لندن: سياحة وتجميل وتسهيلات

أفضل الطرق للوصول إلى أفضل اختصاصي

لندن: سياحة وتجميل وتسهيلات
TT

لندن: سياحة وتجميل وتسهيلات

لندن: سياحة وتجميل وتسهيلات

تشتهر لندن بأنها واحدة من المراكز الطبية المتميزة في العالم، وهي مرغوبة أكثر من سياح التجميل العرب، لقربها الجغرافي من المنطقة العربية وخبرة عياداتها في التعامل مع الزوار العرب وتوفير خدمات الترجمة الفورية وتنسيق الاتصالات مع السفارات، بالإضافة إلى توفير العناية اللازمة بعد العمليات الجراحية.
وفي العام الماضي زاد عدد الزوار الأجانب القادمين إلى بريطانيا من أجل إجراء عمليات تجميل بنسبة 17 في المائة. ومن هؤلاء كانت النساء هن الأغلبية العظمى من الراغبين في اجراء العمليات بنسبة 91 في المائة. وكانت أغلب العمليات النسائية متعلقة بتكبير الثديين. أما عمليات التجميل للرجال فكان أشهرها عملية تجميل الأنف.
وكانت أكبر نسبة زيادة في عمليات التجميل متعلقة بعمليات شفط الدهون التي زادت بنسبة 41 في المائة. ويتوقع الدكتور أليكس كاريديس، وهو طبيب تجميل يعمل في عيادة خاصة في لندن، أن يزداد الإقبال على عمليات التجميل مع بداية نشاط الاقتصاد البريطاني؛ لأن فترة الكساد الماضية أجبرت كثيرين على تأجيل إجراء مثل هذه العمليات لأنها ليست ضرورية.
وتشمل الإحصاءات كل بريطانيا ولا تقتصر على لندن. وفي العام الماضي أجريت في بريطانيا نحو 50 ألف عملية تجميل، بزيادة 17 في المائة عن العام الأسبق. وتدل الزيادة الكبيرة في عمليات شفط الدهون (41 في المائة) على أن الأساليب الأخرى للتعامل مع الشحوم الزائدة في الجسم أثبتت عدم فعاليتها.
وعلى الرغم من فضيحة السليكون الفرنسية في السنوات الأخيرة فإن عمليات تكبير الثدي ما زالت في ارتفاع (بنسبة 13 في المائة)، وهي من أشهر العمليات التجميلية التي تجرى في بريطانيا، إضافة إلى مكافحة الشيخوخة بين النساء والرجال على السواء. ومن هذه العمليات عمليات جراحة جفون العين، وارتفعت بنسبة 14 في المائة، وتجميل جلد الرقبة وارتفعت بنسبة 13 في المائة، وحقن الوجه لإلغاء التجاعيد، وارتفعت أيضا بنسبة 15 في المائة.
وارتفعت أيضا عمليات التجميل بين الرجال، وإن كانوا ما زالوا يمثلون نسبة حالة من كل عشر حالات من عمليات التجميل. وبالإضافة إلى تجميل الأنف يلجأ الرجال أيضا إلى عمليات شفط الدهون.
كيف تختار الطبيب المناسب؟
هناك عشرات العيادات الطبية والمستشفيات الخاصة في لندن التي تتخصص في جراحات التجميل، وبعضها يتخذ من شارع «هارلي ستريت» مركزا لها. واختيار العيادة والطبيب المتخصص ليس أمرا سهلا، ويجب أن يحظى ببعض البحث والاستشارة من الزائر قبل عملية الاختيار. ويمكن استشارة الأقسام الطبية في السفارات الخليجية التي تشرف أحيانا على مراحل العلاج بالإضافة إلى تحمل التكاليف أو المشاركة فيها.
وتنصح السفارات بالتوجه إلى عيادات معروفة جرى التعامل معها بنجاح في الماضي، وتقبل بأن تتولى السفارات الإشراف على الإجراءات بما في ذلك تكاليف العلاج. ومن هذه العيادات «لندن كلينيك» التي تؤكد أنها توجه عناية لقدرة الجراحين المتخصصين العاملين فيها وتدريب كل العاملين على التعامل مع النزلاء المرضى. ولدى العيادة عدد من التخصصات الجراحية وعيادات العلاج الطبيعي. وتستخدم العيادة أساتذة الطب الجراحي، بالإضافة إلى أطباء موجودين على مدار الساعة.
كما تستخدم العيادة نحو ألف من الممرضات والفنيين الآخرين في مختلف التخصصات، وتتوافر بها أحدث معدات التشخيص والعلاج المتاحة. وتتاح بالعيادة أيضا غرفة عناية مركزة تدار على مدار الساعة. وتوفر «لندن كلينيك» خدمات الترجمة من وإلى اللغة العربية.
وتعمل «لندن كلينيك» كجمعية خيرية لا تهدف إلى الربح، ولذلك فإن كل عوائدها يعاد استثمارها في تحديث وتحسين خدماتها الطبية. وينزل المريض في غرفة خاصة بها سرير يمكن التحكم في وضعيته كهربائيا. وتوفر الغرفة حماما خاصا بها كما تزود بالتكييف وأجهزة راديو وتلفزيون وهاتف مع نظام لاستدعاء الممرضات فورا، وخزانة للأغراض الشخصية.
ويشرف فريق من الأطباء على كل حالة، ويجري تحضير الأطعمة الطازجة يوميا من مصادر محلية، ويختار المريض من بين عدة وجبات تلائم كل المذاقات. وتعتني العيادة بالنظافة بوصفها أولوية مطلقة، ويجري استقبال الزوار في معظم الأوقات، ولكن مع رعاية راحة المرضى، ولذلك يجري تحديد مواعيد الزيارة بين العاشرة صباحا والعاشرة مساء.
وتطلب العيادة أن يحضر المريض معه نسخا من الوثائق الطبية الخاصة به، مثل أفلام الأشعة ومذكرات الأطباء، بالإضافة إلى لائحة الأدوية التي يتعاطاها المريض، وملابس للنوم وبعض مستحضرات الاستحمام وتنظيف الأسنان، بالإضافة إلى ملابس الخروج بعد نهاية فترة العلاج. ويمكن للمريض أن يستخدم جهاز الكومبيوتر الشخصي أثناء إقامته.
ولدى العيادة فريق دولي للتنسيق مع السفارات والمرضى الأجانب مع وجود دائم للمترجمين العرب.
وهناك الكثير من المستشفيات الخاصة والعيادات الأخرى التي تستقبل حالات جراحة التجميل في لندن، وهي تشمل الكثير من التخصصات، مثل شفط الدهون وعلاج التجاعيد وشد الوجه ومعالجة آثار الجروح وإجراء تعديلات على الأنف أو الأذنين. وللنساء تتخصص عيادات في تكبير الثديين أو تصغيرهما أو رفعهما. ويمكن أيضا إجراء جراحة تصغير الثدي للرجال.
من ناحية أخرى، تقول عارضة الأزياء إليسيا دوفال التي أنفقت على عمليات التجميل نحو مليون إسترليني، إنها لا تشعر بالسعادة عندما تنظر في المرآة بعد إنفاق كل هذه الأموال على عمليات التجميل. وأضافت أنها كانت ساذجة وصدقت أطباء التجميل ولم تكن لديها معلومات كافية. وهي تعتقد أن هناك الكثيرات من الذين يعتقدن أن عمليات التجميل سوف تحول حياتهن إلى الأفضل، ولكن ذلك غير صحيح، وكل ما يشعرن به بعد العمليات هو مزيد من التعاسة.
وعلق الدكتور كاريديس على حالة إليسيا بالقول: «إن على جراح التجميل مسؤولية في سؤال المريض عن أسباب الإقبال على جراحة التجميل وعن التوقعات من هذه الجراحة؛ لأن اتخاذ جراحة التجميل وسيلة لتغيير أوجه حياة المريض لن يؤدي إلى الغرض المنشود، وقد يضيف الإحباط».
وتتحدث أوساط التجميل في لندن عن أحدث توجهات التجميل في عام 2014 التي تشمل:
* استبدال عمليات إطالة الرموش اصطناعيا بدواء يعمل على تعزيز وتقوية جذور الرموش بطريقة طبيعية. ويباع دواء الرموش في السوق تحت اسم «ماي لاش» بسعر يصل إلى 200 إسترليني للعلبة الواحدة، ولكن استخدام العلبة الواحدة يستمر لعدة شهور. ويحتوي «ماي لاش» على مادة اسمها «بايماتوبروست» تقوي الرموش الطبيعية.
* شد الوجه بلا جراحة: أحدث
توجهات علاج الترهل والتجاعيد في الوجه يكون عبر عمليات «تقشير» الجلد ومن دون استخدام أي جراحة. ويجري استخدام موجات الراديو في العلاج الطبيعي الذي يعيد للوجه رونقه وشبابه بلا جراحة. وتتخصص الطبيبة رابيا مالك من عيادتها في لندن في هذا الأسلوب من العلاج.
* ألوان الشعر غير الدائمة: انتشرت هذه الموجة من تلوين الشعر بعد ظهورها بين عارضات الأزياء وبعض المشاهير، وهي ألوان غير عادية وتدوم لثلاث غسلات للشعر قبل أن يعود إلى لونه الطبيعي. وتلجأ بعض فتيات لندن إلى استخدام هذه الصباغة التجميلية مساء يوم الجمعة لكي تدوم خلال فترة عطلة نهاية الأسبوع قبل أن يعود الشعر إلى طبيعته صباح يوم الاثنين. وهناك أنواع من هذه الصبغات يمكن استخدامها فوريا عن طريق رش الشعر بها.
* تنظيف الوجه بضخ الماء: وتلجأ إلى هذا الأسلوب بعض الممثلات قبل الظهور في الحفلات العامة ويجري استخدام الماء بضخ مكثف إلى الوجه من أجل تنظيف الجلد وأحيانا حقنه بمواد منشطة. وتقول بعض النساء اللاتي لجأن إلى هذا الأسلوب إنه يشبه تماما إجراء عمليات شد الوجه ولكن بلا جراحة.
* تصغير حجم الوسط والفخذين: وتلجأ بعض العيادات في لندن إلى استخدام أساليب جديدة للتخلص من الدهون في جلسة واحدة لا تتطلب شفط الدهون جراحيا وإنما تجميدها في موضعها. وتتكلف الجلسة الواحدة نحو 350 جنيها إسترلينيا. وتؤكد بعض العيادات أنها تلغي نسبة سنتيمترين من محيط الوسط أو الفخذ بعد جلسة واحدة. ويجري العلاج بتجميد مساحات من الدهون تؤدي إلى موت الخلايا الدهنية، وهو أسلوب يستخدم في التخلص من مركبات الدهون التي لا ينفع معها الريجيم ولا التمرينات الرياضية.
ويمكن الاستعانة بجمعية جراحي التجميل البريطانية من أجل الاستفسار عن كل جوانب عمليات التجميل في بريطانيا وكيفية الاستعانة بجراح قدير في عمليات التجميل المختلفة. وينتمي معظم كبار الجراحين في بريطانية إلى عضوية هذه الجمعية.
وتطالب الجمعية بالمزيد من الرقابة الحكومية على عيادات التجميل التي يعمل بعضها بلا كفاءة طبية ويهدف فقط إلى الربح. وتشكو الجمعية من أن الجراحين يستقبلون يوميا الكثير من الحالات التي تعاني آثارا سلبية لعمليات تجميل سابقة، منها عمليات حقن الوجه بمواد لإزالة التجاعيد. وبعض هذه العمليات احتاج إلى إجراءات جراحية لاستعادة الوضع إلى ما قبل العمليات.
ويحذر الدكتور جورج رومان، المتخصص بالتجميل من دون جراحة، من الانصياع وراء الدعاية، أو الاسم، لأننا في الكثير من الأحيان نصدق ما نسمع، خاصة أن معظم الجراحين مسجلون لدى جمعية أطباء التجميل، ولكن هذا لا يعني أنهم جيدون، ويرى رومان أن أفضل طريقة للحصول على طبيب جيد لحالة معينة هو الوصول إليه عن طريق تجربة أحد الأقارب والأصدقاء، فبرأيه هذه هي الطريقة المثلى للوثوق بأي طبيب.
ويقول رومان أيضا بأنه من المهم أيضا طلب رؤية صور قبل وبعد العملية إن كانت جراحية أم لا، للتأكد من إمكانية الطبيب.
أما بالنسبة للدكتور أوليفيير دو فراهان الذي يعد طبيب التجميل الأول في العالم، فالتخصص في نوع معين من العمليات مهم جدا، وأعطى مثالا على ذلك من خلال التكلم عن نفسه كونه متخصصا بعمليات شد الوجه والجفون وشفط الدهون، فقال إنه يجب أن تثق بالطبيب من اللقاء الأول، ويجب طرح الأسئلة ورؤية أطباء آخرين إلى أن تجد الطبيب الذي لديه الحل لمشكلتك. كما يجب عدم الوثوق بالطبيب الذي يزعم أنه يستطيع فعل أي شيء، فالتخصص أهم من الافتخار بالمعرفة.
أما بالنسبة للدكتور روبرتو فييل جراح التجميل في شارع هارلي ستريت، فيقول إن التخصص مهم جدا، كما أن جلسة المعاينة مهمة جدا، كما يجب مناقشة العملية بدقة، ويتعين على المريض وضع لائحة بالأسئلة التي يريد لها إجابة، كما أن سمعة الطبيب مهمة والوصول إليه من خلال أحد المعارف مهم جدا، ويجب التأكد من أن الطبيب ينتمي إلى جمعية الجراحين البريطانيين.
ومن المؤكد أن لندن سوف تستقبل المزيد من السياح الأجانب القادمين من أجل إجراء جراحات تجميل أثناء إقامتهم. ولكن يجب على هؤلاء إجراء الأبحاث اللازمة وعدم اللجوء إلى عيادات مغمورة قد لا تتمتع بأي إشراف طبي أو ضوابط حكومية. ويجب استشارة الأقسام الطبية في السفارات اللندنية لأن لديها الخبرة اللازمة في توجيه الزائر نحو عيادات موثوقة.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».