ميليشيات الحوثي تقصف مستشفى الثورة... ومرضى «الكلى» بلا «غسل»

وزير حقوق الإنسان : نجاة نزلائها من مجزرة وأضرار مادية أصابت الأجهزة الطبية

طبيب يعاين آثار الدمار الذي لحق بمستشفى «الثورة» في تعز («الشرق الأوسط»)
طبيب يعاين آثار الدمار الذي لحق بمستشفى «الثورة» في تعز («الشرق الأوسط»)
TT

ميليشيات الحوثي تقصف مستشفى الثورة... ومرضى «الكلى» بلا «غسل»

طبيب يعاين آثار الدمار الذي لحق بمستشفى «الثورة» في تعز («الشرق الأوسط»)
طبيب يعاين آثار الدمار الذي لحق بمستشفى «الثورة» في تعز («الشرق الأوسط»)

وصفت مصادر يمنية متطابقة حالة قسم الغسل الكلوي بمستشفى الثورة في محافظة تعز بـ«المشلولة تماماً عن العمل»، إثر قذائف وشظايا أُطلِقَت مساء أول من أمس، من منطقة يسيطر عليها الحوثيون وصالح في المحافظة المحاصرة منذ نهاية عام 2014.
وقال مسؤول طبي لـ«الشرق الأوسط» إن المرضى وعددهم 270 على الأقل، سيعانون الأمرَّين إثر عدم وجود مركز غسل قريب، مشيراً إلى اثنين من العمال في مقصف المستشفى أُصيبا، ونجاة بقية المرضى.
وأضاف المصدر (الذي تحفظ على ذكر اسمه ليتقي شر الاستهداف) إن مركز الغسل الكلوي كله تدمر «وخزانات المياه دُمِّرت. لكن لم توجد وفيات أو خسائر بشرية كبيرة».
ويعود سبب نجاة المرضى إلى أنهم كانوا لم يبدأوا جلسات الغسل. وقال المصدر: «كان المرضى في صف أمام المركز، قبل أن يشتد القصف من جهة تبة السلال التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون وصالح». وعلق المصدر بالقول: «إنهم نجوا من مجزرة، وجاء تأخرهم في الدخول لتلقي خدمة الغسل الكلوي بمثابة المعجزة التي حصنتهم من موت مؤكد».
ورغم وجود المركز المتواضع في تعز، فإنه كان يقدم خدمة الغسل الكلوي لكثير من المرضى الذين يستغرق وصولهم إلى المركز في الأساس ساعات متواصلة إثر الحصار وانعدام الطرق الآمنة للقادمين من خارج محيط المدينة أو الذين يسكنون قرى قريبة من مناطق الاشتباك.
من جانبه، قال وزير حقوق الإنسان اليمني، محمد عسكر، لـ«الشرق الأوسط» إن «القصف تسبب في أضرار مادية للأجهزة الطبية بقسم الكلى». وأضاف: «ندين بشدة استمرار الميليشيات انتهاكها للقانون الدولي الإنساني، والاعتداء المتكرر على المستشفيات والمرافق الطبية».
وأوضح الوزير أن الميليشيات سبق وأن استهدفت بقذائف المدفعية أقسام الجراحة والعمليات والأطفال، كما أن المولد الكهربائي في المستشفى الذي يعد من أكبر المستشفيات في المحافظة تعرض لأضرار كبيرة. وكثّف الحوثيون قصفهم المدفعي وبشكل عشوائي على الأحياء السكنية في مدينة تعز، حيث قتل وأصيب أكثر من ستين مدنياً بينهم أطفال خلال الفترة من أواخر مايو (أيار) الماضي وحتى الشهر الحالي.
ولطالما تشهد تعز المحاصرة، جرائم واسعة ارتكبها الانقلابيون، فقد قتلت الميليشيات أكثر من 1535 شخصاً بينهم 166 طفلاً و102 امرأة، وأصابت 8786 شخصاً وخطفت 221، إلى جانب تدمير وإتلاف المنشآت العامة والتراثية والصحية ودور العبادة، ومنع المساعدات الإنسانية والإغاثة عن المدينة المحاصرة، ووصول القطاعات الصحية والتعليمية والغذائية في تعز إلى أوضاع كارثية، وفقاً لمستشار التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان يوسف أبو راس.
وأوضح المستشار أن مدينة تعز التي تتعرض للانتهاكات تدفع ثمن ريادتها وثوريتها في ظل غياب سيادة القانون ومؤسسات الدولة كالشرطة والقضاء، داعياً الحكومة اليمنية إلى سرعة استعادة مؤسسات الدولة ودمج وحدات المقاومة في المؤسسات الأمنية وتفعيل المحاكم والنائبات ومحاربة التنظيمات المتطرفة، كما طالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في حماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وتحديد الأطراف المنتهكة بوضوح ومحاسبتها، وسرعة التدخل لرفع الحصار، والعمل على إيصال الإغاثة عبر طرق بديلة مثل عدن.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.