حل وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان، أمس، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، في مستهل زيارة عمل تستمر ليومين، وتأتي ضمن جولة أفريقية شملت كلاً من غينيا والسنغال، وذلك في سياق تحرك دبلوماسي فرنسي كبير في القارة بعد انتخاب الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون الذي زار المغرب والجزائر. وقالت السفارة الفرنسية في نواكشوط إن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز سيستقبل وزير الخارجية اليوم، قبل أن يجري مباحثات مع نظيره الموريتاني إسلكو ولد أحمد إيزيد بيه، وسيوقع الطرفان على اتفاقية لدعم صحة الأمهات والأطفال الرضع في موريتانيا، وهو الملف الذي قالت السفارة إنه يستحوذ على اهتمام «الوكالة الفرنسية للتنمية» في موريتانيا. وقبل أن ينهي وزير الخارجية الفرنسي زيارته إلى موريتانيا، سيزور المقر الدائم لسكرتارية مجموعة دول الساحل الخمس (ج5)، الموجود في نواكشوط منذ تأسيس المجموعة عام 2015، فيما قالت السفارة إن المرور بمقر المجموعة يؤكد «دعم فرنسا على مستواها الفردي وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي لهذه المنظمة الإقليمية الموجهة لحفظ الأمن وخلق التنمية»، في منطقة الساحل الأفريقي.
ولعبت فرنسا دوراً كبيراً في تأسيس مجموعة دول الساحل الخمس التي تضم (موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو)، بهدف إنجاح عمليتها العسكرية «بركان» التي انطلقت عام 2015 لمحاربة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي بالتنسيق مع جيوش دول الساحل.
وشكلت هذه المجموعة منذ تأسيسها إطاراً للتنسيق مع أكثر من 4 آلاف جندي فرنسي يتحركون في الصحراء الشاسعة لهذه الدول الخمس، ويطاردون الجماعات الإرهابية وشبكات تهريب المخدرات والسلاح والبشر، ولكن الجهود منصبة في هذه الفترة على تشكيل قوة عسكرية مشتركة لهذه البلدان، تكون أكثر قدرة على التحرك عبر الحدود وتبادل المعلومات.
وتقدمت فرنسا بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يسمح بإنشاء هذه القوة العسكرية المشتركة، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي عن دعمها بتمويل قدره 50 مليون يورو، ولكن الولايات المتحدة أبدت تحفظات «غير رسمية» على تشكيل القوة العسكرية وآليات تمويلها. ومن المؤكد أن تشكيل هذه القوة العسكرية سيكون حاضراً بقوة في الملفات التي يحملها وزير الخارجية الفرنسي في زيارته لنواكشوط، خصوصا أن العلاقات بين موريتانيا وفرنسا، بغض النظر عن إرثها التاريخي الذي يمتد إلى فترة الاستعمار، وصلت إلى مراحل متقدمة في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب. وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن زيارة لودريان لهذه الدول (ضمنها موريتانيا)، تمثل فرصة أولى لتعزيز أولويات فرنسا في أفريقيا، لا سيما في مجالات الأمن والاقتصاد والمناخ والتنمية، مشيرا إلى أن «تنفيذ اتفاق باريس حول المناخ لا سيما من خلال المبادرة الأفريقية حول الطاقات المتجددة» هو الموضوع البارز في المباحثات بين لودريان والرئيس الغيني ألفا كوندي، الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي.
وأكد المتحدث أن ملفات أخرى حضرت في المباحثات التي أجراها لودريان مع الرئيس السنغالي ماكي صال، مشيراً إلى أنهما تطرقا لتعزيز «التعاون في إطار مجلس الأمن الدولي بعد أن حصلت السنغال على العضوية غير الدائمة للمجلس».
أما في موريتانيا، فتبرز الملفات الأمنية بقوة، خصوصا أن جان إيف لودريان سبق أن زار نواكشوط في كثير من المناسبات وزيرا للدفاع خلال حكم الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، في واحدة من أكثر الفترات سخونة في المنطقة؛ إذ شنت فرنسا حرباً عسكرية طاحنة ضد الجماعات الإرهابية في شمال مالي عام 2013.
وهي الجماعات التي تقول موريتانيا إنها حاربتها وحيدة لعدة سنوات (2007 - 2011).
وتأتي زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى غينيا والسنغال وموريتانيا، بعد زيارة أخرى إلى الجزائر وصفتها وكالات الأنباء بأنها كانت «شبه سرية»؛ إذ غابت عنها التغطية والزخم الإعلاميين، رغم أنها خصصت لبحث تطورات الملف الليبي.
وزير خارجية فرنسا يزور نواكشوط ضمن جولة أفريقية
يلتقي خلالها الرئيس ولد عبد العزيز ونظيره الموريتاني
وزير خارجية فرنسا يزور نواكشوط ضمن جولة أفريقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة