ميزانية بطل دوري 2013 لا تتعدى 20 مليونا

الفيحاء «الصاعد» رصد قرابة 10 ملايين للاعبين جدد

الفتح أخفق محليا وآسيويا في الموسم المنصرم (تصوير: عيسى الدبيسي)
الفتح أخفق محليا وآسيويا في الموسم المنصرم (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

ميزانية بطل دوري 2013 لا تتعدى 20 مليونا

الفتح أخفق محليا وآسيويا في الموسم المنصرم (تصوير: عيسى الدبيسي)
الفتح أخفق محليا وآسيويا في الموسم المنصرم (تصوير: عيسى الدبيسي)

في الوقت الذي رصد الفيحاء «الصاعد حديثا لدوري المحترفين» قرابة الـ10 ملايين ريال كميزانية منفردة للتعاقد مع لاعبين جدد محليين وأجانب قبل انطلاق الموسم الجديد، كشفت مصادر مطلعة عن مفاجأة صادمة مفادها أن الفتح «بطل دوري المحترفين السعودي في موسم 2013» سيدشن الموسم الجديد بميزانية شاملة لن تتعدى الـ20 مليون ريال، وهو مبلغ لا يلبي أدنى متطلبات الأندية المشاركة في أحد أقوى الدوريات العربية والآسيوية.
وكشفت مصادر مطلعة أن رحيل أحمد الراشد رئيس نادي الفتح من منصبه، جاء بترتيب مسبق مع أعضاء الشرف منذ عدة أشهر، حيث رفضت استقالته من كبار الشرفيين لعدة مرات وآخرها حينما كان الفريق يرزح في مراكز المؤخرة من الدوري السعودي للمحترفين، إلا أنه وعد بقبول استقالته نهاية الموسم وهذا ما حدث بالفعل بعد أن تمت الموافقة في الاجتماع الشرفي.
وقالت المصادر إن الراشد أصر على الرحيل لعدة أسباب أولها الظروف الصحية التي يمر بها والتي تأزمت أكثر مع النتائج السلبية للفريق في دوري الموسم الماضي، وتأثر الجانب النفسي خصوصاً أن الفتح كان مهددا بقوة للهبوط وبقي ضمن الحسابات حتى الجولة الأخيرة التي تمكن فيها من حسم البقاء من خلال الفوز العريض على الاتحاد.
وأكد أن تراجع المداخيل المالية من الرعاة والدعم الشرفي وغيره، وارتفاع سقف المطالب الجماهيرية بعودة الفريق إلى منصات التتويج كان له أثر كبير حيث انحصر عدد الداعمين في بضعة أشخاص من الشرفيين.
ومع التحفظ الكبير من قبل المجلس الشرفي والإدارة على الكشف عن الميزانية المحددة للموسم المقبل، إلا أن مصادر رجحت أن لا تتجاوز 20 مليون ريال جلها من الراعي الرسمي للدوري وحقوق النقل التلفزيوني، وسط تراجع المبالغ المالية الواردة أو الموعودة بها الإدارة من قبل أعضاء الشرف، كما أن الراعي الرئيسي ممثلا في شركة المجدوعي للسيارات، يفكر في عدم تجديد العقد نتيجة «إعادة الهيكلة» في الشركة التي ترعى حاليا ناديين بالشرقية هما الاتفاق والفتح بعد أن قررت منذ الموسم الماضي عدم تمديد الرعاية مع نادي الخليج.
وبالعودة إلى وضع النادي وتحديدا الفريق الأول فلن يتأثر قرار المدرب التونسي فتحي الجبال بقرار استقالة الراشد، حيث سيستمر مع الفريق لموسم آخر بعد التوصل مع الإدارة إلى اتفاق قبل سفره إلى بلاده لقضاء إجازته السنوية.
وبحسب المصادر الفتحاوية فإن الجبال وضع في الصورة أولا بأول في موضوع التطورات الإدارية بنادي الفتح وإن الراشد أبلغه منذ فترة نيته بالرحيل، كما أن نائبه المهندس سعد العفالق الذي سيتولى الرئاسة بتأييد كامل من أعضاء الشرف ليس غريبا على المدرب الجبال بحكم وجوده في النادي منذ سنوات.
وأوصى الجبال بالإبقاء على مواطنه عبد القادر الوسلاتي من خلال تمديد إعارته من نادي الأفريقي التونسي والبرتغالي ساندرو الذي انتهى عقده مع نادي التعاون بعد أن شكل اللاعبان قوة في وسط الفريق في الفترة الشتوية للموسم الماضي وساهما بشكل فاعل في النتائج الإيجابية التي تحققت بعد تلك الفترة. فيما لم يتأكد بشكل كبير بقاء المهاجم التونسي لمجد لشهودي والبرتغالي أكرا.
وسيبدأ الفتح استعداداته للموسم الجديد بعد نهاية شهر رمضان المبارك.
يذكر أن سعود الشلهوب رئيس نادي الفيحاء قال إن ناديه قدم عرضا إلى نادي الهلال لضم المهاجم ناصر الشمراني، وما زال النادي الصاعد حديثاً في انتظار رد اللاعب على العرض، مضيفاً في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن الموضوع متوقف.
وزاد الشلهوب الذي يتحرك في كل الاتجاهات لعقد صفقات جديدة لناديه: لم يصل أي رد بعد سواء بالسلب أو الإيجاب، فما زلنا ننتظر رد الإدارة الهلالية مع اللاعب، وأشار أن في حال رفض الشمراني العرض فهناك خيارات بديلة وضعتها إدارة الفيحاء تكمن في مهاجمين في أندية الصف الأول بدوري جميل للمحترفين.
وعن اللاعبين الأجانب، أكد الشلهوب قائلاً: «وصلتني قائمة من اللاعبين الأجانب أرسلها لنا المدرب الروماني جالكا»، مؤكداً أن القائمة تحتوي على أسماء ومراكز وأسعار ومقاطع للاعبين الذين سيتم اختيارهم بالتشاور بين الإدارة والمدير الفني.
ونفى الأخبار المتداولة عن اختيار جالكا للاعبين أجانب من رومانيا، بل شدد الشلهوب أن القائمة لا تحتوي على أي لاعب روماني بل تنقسم بين لاعبين من قارة أفريقيا ومن دولة البرازيل، مشيراً إلى أن حسم صفقات اللاعبين الأجانب سيكون خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك قبل سفر الفريق إلى معسكره الخارجي في النمسا بعد عيد الفطر المبارك.
وكان «الفيحاء» قد أعلن في وقت سابق عن تعاقده مع لاعب وسط القادسية وقائد الفريق حسن جعفري بعقد احترافي لمدة أربع سنوات، بالإضافة إلى لاعب الاتحاد معتز تمبكتي بعقد احترافي لمدة ثلاث سنوات، وكان اللاعبان عبرا عن سعادتهما بالانضمام إلى صفوف الفيحاء، مؤكدين على عزمهم تقديم المستويات التي ترضي طموح الجمهور الفيحاوي.
وكان «الفيحاء» لفت الأنظار بإنجازه التاريخي المتمثل بالصعود إلى دوري المحترفين السعودي للمرة الأولى منذ تأسيسه، رغم منافسة أندية كبيرة لها باع وتاريخ طويل في منافسات دوري الأضواء.
وتأسس «الفيحاء» قبل قرابة 60 عاماً بجهود عدد من شباب محافظة المجمعة عندما كان يحمل اسم النادي الأهلي وآخرون أسسوا نادياً آخر يحمل اسم نادي الشباب، وتم دمج الناديين تحت اسم نادي الفيحاء، وفي عام 1967 اعتمد اسم نادي الفيحاء في سجلات الهيئة العامة للرياضة، قبل أن يدمج نادي منيخ مع نادي الفيحاء، وتعاقب على رئاسة النادي 15 رئيساً بداية بالمؤسس سليمان العتيقي وحتى الرئيس الحالي سعود الشلهوب.
وكان لاعبو الفيحاء في الثمانينات الميلادية محط أنظار جميع الأندية الكبيرة، ويضم الفريق كوكبة من النجوم المميزين كاد الفريق أن يصعد لدوري الأضواء في قبل أن ينتقل أعمدة الفريق للأندية الكبيرة ويتراجع النادي لدوري الدرجة الثانية والمناطق، ومن أبرز اللاعبين حارس الهلال خالد الدايل ولاعب الشباب خالد الزيد، وإبراهيم القرملة وسبق للثنائي الأخير الإشراف الفني على الفريق في سنوات ماضية.
وفي السنوات الأربع الأخيرة كان عمل إدارة الرئيس محمد الشلهوب واضحا للعيان، إذ بات الفريق من المنافسين بقوة على إحدى بطاقات الصعود، حتى استفاد الرئيس الذي يتصف بالهدوء من أخطائه السابقة وعرف احتياجات الفريق، وكانت انتداباته الصيفية موفقة إلى درجة كبيرة بعد التشاور مع الطاقم الفني بقيادة التونسي الحبيب بن رمضان الذي استطاع في الأمتار الأخيرة تجاوز الجميع بعد أن جاء من منتصف الترتيب، بفضل الاستقرار الفني والإداري وعطاء اللاعبين داخل المستطيل الأخضر.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».