لذا فإن التحدي الأكبر الذي يواجه غوارديولا هو أن يحقق مع مانشستر سيتي نفس النجاح الذي حققه هنا ولكن من دون ليونيل ميسي». وأضاف: «ميسي سعيد هنا في برشلونة، وسوف ينجح غوارديولا مع مانشستر سيتي بكل تأكيد ويحصل على مزيد من الإشادة والتقدير، لأنه عندما يكون لديك لاعب مثل ميسي فإن النجاح يتحقق بسهولة. وغوارديولا نفسه قال من قبل إنه يجب علينا أن نتوقف عن الحديث عن جميع السيناريوهات المختلفة لأنه في حال وجود ميسي فإنه يجب علينا أن نشعر بالراحة والهدوء وبأن جميع الأمور في متناول أيدينا وبأننا سوف نفوز في نهاية المطاف، فميسي قادر على تدمير كل الخطط التكتيكية وبطريقة جميلة».
هذا فيما يتعلق بمستقبل ميسي، لكن ماذا عن مستقبل لابورتا؟ لقد مر عامان منذ خسارة لابورتا انتخابات رئاسة النادي أمام جوسيب ماريا بارتوميو، ولا تزال الانقسامات موجودة داخل النادي – إن لم تكن قد زادت عن ذي قبل. ويعتقد لابورتا أن النادي يفقد هويته، ويوجد رئيس النادي السابق ساندرو روسيل، الذي أفسح الطريق لبارتوميو لتولي منصب الرئيس، في السجن بتهمة غسل الأموال. وأدين ميسي بالتهرب الضريبي، وفتح تحقيق قضائي في صفقة انتقال نيمار لبرشلونة. وذهب لابورتا إلى المحكمة أيضا بعد أن اتهمه المجلس الحالي بإهدار أموال بالملايين خلال فترة رئاسته للنادي، لكن تمت تبرئته.
يقول لابورتا: «لن أنسى أن ما جاءوا بعدي يحاولون تدميري. لقد رحلنا والنادي يملك أفضل فريق في تاريخه، لكنهم قضوا فترتهم وهم يدمرونه. غوارديولا كان لديه شجاعة نادرة وخرج على الملأ ليدافع عنا». وأضاف: «لقد اختطف برشلونة وأصبح رهينة لجو من السموم والتلاعب والأكاذيب [من هذا المجلس]، وإنه لأمر محزن. أنا أطالب باستقالتهم، فما فعلوه بحقنا كان مخزيا؛ فقد اتهمونا بسوء الإدارة ورفعوا ضدنا دعوى قضائية وحاولوا إجبارنا على دفع 79 مليون يورو يقولون إنها خسائر. والآن ثبت، بعد سبع سنوات، أنهم كانوا مخطئين. إنها فضيحة، ولو كانوا يشعرون بالخجل فيتعين عليهم تقديم استقالتهم، ولو كانوا يشعرون بالخزي لرحلوا عن النادي عندما عقدوا صفقة مع المدعي العام لإلقاء المسؤولية على النادي، وليس عليهم، في قضية نيمار».
وتابع: «لو استقالوا الآن، فسوف أرشح نفس للانتخابات بالطبع». وفي حال ترشحه لرئاسة النادي فسيذهب إلى النادي من دون غوارديولا هذه المرة. وقال لابورتا مسرعا: «ومن دون كرويف أيضا». وقال: «لقد كان ناصحا أمينا بالنسبة لي، لذا فلو عدت لرئاسة النادي فأنا متأكد أنني سأعاني من دونه وسأشعر بأنني أفتقد شيئا ما. لكننا تعلمنا منه الكثير للدرجة التي تجعلنا نشعر في أعماقنا بأنه لا يزال يوجهنا».
وأضاف: «تكمن المشكلة في أن فترة المجلس الحالي تنتهي عام 2021، ولو رحلوا الآن، فسوف أرشح نفسي، لكن لو استمروا لمدة ثلاث أو أربع سنوات أخرى، فلا أعتقد ذلك. كل منا لديه الوقت المناسب، وأنا جاهز الآن، لكن لو استمر الأمر فترة طويلة فسوف أبحث عن مرشح وأدعمه، فالتجديد مطلوب دائما، وأنا أفضل شخصا لديه أفكار واضحة ونموذج يمكنني مشاركته وشخص يمكنني أن أثق به».
وعما إذا كان من الممكن أن يدعم مدافع الفريق جيرارد بيكيه، الذي أعرب على الملأ عن طموحه في رئاسة النادي، قال لابورتا: «لو كان يعرف كيف يدير ناديا، فلديه من القدرة والكاريزما ما يكفي وسوف أصوت له بكل تأكيد. وربما يأتي اليوم الذي نرى فيه غوارديولا رئيسا للنادي وتشافي مديرا فنيا، ولم لا؟»



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».