تصفيات آسيا المونديالية: العراق يقدم أثمن هدية للسعودية

موقعة تايلاند تورط الإمارات في الحسابات المعقدة

مهدي كامل لاعب العراق يحتفل بهدف التعادل أمام اليابان (أ.ف.ب) - الإمارات دخلت مرحلة الحسابات المعقدة بعد تعادلها مع تايلاند (رويترز)
مهدي كامل لاعب العراق يحتفل بهدف التعادل أمام اليابان (أ.ف.ب) - الإمارات دخلت مرحلة الحسابات المعقدة بعد تعادلها مع تايلاند (رويترز)
TT

تصفيات آسيا المونديالية: العراق يقدم أثمن هدية للسعودية

مهدي كامل لاعب العراق يحتفل بهدف التعادل أمام اليابان (أ.ف.ب) - الإمارات دخلت مرحلة الحسابات المعقدة بعد تعادلها مع تايلاند (رويترز)
مهدي كامل لاعب العراق يحتفل بهدف التعادل أمام اليابان (أ.ف.ب) - الإمارات دخلت مرحلة الحسابات المعقدة بعد تعادلها مع تايلاند (رويترز)

قدم العراق خدمة ثمينة للمنتخب السعودي في تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال روسيا 2018 بعد تعادله المثير أمام اليابان 1-1 ضمن منافسات المجموعة الثانية وقبل جولتين من نهاية التصفيات.
ولم تتمكن اليابان من التقدم مرة أخرى على المنتخب السعودي سوى بفارق نقطة واحدة فقط بفضل هذا التعادل التاريخي إذ بقيت متصدرة بـ17 نقطة ومن خلفها المنتخب السعودي 16 نقطة وهو ما يمنح الأخير نفسا عميقا قبل استئناف المهمة وضمان أحد المقعدين الأول أو الثاني المؤهلين للمونديال وتجنب الحسابات المعقدة أو الحال الثالث ومن ثم الاضطرار لخوض الملحق.
وبات على المنتخب السعودي الحصول على فوز وتعادل «4 نقاط» على الأقل من مباراتيه المقبلتين أمام الإمارات «31 أغسطس (آب)» واليابان «5 سبتمبر (أيلول)»، ليضمن التأهل رسميا للمونديال العالمي.
وأسقط المنتخب العراقي ضيفه الياباني في فخ التعادل 1 - 1 منتزعا نقطة معنوية بعد خروجه خالي الوفاض من المنافسة منذ الجولة الماضية، فرفع رصيده إلى 5 نقاط في المركز الخامس. وكان المنتخب الياباني يمني النفس بالفوز للابتعاد بفارق 3 نقاط في الصدارة بيد أنه خيب الآمال باكتفائه بنقطة واحدة انفرد بها بالمركز الأول أمام أستراليا والسعودية. وكانت اليابان فازت على العراق بصعوبة ذهابا 2 - 1 في سايتاما في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ونجح المنتخب العراقي في إدراك التعادل عبر مهدي كامل عندما اقتنص كرة مرتدة من الحارس الياباني سددها مباشرة إلى الشباك. وواصل المنتخب العراقي أفضليته وكاد أن يوجه ضربة قاضية لليابان في الدقيقة 87 إثر انفراد مهاجمه علاء عبد الزهرة لكنه سددها بعيدا عن الخشبات الثلاث.
ويتأهل أول فريقين مباشرة لكأس العالم ويلعب صاحبا المركز الثالث في المجموعتين مواجهة فاصلة من مباراتي ذهاب وعودة ويصعد الفائز لمواجهة صاحب المركز الرابع في تصفيات أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) على بطاقة إضافية للظهور في روسيا.
وفقد العراق فرصته تماما في بلوغ الملحق الآسيوي لكنه حقق نتيجة جيدة في أول مباراة رسمية للمدرب المؤقت باسم قاسم.
ومن جانب يواجه البوسني - الفرنسي وحيد خليلودزيتش مدرب منتخب اليابان لكرة القدم ضغوطات لإعادة النظر في الأداء بعد التعادل مع العراق، واعتبر رئيس الاتحاد الياباني للعبة كوزو تاشيما أن لا أعذار للنتيجة المخيبة للمباراة التي أقيمت على ملعب باس في إيران.
ونقلت وكالة كيودو اليابانية للأنباء عن تاشيما قوله: «الحرارة ليست عذرا. كان يمكن أن نخسر المباراة»، مؤكدا «إننا محظوظون لخروجنا من هنا بنقطة».
وعما إذا كان خليلودزيتش سيبقى في منصبه، قال المدير الفني في الاتحاد الياباني أكيرا نيشينو لصحيفة «نيكان سبورت» «بالطبع»، لكنه أضاف: «هناك حاجة للمراجعة. وهناك الوقت الكافي لذلك. كيف كانت استعداداتنا حتى اليوم؟ يجب أن نكون على دراية كاملة بذلك».
من جهته، قال خليلودزيتش إنه «يشعر بخيبة أمل» من أداء فريقه، معتبرا أن الإصابات أثرت على الفريق الذي كان «متعبا». وتابع: «لست مرتاحا على الإطلاق. قلت للاعبين بين الشوطين إنه يمكننا حسم المباراة في حال تسجيل هدف ثان ولكن الهدف كان في مرمانا. كنا متعبين، ولم نتمكن من تنفيذ الخطة على أرض الملعب».
ومن جانبه قاد علي مبخوت مهاجم المنتخب الإماراتي بلاده لتعادل بشق الأنفس مع منتخب تايلاند في المواجهة التي جمعت المنتخبين بعد تسجيله هدفا قاتلاً في الوقت بدل الضائع ليعدل كفة فريقه مع مضيفتها بهدف لكل منهما.
وتمسكت الإمارات ببصيص الأمل في الوصول للملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2018 لكرة القدم بعد أن كانت آمالها ستنهار تماما في حال الهزيمة بعد تأخرها بهدف مونجكول توساكراي في الدقيقة 69 قبل أن يخطف مبخوت التعادل قبل صفارة النهاية.
وتولى باوسا مدرب الأرجنتين السابق المهمة خلفا للمدرب الوطني مهدي علي ونجح معه الفريق في تجنب الخسارة للمرة الثالثة على التوالي في التصفيات.
وكان مهدي علي أعلن استقالته من منصبه بعد دقائق من الخسارة 2 - صفر أمام أستراليا وقال في مؤتمر صحافي عقب اللقاء: أعتقد أنني عانيت كثيرا في الفترة الأخيرة لأسباب كثيرة... حان الوقت ليأتي شخص آخر ليحاول أن يقدم شيئا أفضل مما قدمته». وأضاف المدرب الذي تولى تدريب المنتخب الأول في 2012 وحقق معه المركز الثالث في كأس آسيا 2015: بذلت قصارى جهدي ولا يمكنني أن أفعل المزيد وربما يأتي شخص آخر ليؤدي بشكل أفضل... ربما يحتاج الفريق إلى التغيير... حان وقت الرحيل».
وأوضح أنه عرض الاستقالة بعد الفوز على العراق في التصفيات الجارية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لكن تم إقناعه بالبقاء. وتابع علي (51 عاما): كنت أتمنى ترك الفريق الوطني في ظروف أفضل لكن هذه هي الحياة ويجب أن نتقبل الواقع. حاولت بذل قصارى جهدي لكن المدرب جزء من الفريق».
وقبل مباراتين على النهاية رفعت الإمارات رصيدها إلى عشر نقاط بالمركز الرابع بفارق ست نقاط خلف أستراليا ثالثة الترتيب حاليا. لكن حسابات الإمارات تبدو معقدة جدا كونها تتطلب الفوز في المباراتين المقبلتين، وخسارة السعودية لمباراتيها.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».